البروفسور فؤاد عود رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية لـ"المساء"
الإسراع في التلقيح يكبح سرعة انتشار كورونا المتحورة
- 806
❊ مسافة التباعد الاجتماعي للوقاية من المتحورة هي متر ونصف متر
أكد البروفسور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الطبية الأورو ـ شرق أوسطية، أن أحسن السبل المتاحة في الوقت الحالي لمواجهة النسخة المتحورة لفيروس "كورونا" يبقى تسريع عمليات التلقيح للحد من انتشاره وتجنب تحوّره أكثر مستقبلا، دون التغافل عن التقيد بقاعدة التباعد الجسدي، ودون أن يمنعه ذلك من التقليل، من خطورة النسخة المتحوّرة مقارنة بالكلاسيكية.
وقال البروفسور عودة في تصريح لـ "المساء" بخصوص خطورة سلالة كورونا المتحوّرة ونجاعة اللقاحات التي شرعت بعض الدول ومنها الجزائر في استعمالها، أن فيروس كورونا، عرف 4 آلاف تحور، اكتشفت منها 27 نسخة فقط ومنها النسخة البريطانية وجنوب إفريقيا والبرازيلية، قبل ظهور نسخة إيطاليا ونيويورك. وحول الفرق الموجود بين النسخ الجديدة التي ظهرت قال، فؤاد عودة، إن النسخة البريطانية تنتشر بكثرة في أوروبا، وتتميز ببقائها في جسم الإنسان لفترة أطول مقارنة بالنسخ الأخرى التي تصل حتى 15 يوما، أما القواسم المشتركة بينها فحصرها في كونها لا تتسبب في أعراض خطيرة وسرعة انتشارها. وقال إن الفرق بين النسخة المتحورة والكلاسيكية، أن الأخيرة تصيب المسنين بدرجة أكبر، أما المتحوّرة فبيئتها المفضلة هي فئتي الشباب والأطفال، الذين يحمل الكثير منهم الفيروس إلا أن أعراضه لا تظهر عليهم. وأضاف بخصوص اللقاحات المستعملة حاليا في مواجهة كورونا الكلاسيكية وجود أزيد من 8 لقاحات، مصنفة إلى قسمين، الاول تقليدي والآخر من نوع "أم. أن. آر. أي" المراسل"، مشيرا إلى أن لقاح "استراـ زنيكا" مثلا أثبت نجاعته على عينات مصابة بـ"كورونا" المتحوّرة بجنوب إفريقيا، غير أن قياس نجاعة اللقاحات في الحد من كورونا المتحوّرة ـ كما أضاف ـ لا يجب النظر إليه من هذه الزاوية وإنما من منطلق أن اللقاحات المكتشفة ساهمت في الحد من انتشار الفيروس وبالتالي تحوّره مستقبلا.
وحصر البروفسور فؤاد عودة على هذا الأساس، الإشكال المطروح في الوقت الراهن في إمكانية استفادة جميع الدول بما فيها الفقيرة من اللقاحات، إلا أنه "يوجد مشكل في إنتاج اللقاحات بكميات كافية وإيصالها إلى مختلف نقاط العالم وعدم حصرها في الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية، لتحقيق مناعة جماعية، والتي يستدعي تحقيقها تطعيم 70% من سكان العالم، دون التراخي عن إجراءات الوقاية والحرص على التباعد الاجتماعي لمسافة تزيد عن متر ونصف متر بالنظر إلى خصوصية الانتشار العالية للنسخة المتحوّرة. أما عن أنجع السبل للوقاية من السلالة المتحوّرة، فتتمثل، حسبه، في الإسراع في عملية التلقيح بقناعة أنه "كلما انتشر الفيروس أكثر كلما كان تحوّره وسرعة انتشاره أكثر"، بما يؤكد نجاعة التلقيح لمواجهة هذه الإشكالية العالمية، سيما وأن سرعة السلالة الجديدة تفوق سرعة انتشار النسخة الكلاسيكية بـ13 مرة. وأوصى رئيس الرابطة الطبية الأورو ـ أوسطية، حكومات دول العالم ومنها الجزائر، بضرورة الإسراع في تطعيم مواطنيها، للوقاية من انتشار السلالات الجديدة ومنع تحوّرها أكثر، لأن الإصابة بهذه الأخيرة يعني سرعة انتشار الفيروس المتحور وتغييره أكثر مستقلا، مستشهدا في ذلك بالنموذج الإيطالي.
أما العامل الثاني الذي يجب مراعاته في التعامل مع السلالة الجديدة يبقى التباعد الاجتماعي، على مسافة لا تقل عن متر ونصف متر لأن النسخة الجديدة، سهل عليها دخول جسم الإنسان بسبب التغيير الذي أصاب التاجي الجزء البروتيني من الفيروس، ما يسهل عليه اختراق جسم الإنسان. كما نصح المواطنين بضرورة الإسراع في وضع أنفسهم رهن الحجر في بيوتهم لمدة لا تقل عن خمسة 5 أيام، والقيام بمسحات متطوّرة للكشف عن الفيروس والأشعة والتوجه إلى المستشفى في حالة تعقدت وضعيتهم كون كل تهاون يعني تشكل بؤر وبائية بسرعة فائقة. وختم البروفيسور عودة، تصريحه بالقول باحتمالات متزايدة لأن يجد العالم نفسه مرة أخرى في مواجهة حقيقية مع السلالات المتحورة لفيروس كورونا مالم يكن هناك عمل جماعي ومشترك وعدم احتكار اللقاحات من طرف الدول المتطوّرة، مؤكدا أن نتائج اللقاحات الحالية يجب انتظار نتائجها بعد 3 إلى 6 أشهر.