الرياضية فيروز مدني

تحدٍّ للواقع وإصرار على النجاح

تحدٍّ للواقع وإصرار على النجاح
  • 919
ع. بزاعي ع. بزاعي

إعاقتها لم تُثن من عزيمتها، بل تحدّت الواقع، وتغلّبت على ضعف البصر. فيروز مدني بتصنيف رياضي (ف12) في الرمي و(ت12) في السباقات، هي رياضية بالنادي الرياضي أوراس التحدي للمعاقات حركيا باتنة. رزقها الله الذكاء عوضا عن أهم حاسة بالجسد "حاسة النظر"، فجعلها متميزة في دراستها؛ حاملة شهادة ماستر في التدريب الرياضي، وفي نشاطها الرياضي، إضافة إلى السمعة الطيبة التي تتمتع بها وسط زميلاتها في النادي.

نموذج تحدى الواقع! انطلقت من عاصمة الأوراس، وترعرعت في الحركة الجمعوية طيلة هذه المدة مع ناديها. ضيفة "المساءالتي التقيناها بمناسبة اليوم الوطني للمعاقين قالت: "إن الطموح يكبر معي، وأتوق لمستقبل أفضل"، حيث اقتصرت المسافة بين مقر إقامتها بحي بوزوران بباتنة والمركّب الرياضي أول نوفمبر بنفس الحي الشعبي بمدينة باتنة، لتتبوأ مكانة لها في زخم الحركة الجمعوية. تأمل محدثنا التي أبرزت الدور الريادي للدولة في التكفل بشريحة المعاقين، وثمنت من جهة أخرى، دور السلطات الولائية، واعتبرت تظاهرات العيد الوطني للمعاقين مناسبة كفيلة بالتحسيس بضرورة تكثيف البرامج والمبادرات الجادة لإدماج هذه الفئة في المجتمع؛ تتويجا لجهود الدولة ضمن برامجها من خلال وزارة التضامن الوطني، التي خصتها بعناية خاصة. إلى جانب ذلك ثمّنت جهود الرابطة الولائية لرياضة المعاقين وذوي العاهات بولاية باتنة برئاسة السيد بن موسى الشريف، ورئيسة ناديها قمير سليم. واستطردت: "أنا في خدمة رياضيّي ورياضيات ذوي الهمم". وحسب المتحدثة، فإن هذه المشاكل ستذوب تلقائيا مادامت الإرادة قوية، خصوصا بعد سن القوانين الجديدة، التي ستعمل بنسب كبيرة، على تذليل العقبات، وهي تحصي المشاكل الاجتماعية التي يعيشها المعاق؛ سواء كان متمدرسا، أو رياضيا أو بطالا.

فيروز التي اتخذت من الجد والتحدي عنوانا لنشاطها جسد ذلك بمبادرات عديدة تحسب لها في المواظبة على التدريبات بصفتها مختصة في السباقات، تأمل أن تصبح مدربة وطنية وبطلة عالمية، علما أنها بطلة جزائرية في اختصاصاتها منذ عدة سنوات. وتأمل المتحدثة تسهيل أمور المعاقين الرياضيين من خلال توفير هياكل ووسائل مكيفة مع واقع إعاقتهم، لتمكين شريحة المعاقين بصريا، من ممارسة الرياضة في أحسن الظروف؛ من خلال مركز يجمع مختلف الإعاقات، وتأطيرها لتكوين جيل رياضي جديد سيحمل المشعل. كما تحظى فيروز باحترام وتقدير بالولاية وخارجها؛ تبعا لنشاطها وتفانيها في العمل طيلة هذه المدة، وهي مصرة على توفير الأجواء اللازمة لزميلاتها في ميادين التدريبات، لبروزها واندماجها في الحياة الاجتماعية. وفي الآفاق تتطلع محدثتنا لرؤية قطب رياضي يلمّ شمل المكفوفين بالتنسيق مع الرابطة الولائية لرياضة المعاقين وذوي العاهات بولاية باتنة، كلما تضافرت الجهود. كما تضيف أنها مستعدة لتفجير طاقاتها، آملة في نفس الوقت، أن تشرف الجزائر في المحافل الدولية كلما استُدعيت لتقمّص الألوان الوطنية.