لإنهاء النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي
الولايات المتحدة تؤكد أن "حل الدولتين" هو السبيل الوحيد
- 696
عادت الإدارة الأمريكية لتبني نفس موقف سياستها الخارجية المعتادة بشأن دعم مبدأ "حل الدولتين"، كخيار أمثل لإنهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط، بقناعة منها أن الأمر يمثل السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وضمان عيش إسرائيل بسلام إلى جانب الدولة الفلسطينية المستقلة.
وشدّد نيد برايس، المتحدث باسم كتابة الخارجية خلال مؤتمر صحفي عقده، أول أمس الثلاثاء، أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس، جو بايدن تؤمن بأن الفلسطينيين من حقهم تجسيد تطلعاتهم المشروعة لإقامة دولة ذات استقلال كامل، مؤكدا أهمية امتناع إسرائيل عن اتخاذ أي خطوات أحادية قد تسهم في تأجيج التوتر وتقويض جهود حل الدولتين. وتكون الإدارة الأمريكية الجديدة بذلك قد أوضحت موقفها من القضية الفلسطينية التي عانت كثيرا من تصرفات وقرارات الرئيس المغادر، دونالد ترامب، الذي تجاهل كل حق للشعب الفلسطيني وعمل على اغتصاب حقوقه، أخطرها إقدامه على الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان العبري ونقل سفارة بلاده إلى هناك.
وشكل ترامب طيلة فترة حكمه الحارس الشخصي القوي لإسرائيل التي استغلت الامتيازات التي منحها لمواصلة منطقها الاستيطاني والتهويدي وانتهاكاتها ضد أبناء الشعب الفلسطيني على مرأى المجموعة الدولية التي لم تحرك ساكنا لإنصاف الفلسطينيين ولو بمجرد إدانة. ما دفع بالسلطة الفلسطينية إلى قطع علاقاتها مع أكبر دولة في العالم ورفض وساطتها في إيجاد حلّ لأحد أقدم وأعقد الصراعات في العالم بسبب الانحياز المفضوح للإدارات الأمريكية المتعاقبة الى جانب إسرائيل. ويبقى تدارك إدارة الرئيس، بايدن لخطأ سابقتها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وإعلان دعمها حل الدولتين، خطوة إيجابية من شأنها إعادة بعض الأمل للجانب الفلسطيني على الأقل من حيث عودة الولايات المتحدة للانخراط بمساهماتها المالية في الوكالات الأممية الانسانية ومنها وكالة شؤون اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" والتي بلغت حد الإفلاس بسبب قطع ترامب لإعاناتها المالية.
ويأتي تحديد إدارة بايدن موقفها من القضية الفلسطينية في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال الاسرائيلي انتهاكاتها وخروقاتها ضد كل ما هو فلسطيني، حيث شنّت قواتها، أمس، هجوما ضد مراكب الصيادين الفلسطينيين قبالة سواحل مدينة غزة وتوغلت في أراضي المزارعين شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، فيما أقدمت على اعتقال عشرة فلسطينيين من بينهم أسرى محررون في الضفة الغربية. وهاجمت قوات الاحتلال المتمركزة شرق خان يونس المزارعين وأراضيهم الزراعية شرق المدينة بالرصاص وقنابل صوتية وأرغمتهم على ترك الأراضي والعودة إلى بيوتهم.
وتتعمد قوات الاحتلال بشكل يومي استهداف الصيادين والمزارعين شمال وشرق القطاع لمنعهم من ممارسة مهنتهم. كما شنت حملة اعتقالات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية واعتقلت خلالها ستة فلسطينيين من أنحاء متفرقة بمحافظة طولكرم وجميعهم أسرى محررون، بينما جرى اعتقال أسير محرر من بلدة كفر مالك شرق مدينة رام الله. واعتقلت فلسطينيين من محافظة طوباس وفلسطينيا آخر من قرية تل جنوب غرب نابلس. وتشنّ قوات الاحتلال حملات اعتقال يومية تطال معظم أنحاء القدس المحتلة والضفة الغربية في إطار ممارساتها القمعية بحق الشعب الفلسطيني الذي وجد نفسه لوحده في مواجهة آلة احتلال مدججة بالأسلحة ومجموعة دولية لا تحرك ساكنا لرفع الغبن عنه.