ندوة "المدوّنات والمجموعات الأدبية" بالكراسك
مشهدٌ إبداعيٌّ يتحرك إلكترونيّا
- 783
نظم مركز البحث في الأنثربولوجيا الثقافية والاجتماعية “كراسك” بوهران، مؤخرا، ندوة فكرية حول “المدونات والمجموعات الأدبية في الجزائر”، ضمن سلسلة الندوات التي ينظمها دوريا فريق مشروع البحث في حقول الأدب الجزائري 2010 / 2020، تحت إشراف البروفيسور حاج ملياني.
أشرف على تنظيم الندوة وإدارتها كل من الدكتور فوزية بوغنجور والأستاذ أحمد شرنوحي، إضافة إلى مشاركة مجموعة من المدونين وممثلي المجموعات الأدبية، وهم وائل سعادنة عن مجموعة “نوفال فيليا”، وسمية دويفي عن مجموعة “أبوليوس”، ونسيبة عطاء الله، لتقديم مدونتها “كاسترا نوفا”، وفاطمة الزهراء بن جدي عن “الريشة المدللة”. وحضر الندوة وأثرى النقاش فيها الأستاذان البروفيسور داود محمد والأستاذة ليلى مصدق. وقد تركز النقاش حول جملة من النقاط، أهمها واقع التدوين في الجزائر، وطبيعة نشاط هذه المجموعات وفئات المتلقين والمتابعين، وطبيعة تفاعلهم مع ما تقدمه، ورؤية المشرفين على هذه المدونات، والرهانات التي تواجههم، وواقع الفعل القرائي في الجزائر، ودورها في تحريك المشهد الأدبي في الجزائر؛ إنتاجا، ونقدا وتلقيا، وتأثير الظروف المرتبطة بجائحة كورونا على نشاط هذه المجموعات من حيث انتشارها وطبيعة نشاطها، وأعداد متابعيها والمتفاعلين معها.
المشاركون الذين قدّموا عروضا ثرية وإحصائيات مهمة عن نشاطهم، أثاروا، أيضا، جملة من الإشكالات، تتمحور، في مجملها، حول واقع المقروئية والاهتمام بالأدب في الجزائر، والصعوبات التي تواجههم في ظل واقع ثقافي صعب، تتقاعس فيه المؤسسات الثقافية عن أداء أدوارها. كما أثار النقاش إشكالات الأدب التفاعلي، والنص المرتكز على وسائط متنوعة، ومدى توجه الأدباء والمدونين إلى هذا النوع من الإبداع، إضافة إلى طرح إشكال انزلاق الخطاب النقدي والإبداعي نحو الشعبوية؛ في محاولة لكسب الجماهيرية وأعداد كبيرة من المتابعين. وتُنشر أشغال الندوة لاحقا ضمن دفتر خاص مع أشغال بقية الندوات التي سبق تنظيمها في إطار نفس المشروع.
ويبقى الأدب الإلكتروني مصطلحا بدأ الترويج له في الفترة الأخيرة، خاصة بعد ظهور عدد من المدونات الأدبية، المطبوعة في شكل كتب تزاوج بين أشكال إبداعية مختلفة، وقد لاقت هذه المدونات رواجا بين جمهور المتلقين.
وتكمن أهمية التعامل مع الأدب الإلكتروني بوصفه نوعا جديدا من الإبداع بما يحمله من خصائص فنية جديدة، تحمل سمات التجديد؛ من خلال مزاوجته بين الصورة والكلمة المكتوبة. واستطاعت المدونات الأدبية والمواقع الأدبية بشكل عام على الشبكة العنكبوتية، أن تحمل سمات الخصوصية، أولها أنها أدب مجارٍ للّحظة ومواكب لها مع قدرته على الوصول إلى جمهور عريض؛ ما أكسبه تأثيرا في قاعدة جماهيرية كبيرة لها ذوقها الخاص، الذي ينتمي إلى الواقع الجديد وتطوراته.
وللتذكير، يُعد المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران، أحد أهم مراكز الإشعاع العلمي والبحث الأكاديمي انطلاقا من إصداراته؛ كمجلة “إنسانيات” الدولية، والمجلة الإفريقية للكتاب، ودفاتر الكراسك، وبريد الكراسك، إلى جانب منشورات يساهم فيها باحثون دائمون، وباحثون مشاركون يرفعون رهان التحدي، ليكون المركز طليعة المراكز الأنثروبولوجيا خاصة، والعلوم الاجتماعية عامة.