في الذكرى 23 لوفاته
باتنة تستحضر العقيد المجاهد الحاج لخضر
- 2105
استحضرت ولاية باتنة، أول أمس، الذكرى 23 لوفاة المجاهد الراحل العقيد الحاج لخضر، الذي صنع لوحات بطولية في تاريخ الجهاد والصمود والغيرة على هذا الوطن. وعكف مشاركون في ندوة تاريخية احتضنتها كلية العلوم الإسلامية، على إبراز مناقب وبطولات أحد أبطال منطقة الأوراس، المجاهد الرمز العقيد عبيدي محمد الطاهر المدعو "الحاج لخضر"، خلال الحقبة الاستعمارية وحتى بعد الاستقلال. كما تم التطرق لكفاحه، وجوانب من شخصيته.
بالمناسبة، تم استعراض شهادات حية لشخصيات تاريخية ورفقاء دربه في الكفاح، الذين تحدثوا عن ذكرياتهم مع المرحوم الذي كرس وقته لخدمة الوطن، حيث ذكّر الوالي توفيق مزهود بمناقب الفقيد، مستحضرا أهم محطاته النضالية إبان الثورة التحريرية الكبرى، مؤكدا للحاضرين استعداده الكامل لمساعدة أعضاء جمعية مسجد أول نوفمبر، على إكمال الأشغال المتبقية الخاصة بهذا الصرح الديني. وأشاد بدور المجاهد في الحياة السياسية بعد الاستقلال، ونشاطه الخيري والتوعوي، ومساهمته الكبيرة في العديد من المشاريع، وأهمها بناء أكبر مسجد في الجزائر وقتها؛ مسجد "أول نوفمبر". وفي مداخلة له في الموضوع، أبرز الأستاذ صالح بوبشيش جوانب مهمة في حياة ومناقب المجاهد المرحوم الحاج لخضر، وذكر مساهماته في خدمة الوطن والولاية. كما عرض شريط تناول مسار حياته النضالية، وكفاحه، وخصاله ضمن خصوصيات ينفرد بها المرحوم، شكلت مادة للبحث في هذه الندوة. وتم، بالمناسبة، تكريم بعض المجاهدين. وأقيم على هامش الندوة معرض تاريخي بإشراف من ملحقة متحف المجاهد.
ويُعد المرحوم الحاج لخضر من أبرز الشخصيات التاريخية بالمنطقة التاريخية الأولى. وُلد سنة 1916 بقرية أولاد أشليح ببلدية عين التوتة ولاية باتنة، من عائلة فقيرة. وغادر الوطن إلى فرنسا سنة 1936 بحثا عن عمل وكان في سن 20، وفي تفكيره البحث عن طريقة للتخلص من العدو. وهناك التقى بمجموعة من الجزائريين كانوا يلتقون من حين إلى آخر، يتحدثون عن الوطن، ويضعون الخطط لإخراج العدو من الوطن. وعاد الحاج لخضر إلى الوطن بعد أن قضى أربع سنوات في المهجر. وأول ما قام به هو تكوين خلية سرية بمدينة باتنة سنة 1939 لا يتعدى عدد أفرادها 15، وكان مقر اجتماع الخلية دار السيد مزيان الحلوانجي. واستمر العمل لمدة ثلاث سنوات. وكان اتصال أول للخلية بالمناضل مصطفى بن بولعيد سنة 1941، الذي قدم لهم برنامجا جديدا. بعدها كوّن الحاج لخضر خلية أخرى بمدينة عين التوتة سنة 1942.
وفي سنة 1944 كلّفه الشهيد مصطفى بن بولعيد بتولي مهمة استقبال المناضلين القادمين من شمال قسنطينة. وكان يقوم بجمع الأسلحة بمساعدة لخضر بن كاوحة وبلقاسم بلعياش وكذلك المجاهد محمد بن لخضر بقرية الحجاج. وليلة الفاتح من نوفمبر التقى الحاج لخضر بالقائد مصطفى بن بولعيد ومجموعة كبيرة من المجاهدين، واختاره بن بولعيد قائدا لأحد الأفواج، فواصل جهاده في الأوراس. ويُعد منفّذ أول هجوم على ثكنة باتنة ليلة الفاتح من نوفمبر 1954. وترقّى في المناصب العسكرية. ويُعد من الذين تعاقبوا على قيادة الولاية الأولى التاريخية، قبل أن يُستدعى من قبل القيادة للالتحاق بتونس. توفي المجاهد الحاج لخضر يوم 23 فيفري 1998 بمدينة باتنة، تاركا إرثا تاريخيا لجيل الاستقلال بعدما خلّد اسمه بحروف من ذهب؛ إذ تفرغ بعد الاستقلال للأعمال الخيرية، وهو المبادر بمشروع بناء الجامعة الإسلامية الحصن الديني بباتنة، ومسجد "أول نوفمبر قلعة الإسلام".