بمناسبتي تحرير مدينة وهران وعملية "الطحطاحة" الإرهابية
دعوات للوحدة والتماسك الشعبي لمواجهة ما يحاك ضد الجزائر
- 275
أحيت مدينة وهران، أمس، الذكرى 59 للتفجير الإرهابي الذي نفذته منظمة الجيش السري الفرنسية "أو. أ. أس" يوم 28 فيفري 1962 بسيارتين مفخختين بساحة "الطحطاحة" في قلب الحي الشعبي "المدينة الجديدة"، وخلف في يوم رمضاني أكثر من 80 قتيلا من الجزائريين العزل.
وحضر مراسم هذه الذكرى المأساوية رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية، عيسى بلخضر ووزير التعليم العالي، عبد الباقي بن زيان الذين دعوا بالمناسبة، إلى "الوحدة والتماسك والتضامن الشعبي لمواجهة ما يحاك ضد الجزائر ومجابهة كل محاولات اختراق الحراك الشعبي المبارك".وتزامن إحياء هذه الذكرى مع ندوة نقاش تحت عنوان "وهران مدينة المعرفة والتعايش" بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافة بوهران، بمناسبة مرور 229 عام على تحرير المدينة من الاحتلال الإسباني، حيث أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بأن "الجزائر تتعرض اليوم لهجوم عنيف يحاول ضرب مواطن القوة، من خلال استهداف وحدة شعبها وتماسك جيشها ضمن هجمة شرسة تستعمل فيها التكنولوجيا وبعض الذين اختطفهم الشيطان من أبناء أمتنا، ممن ينطقون بلسان المستعمر ويعيشون بأرض المستعمر ويرسلون شرورهم لبيادقهم في أرض الوطن لإفساد الحراك الوطني".
وأشار غلام الله إلى أن "الحراك الشعبي في الجزائر قديم وهو حراك الشعب الذي له كامل السيادة والذي بدأه أجدادنا من الطلبة الذين حرروا وهران وحرروا الجزائر.. ويتعين علينا اليوم البحث عن الطرق التي تؤدي لتثبيت المجتمع وفضح الوسائل الخبيثة التي تحاول تفكيك وحدة الأمة". وأضاف أن "الحراك الشعبي قام لتصحيح الوضع في الدولة الجزائرية ولم يقم ضد مؤسسة الجيش.. وهي محاولات من المستعمر القديم الذي يريد إفساد المكاسب الوطنية التي تحصلت عليها الجزائر بتضحيات شهدائها". من جهته، قال عيسى بلخضر، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية والزوايا، إن "مناسبة الاحتفال بتحرير وهران تتطلب أن نعيشها بوعينا الحضاري وحراكنا المبارك الذي ينبغي أن يكون حراكا علميا، تنويريا يبحث في الأنا والآخر ومن نحن ويبحث في القواسم المشتركة لربط أواصر الود التي وحدت أباءنا المؤسسين عبر العقود". وأضاف، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يقدر عاليا هذا البعد الحضاري.. عندما يؤكد الباحثون والنخبة بأنهم معنيون بهذه الذاكرة لحمايتها وإبراز معالمها وضبط البحوث فيها". وأوضح مستشار الرئيس، بأن المجتمع المدني ليس مجتمعا مطلبيا، وإنما يسعى للاقتداء بأسلافنا الذين شيّدوا الوطن بالتطوّع، بما يجعلنا نتحرك كما تحرك فينا الحراك سنة 2019 ولمدة أشهر، ووصفه رئيس الجمهورية بـ«الحراك المبارك".
وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان أكد بدوره، في مداخلة عبر تقنية الفيديو عن بعد بأن الجزائر شهدت في تاريخها عمليات إبادة جماعية ومحاولة طمس الهوية، ما أدى إلى بروز جزائريين أنشأوا جيشا عرف بجيش الطلبة، موضحا بأن الاحتلال مهنة واحدة تتشابه أساليبه بالاعتداء على البلاد ومقوماتها. ودعا الوزير الباحثين والأكاديميين إلى "المساهمة في بناء ذاكرتنا الوطنية بما يعكس شخصيتنا وهويتنا التي لا ترتبط بالثقافة فقط، بل بالاقتصاد أيضا، قصد المساهمة في وضع لبنة للتحرر المعرفي إلى جانب التحرر المكاني، ضمن قضايا استراتيجية وتاريخية مرتبطة بالهوية واللغة والذاكرة، التي تعتبر من مداخل الدولة المعاصرة". واستشهد الوزير بقول رئيس الجمهورية "نعيش كل سنة بعقولنا ومشاعرنا لحظة العرفان والوفاء لأولئك الدين بذلوا أنفسهم لتحقيق تطلعات الجزائريين والجزائريات، لقيم التحرر والانعتاق وبناء صرح الدولة الوطنية المستقلة والسيدة".للإشارة فقد شهدت الندوة تقديم مداخلات من قبل باحثين وأساتذة مختصين، تناولت تاريخ مسيرة الطلبة وتاريخ مدينة وهران ومختلف مراحل الاحتلال الإسباني ودور المثقفين والأعيان في طرد المحتل الإسباني من المدينة.