التجارب النووية في الصحراء الجزائرية
الجسيمات الرملية المشعة تدرك إقليم فرنسا
- 757
أكد المختص الفرنسي في الحماية من الإشعاع بيار باربي، أن فرنسا أدركتها مخلفات التجارب النووية التي قامت بها في الجزائر في سنوات الستينيات (1960)، بعد أن مستها مؤخرا رمال الصحراء الجزائرية التي تحتوي على جسيمات مشعة حملتها الرياح.
وأوضح المختص في الحماية من الإشعاع والذي يدرس بجامعة "كان"، أن "السماء الفرنسية كانت مظلمة بلون برتقالي بفعل رمال الصحراء التي جلبتها الرياح والتي تحتوي على نظير السيزيوم-137 المشع". وأشار باربي إلى أنه "بعد اكتشاف جسيمات مشعة في رمل الصحراء الذي هبّ على جزء من الإقليم الفرنسي، فإن المعطيات المنشورة بهذا الخصوص، لا لبس فيها خصوصا بعد اكتشاف المواد المشعة"، مضيفا أن "أصل هذه الجسيمات واضح جدا فالسيزيوم هو منتوج انشطار غلب على التجارب النووية، كما يعتبر مادة مشعة تبعث إشعاعات الاختراق وإشعاع غاما والتي لا توجد في الحالة الطبيعية".
ويتوافق رأي المختص الفرنسي مع ما توصل إليه رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأورام البروفيسور كمال بوزيد، الذي كشف أن التجارب الفرنسية تسببت في بعض التسربات الإشعاعية التي وصلت إلى تنزانيا (شرق إفريقيا) وكوت ديفوار (غرب إفريقيا)، حيث أدت إلى وفاة عديد سكان هذه المناطق وكذا أفراد من الجيش الفرنسي. وأوضح البروفيسور بوزيد وهو أيضا رئيس مصلحة سرطان الثدي بمركز بيار وماري كوري أن "آثار الإشعاعات النووية تسببت ولازالت تتسبب في سرطانات وإعاقات وأمراض العقم"، مطالبا فرنسا في هذا السياق بتنظيف هذه المواقع، مثلما فعلت روسيا في تشرنوبيل سنة 1986 واليابان خلال حادثة فوكوشيما سنة 2011.
للتذكير فجرت فرنسا أول قنبلة نووية في 13 فيفري 1960 في ما يعرف بعملية "اليربوع الأزرق" في سماء رقان بالصحراء الجزائرية، متسببة في كارثة إيكولوجية وإنسانية لازالت تولد الأمراض والسرطانات. ويرى خبراء أن فرنسا استعملت في أولى تجاربها برقان قنبلة تراوحت قوتها ما بين 60 ألف إلى 70 ألف طن من الديناميت المتفجر وهي أقوى بخمس مرات من قنبلة هيروشيما. ولا يزال سكان المناطق التي مسّتها التجارب النووية يعانون من سرطانات وتشوّهات خلقية خصوصا لدى المواليد الجدد، ناهيك عن ظهور أمراض مستجدة متعلقة باللوكيميا والعمى والتشوّهات الناتجة عن النشاط الإشعاعي والقلق والاضطرابات النفسية التي تميز الحياة اليومية لسكان المنطقة.