الجزائرية كريمة بوقروة
حاملة مشروع استغلال الطحالب البحرية ومبدعة تفوقت في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة
- 1355
دعت كريمة بوقروة، طالبة دكتوراه، تخصص فيزيولوجيا التغذية والصحة بجامعة مستغانم، إلى ضرورة استغلال الطحالب من أجل توليد الطاقة، بعدما أثبتت نتائج دراسات إمكانية توليد طاقة كهربائية من الطحالب، مشيرة إلى أن هذا التطور في ميدان تكنولوجيا الطاقة الخضراء، يمكن استغلاله لمكافحة تغير المناخ وجعله بديلا اقتصاديا للبترول، لاسيما أن الجزائر تحصي شريطا ساحليا يمتد على أكثر من 1400 كيلومتر، وأن تلك الثروة تزخر بها الجزائر طبيعيا.
عن تفكيرها الإبداعي في مجال استغلال الطحالب، كان لـ"المساء"، حوار مع الباحثة المتحصلة على علامة "مشروع مبتكر في مجال استعمال الطحالب"، مما يجعلها من النساء اللواتي تفوقن، بفضل عزيمتهن في خلق التغيير وتطوير النفس وسط مجتمعهن.
❊ بداية، عرفينا بكريمة بوقروة؟
❊❊ طالبة دكتوراه، تخصص فيزيولوجيا التغذية والصحة بجامعة مستغانم، يستهويها عالم البحار، مهتمة بشكل خاص بالطحالب البحرية، وحاملة لمشروع في هذا المجال، مفاده استغلال تلك الطاقة التي لم يتم الاهتمام بها إلى حد الساعة، خصوصا أننا دولة ساحلية، مما يجعل لدينا ما يكفي من هذه الثروة، التي تمكننا من جعلها بديلا للبترول، عن طريق استغلال عملية التمثيل الضوئي الذي تقوم به الطحالب، وهو ما يجعلها طاقة متجددة ومثمرة، خصوصا أنها من أكثر الكائنات الدقيقة شيوعا على كوكب الأرض، إلى جانب استغلالها كبديل للأسمدة الطبيعية، أما مشروعي الخاص، فهو تعويض الجيلاتين الحيواني ببديل الأغار أغار، المستخرج من الطحالب كبديل طبيعي، واستغلاله في عدة مجالات غذائية وصحية.
❊ رغم صغر سنك، حققت نجاحات معتبرة في مجالك، ما هي إنجازاتك المتميزة؟
❊❊ تحصلت خلال شهر فيفري الماضي، على علامة "مشروع مبتكر لاستغلال الطحالب"، باعتباره طاقة متجددة وطبيعية يتم استعمالها في عدة مجالات، لاسيما كبديل للأسمدة الكيماوية، إلى جانب بديل غذائي وطاقوي، كما سبق أن شاركت في المؤتمر الدولي للاقتصاد الأزرق بدولة مالطة، وكانت مداخلتي هناك، استغلال الطحالب الحمراء لاستخراج الأغار أغار، لاستعمالها في المجال الغذائي، باعتبارها غنية ومفيدة للصحة، لاسيما أن بعض الشعوب باتت ترتكز في غذائها بشكل خاص على مادة الطحالب، لأنها منبع طاقوي للجسم طبيعي. وشاركت أيضا في الصالون الدولي للتكنولوجيا والابتكار في فرنسا حول استغلال الطحالب دائما، وعن أهم إنجازاتي، الحصول على الجائزة الأولى أنا وفريقي في مسابقة تحدي مشروعي، الذي نظمه المركز الوطني لتربية المائيات ببواسماعيل.
❊ هل تم إلى حد الساعة تبني فكرة مشروعك من طرف السلطات المحلية؟
❊❊ اليوم مشروعي تحت حضانة وزارة الصيد البحري، التي تعد في دراسة خاصة حول ما جاء في المشرع الجزائري حول استغلال تلك الثروة، لاسيما أنه رغم عدم استغلال تلك المادة، لا يزال يشوب الغموض حول القوانين التي تحكم استغلال تلك الثروة المائية، وإلى حين إنجاز هذه الدراسة، نقوم أنا وفريقي في كل مرة، بلقاءات مع مسؤولين في الوزارة، لتحديد نطاق عملنا وما يمكننا استغلاله، لمنحنا رخصة تمكننا من الانطلاق في المشروع واستغلال تلك الطحالب، وفق ما هو موجود في أعماق بحارنا.
❊ هل الطحالب ثروة متجددة؟
❊❊ حقيقة، هذا ما نحاول معرفته واكتشافه من خلال أبحاثنا، باستغلال الطحالب دون التأثير على الطبيعة، ومحاولة استزراع الطبيعة لتفادي استنزاف الثروة البحرية، وهو ما جعلني أنضم إلى نادي أوسيانيكا، ويعني المحيط، وهي جمعية تهتم بالرياضات المائية، وكذا علمية نهتم بالتصوير المائي لمعرفة ما لدينا من أنواع الطحالب، وما يمكن استغلاله، إلى جانب استغلال تلك الصور لتثمين خيرات وطننا والترويج للسياحة بها.
❊ كيف كانت فكرة هذا المشروع؟
❊❊ في حقيقة الأمر، تم تبني الفكرة من طرف أستاذ جامعي خلال سنتي “ماستر 1”، وخلال محاضرة لنا عن الطحالب البحرية، ذكر الأستاذ أن تلك الطاقة غير مستغلة في الجزائر، وقال؛ لماذا لم تُستغل الطحالب إلى حد الساعة في الجزائر لاستخراج الأغار أغار؟ ومن ثمة مباشرة، تبنيت الفكرة وشاركت حينها في العديد من المسابقات، وتواصلت نجاحاتي بالفكرة التي طورتها وتبين أنها حقيقة، مشروع مثمر وصديق للبيئة، يمكن استغلاله لخلق التميز في هذا المجال.
❊ ما هي بعض مميزات الطحالب؟
❊❊ توجد أنواع عديدة، لم يتم تحديد المتوفرة منها في الجزائر، لكن يمكن ذكر الطحالب الخضراء والمسماة بسلطة البحر، تؤكل مباشرة ويمكن استغلالها كبديل طاقوي، تستعملها العديد من الشعوب في نظامها الغذائي، لاسيما بعض الدول الآسياوية، كما يتم استعمالها في عالم التجميل كمضادات الشيخوخة، إلى جانب الطحالب الحمراء، وكذا البنية التي تستعمل لأغراض صيدلانية غنية بمادة الأنزيمات، المعروفة بفعاليتها في القضاء على الندوب.