محاولة سرقة النصر!..
- 611
يُصاب بعض المنظرين وفلاسفة زمانهم، بالعمى والصمّ والبكم، عندما يتعلق الأمر بقرارات ”ثورية” وإجراءات تاريخية، هدفها التغيير الجذري، وإتمام قاطرة الإصلاحات إلى غاية المحطة الأخيرة من مسار الجزائر الجديدة، التي يحلم بها الجميع، ويجب أن يبنيها كذلك الجميع.
لا يُمكن لفرد وحيد، أو مجموعة بعينها، فقط ودون غيرها، أن تبني مشروعا طموحا، مهما كان صغيرا، فما بالك إذا تعلق الأمر بمشروع في مستوى ووزن ومركز "جزائر جديدة" طالب بها الحراك الأصيل، ويريدها كلّ الجزائريين الخيّرين، ويعمل رئيس الجمهورية، على تحقيق هذا المسعى الوطني المستعجل.
مصيبة المصائب أن "ثلة" أو "حفنة" أو "كمشة" من السياسويين و"الممثلين" و"الهفّافين"، يصرّون على أن الأغلبية لا يجب أن ترى إلاّ ما يرونه هم..مشاهد بليدة، وسيناريوهات بلهاء، ومجموعة من "الكومبارس" الذي ينتحل صفة التمثيل!
منطق العدمية و"اللاءات الأبدية"، والتهرّب والهروب المتكرّر من منطق ومقاربة "أخرجوا لنا شجعانكم"، لا يُمكنه إلاّ أن يضع هؤلاء المغامرين والمتهوّرين في الزاوية الحادة، بعدما أصابهم الإفلاس وعدم القدرة على علاج فيروس "أنا أو لا أحد"، الذي أصابهم منذ أن تعوّدوا على احتقار الإرادة الشعبية وتغليب "الأقلية الساحقة" على "الأغلبية المسحوقة" التي لا يُريدون سماع صوتها المعبّر عن صوت العقل والحكمة.
إنهم يستهدفون بشكل مريب وأحمق، مؤسسات الدولة ورموزها..لم يسلم منهم حتى الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، الذي رافق وحمى الحراك السلمي ومنع لنحو سنة كاملة سيلان قطرة دم واحدة.
لم ولن يرضوا بشعار: "الجيش الشعب خاوة خاوة"، لأنهم ببساطة ضدّ الأمن والاستقرار..إنهم ضدّ الضوء وأشعة الشمس، وضدّ الشفافية والنزاهة والشرف..يعشقون الظلام و"الظلمات" ويدفعون في كلّ منعرج، إلى الضبابية والغموض والإبهام بالإشاعات والدعايات والأكاذيب والتلفيقات والأراجيف والتزييف والألاعيب وبالنفاق والشقاق وضرب الرفاق.
لقد وضع الرئيس تبون، النقاط على الحروف، في آخر لقاء إعلامي له مع الصحافة الوطنية، مبدّدا الإشاعات المغرضة والدعايات المفبركة، وجدّد عزيمة الدولة على مواصلة السير في طريق التغيير الجذري إلى غاية بناء جزائر جديدة، قوية وعادلة ومنصفة.
نعم، لا يُمكن بأيّ شكل من الأشكال، أن تنجح محاولات التقويض و"الترويض" وليّ الذراع، طالما أن الأغلبية المطلقة من الجزائريين مع مسعى إعادة البناء وفق أسس صحيحة وشفّافة وفي إطار الوضوح والمصارحة و"المصالحة” مع الذات بما يُحيي الضمائر الميتة ويردّ الاعتبار للأصوات المنادية بالتغيير بالتي هي أحسن.
لقد أثبتت التجارب السابقة، خاصة المريرة منها، أن الخير هو المنتصر في الأخير، وأن "مول النيّة يغلب ويربح"، وأن مساعي سرقة انتصارات الآخرين والسطو على أحلام الأغلبية وتحويلها إلى كوابيس مفزعة والعياذ بالله، لن تفلح وستجرّ إن آجلا أم عاجلا أذيال الخيبة والندم.
طالما يوجد خيّرون و"فاعلو خير" ووطنيون ومخلصون وشرفاء ونزهاء، سيستكمل القطار مسيرته إلى أن يصل محطته الأخيرة، وهذا لا يعني التوقف، وإنّما هو بلغة "قانون المرور" مجرّد وقوف وقفة مؤقتة، لانطلاقة جديدة..إنها بلغة أخرى، استراحة محارب، انتصر في معركة، وسينتصر بحوله تعالى في معارك قادمة، إلى أن يكسب الحرب ويخرج منها سالما غانما.