"المساء" تفتح ملف ذوي الهمم في يومهم الوطني

فئة المعاقين لم تحظ بالاهتمام الكافي

فئة المعاقين لم تحظ بالاهتمام الكافي
  • 1829
أحلام محي الدين   /المراسلون أحلام محي الدين /المراسلون

- إدماج ذوي الاحتياجات في المجتمع تتويجا لجهود الدولة.

- فئة ذوي الاحتياجات الخاصة تمثل 15 ٪ من المجتمع.

- منحة الأطفال المعاقين لا تكفي لتلبية الاحتياجات.

- دعوة إلى فتح مدارس السياقة لذوي الهمم. 

- القوانين الجديدة تذلل العقبات.

- رفع التحديات وتشجيع الفئات العمرية المختلفة على ممارسة الرياضة.

نعيش اليوم، فعاليات اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة، المصادف لـ14 مارس من كل سنة، والذي يمكن من خلاله الوقوف على الإنجازات والعمل على تدارك النقائص، حيث أثبت ذوو الإرادة والهمم عبر الزمن، قدرتهم على العطاء والتميز في مختلف مناحي الحياة.

اليوم اخترنا عرض النماذج الرياضية الناجحة التي كتبت اسمها بحروف من ذهب في سجل التاريخ، كما حاورت جريدة "المساء"، عتيقة معمري، رئيسة الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الإعاقة، التي تحدثت عن المشاكل والتحديات التي تقف في مسار هذه الفئة التي تشكل 15 بالمائة من المجتمع، وهي الطاقة "الكنز" التي يمكن الاعتماد عليها للمساهمة في رفع الراية وبناء الاقتصاد، حسبما أكدته الأيام والعزائم، وهو ما أشار إليه المدرب موسى بن الشريف، الذي شجع الأبطال الذين رفعوا الراية الوطنية في المحافل الدولية، لاسيما أن حمل الوطن ورفعه مسؤولية جسيمة، حسب ما أكدت عليه مونية قاسمي، ابنة ولاية باتنة، قائلة إن إنجازاتها التاريخية تعد تشريفا للوطن والولاية معا، وأنه لم يكن من قبيل الصدف، بل هو نتاج ثمرة جهود ومثابرة. كما تم التطرق إلى طرق التعرف على نقاط القوة لديهم، ثم تشجيعهم على إظهار مواهبهم، والتعامل معهم بنفس الطريقة التي يتم التعامل بها مع أندادهم الطبيعيين.

أحلام محي الدين   

 


 

رئيس الرابطة الولائية لرياضة المعاقين وذوي العاهات لولاية باتنة ... مدرب شرف الجزائر في المحافل الدولية

يعود العيد الوطني للمعاقين هذه السنة، ويتجدد معه الأمل نحو مستقبل أفضل لهذه الشريحة، التي حظيت في برامج الدولة باهتمامات خاصة، بإمكانها تغيير النظرة إلى هذه الفئة التي حققت ما عجز عنه الأسوياء من بني جلدتهم في شتى المجالات، والأمثلة كثيرة، والقطاع الرياضي كفيل بترجمة هذه الإنجازات، كما هو الشأن في بعض المجالات.

اليوم نعرض نموذجا لمدرب شرف الجزائر في المحافل الدولية، كرس وقته لخدمة رياضة المعاقين، وحقق إنجازات تضاف لسجله الثري، إنه المدرب بن موسى الشريف، رئيس الرابطة الولائية لرياضة المعاقين وذوي العاهات لولاية باتنة. 

استضافته "المساء"، بمناسبة اليوم الوطني للمعاقين، الذي تزامن مع المشاركة المرتقبة للمنتخب الوطني لذوي الهمم لألعاب القوى بالتجمع الدولي في تونس، الأسبوع المقبل. قال محدثنا: "المناسبة فرصة لدمج النشاطين الاجتماعي والرياضي في أجواء احتفائية، لبعث الأمل في نفوس المعاقين، من خلال مبادرات رياضية وأعمال خير ذات صلة بالنشاط الاجتماعي، دعما لجهود الدولة". أضاف بن موسى، أن إسهامات الرابطة التي تنشط من خلال نواديها في مختلف الاختصاصات، تتجلى بوضوح في هذه المناسبات، التي تتطلب ـ حسبه ـ، مشاركة فعلية لمسؤولي قطاع النشاط الاجتماعي والمنتخبين، وتعد مكملا أساسيا للأنشطة الرياضية، والوقوف على الظروف التي تنشط فيها هذه الشريحة. أضاف محدثنا أن مستوى ألعاب القوى في تحسن مستمر محليا ووطنيا، رغم نقص الإمكانيات، وسجل إلى جانب ذلك، ارتياحه لسير التحضيرات الجارية لمختلف المنافسات الرسمية، ولو في ظل ظرف اقتضته الوضعية الوبائية لفيروس "كوفيد 19".

حرص المدرب على تنويع فرص التكوين للفئات الشابة، لضمان الاستمرارية، مؤكدا على أهمية سياسة التشبيب ضمن برنامج سطرته الرابطة لآفاق 2024، مستدلا بالنماذج الخاصة بالاهتمام بالرياضة النسوية، وفق استراتيجية واضحة المعالم، لرفع التحديات وتشجيع الفئات العمرية المختلفة على ممارسة الرياضة، مع تثمين مشروع الوصاية بشأن التكوين ودعمه، والتحسيس بأهمية وجود المرأة داخل المؤسسات الرياضية، وتوسيع الشبكة الوطنية للمرأة الرياضية. مضيفا أن التحضيرات مستمرة، تأهبا لمشاركات دولية مرتقبة هذه السنة في اختصاص ألعاب القوى، خاصة منها موعد طوكيو، مراهنا على نتائج مشرفة واستحقاقات إضافية في المحافل الدولية. نوه بالخصوص، بجهود وزير الشباب والرياضة سيد علي خالدي، وكاتبة الدولة المكلفة برياضة النخبة سواكري سليمة، من خلال البرامج الهادفة التي تسعى في مضامينها، إلى تطوير الرياضة في بلادنا.

الإنجازات التي حققها رئيس الرابطة بن موسى، فضلا عن أنه مدرب المنتخب الوطني لرياضة المعاقين في اختصاص ألعاب القوى، وبإمكانات متواضعة، ما هو إلا اعتراف بقدرات ومهارات وإشادة بقدراته، بعدما جعل الراية الجزائرية ترفرف عاليا في المحافل الدولية، وحفظت ماء الوجه بفضل رياضيات أوراس التحدي للمعاقات لولاية باتنة، على غرار قاسمي مونية التي شرفت الجزائر في مختلف المنافسات، وأربع دورات شبه أولمبية منذ سنة 2004. ونتائج أخرى وطنية حققتها عدة أندية، على غرار نادي "شيليا" للمعاقين، الذي دخل التاريخ بأول كأس جمهورية، وتتويج ببطولة رياضة كرة الطائرة جلوس سنتي 2005 و2006، نتائج لا تقل أهمية في اختصاص ألعاب القوى. في المجال الاجتماعي، ثمن في المقابل، الجهود المبذولة وإن كان يراها غير كافية، من خلال برامج وزارة التضامن الوطني، للتكفل الجدي بهذه الشريحة، بعد سن قوانين تحميهم وتضمن لهم امتيازات طالما كانت إحدى انشغالاتهم، كالأولوية في حق العمل، السكن والاندماج في المجتمع.

إدماج هذه الفئة في المجتمع تتويجا لجهود الدولة

يعد بن موسى، نموذجا لعينة من المدربين خلال أكثر من عشريتين من النشاط الإنساني والرياضي، انطلق من عمق الأوراس وترعرع في الحركة الجمعوية طيلة هذه المدة. وقد ثمن المتحدث دور السلطات الولائية، واعتبر المناسبة كفيلة للتحسيس بضرورة تكثيف البرامج والمبادرات الجادة لإدماج هذه الفئة في المجتمع، تتويجا لجهود الدولة  ضمن برامجها، من خلال وزارة التضامن الوطني التي منحتها عناية خاصة، مع تنويع فرص التكوين المهني لهذه الشريحة وتمكينها من فرص العمل.

ختم قوله بأن مشاكل هذه الشريحة ظرفية، وأنها ستذوب تلقائيا ما دامت الإرادة قوية، خصوصا مع سن القوانين الجديدة التي ستعمل بنسب كبيرة على تذيل العقبات، وهو يحصي المشاكل الاجتماعية التي يعيشها المعاق، سواء كان متمدرسا، رياضيا أو بطالا، وأدرج في المقابل، إلزامية تغيير الذهنيات والنظرة إلى هذه الشريحة التي وصفها بالكنز والثروة التي لا تنضب.

ع. بزاعي

 


 

عتيقة معمري رئيسة فيدرالية الأشخاص ذوي الإعاقة لـ"المساء"ملف المعاق لا يحظى بالأولوية

ترافع عتيقة معمري، رئيسة الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الإعاقة، من أجل إعادة فتح ملف هذه الفئة من المجتمع، واعتباره من الملفات ذات الأولوية، خاصة أنها تمثل أكثر من 15 بالمائة  من المجتمع، وحسبها، من غير المعقول ربط الحديث عن هذه الفئة دائما بالمنحة أو "الإعانة الاجتماعية"، لأن متطلباتهم كمواطنين تفوق بكثير ما يقدم لهم، ولا يلبي جزءا بسيطا من حاجياتهم الكثيرة.

وحول المكاسب المحققة والتحديات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة، أو ما أصبح يطلق عليهم بذوي الهمم، وأهم العراقيل، كان هذا اللقاء.

بداية، كيف تقيم الفيدرالية واقع المعاق بعد سنوات من النضال لتحقيق عدد من المكاسب؟

❊❊الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الإعاقة، وبعد أكثر من 20 سنة من النضال والكفاح، لا تزال تؤمن بمبدأ واحد، وهو أن ملف ذوي الإعاقة لا يحظى بالاهتمام المطلوب من الجهات الوصية، ويظل دائما في ذيل ترتيب الملفات وليس من الأولويات، الأمر الذي جعل كل المقترحات والحلول المقدمة غير مفعلة، ولا تحظى بالاهتمام المطلوب، وأن ما خيب أملهم، هو أن وزارة التضامن الوطني أعطتهم شعورا بالتردد والخوف من فتح هذا الملف، ومناقشة الانشغالات التي يرفعونها، لذا نعتقد نحن كفيدرالية، بأن انشغالات ذوي الإعاقة لا تزال نفسها وتبدو صعبة على الجهات الوصية.

حدثينا عن بعض المشاكل التي لم يتم معالجتها؟

❊❊ هناك الكثير من المشاكل التي لا تزال عالقة، ولعل أبسط مثال على ذلك، ما يعانيه المعاق ويعكس حالة التهميش والإقصاء، الصعوبات الجمة التي يعانيها في رحلة العلاج أو إعادة التأهيل، إذ يعاني الأولياء مع أبنائهم الأمرين في غياب المرافقة والمتابعة الجادة، وأن من أكثر المتاعب التي سبق لنا كفيدرالية، طرحها على وزيرة التضامن الوطني؛ المنحة التي تم إقرارها للأطفال الذين يقل سنهم عن 18 سنة، والتي اشترط فيها أن يكون الولي غير عامل، والسؤال المطروح؛ هل يعقل أن تقدم منحة بملغ رمزي بهذه القيود؟ وما الفائدة من وجود منحة لا تكفي لسد احتياجات ومتطلبات المعني بها؟ وبالمناسبة، تتلقى الفيدرالية العديد من الشكاوى من مختلف الولايات حول منحة الأطفال المعاقين، التي لا تكفي لتلبية احتياجاتهم، الأمر الذي يدعونا إلى المطالبة بإعادة النظر فيه، من حيث الشروط المفروضة.

ماذا عن واقع المرأة المعاقة؟

❊❊ ناقشنا خلال الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، ما تعيشه المرأة المعاقة من حالة عنف خاصة بها، فرضت عليها بحكم الإعاقة، ولا نتحدث عن العنف الجسدي، لكنه نوع من العنف، وُجد بفعل حرمانها من ممارسة أبسط حقوقها، كالخروج من المنزل أو الرغبة في الزواج أو المطالبة بحقها في الميراث أو التعليم، من باب الخوف عليها، حيث تعرض على الفيدرالية حالات كثيرة لنسوة معاقات، يشتكين حرمانهن من الحقوق من باب أنهن من ذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما من فئة ذوي الإعاقة الذهنية، وبالمناسبة، نطالب بإقرار قوانين تحمي النساء المعاقات، وهو ما تعمل عليه الفيدرالية، بحكم أنها عضو في اللجنة الخاصة بتكييف قانون 2002 مع الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

المنحة كانت ولا تزال من أهم التحديات، ما تعليقكم حولها؟

❊❊ من أكثر المتاعب التي تعانيها الفيدرالية؛ مسألة المنحة أو الإعانة الاجتماعية، التي تم ربط ذوي الإعاقة بها، مما جعلها تبحث عنها وتنسى بأن الأهم؛ كيفية اندماجها في المجتمع وليس الاكتفاء بما يقدم من مساعدات لا تسد أبسط الاحتياجات اليومية، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، نحن كفيدرالية لم نعد نرغب في الحديث عن المنحة، لأننا ننظر إليها كأنها مساعدة، ومن الفروض أن المعاق مواطن كغيره، لديه احتياجات تفوق المنحة، ونعتقد أنه آن الأوان ليتم تشخيص احتياجات المعاق كل حالة على حدة، وعلى أساسه تقدم المنحة، لأن الاحتياجات مختلفة ومتفاوتة، ولا بد أيضا من الذهاب إلى أبعد من هذا، من خلال تسطير استراتيجية تمكن المعاق من الشعور بأنه كغيره، يتمتع بكل الحقوق دون أي تمييز.

ما الذي قدمته الفيدرالية لمرافقة ذوي الإعاقة؟

❊❊ ينبغي التنبيه أولا إلى أن الفيدرالية ليست جمعية خيرية، كما يعتقد البعض، إنما هيئة تعمل على تأمين حماية للأشخاص ذوي الإعاقة، ترافع لجعلهم يتمتعون بكل الحقوق كغيرهم من المواطنين، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى، فإن الفيدرالية عند الحديث فقط عن دورها خلال الجائحة، يمكن القول بأنها سعت بكل ما تملك من إمكانيات وشركاء، من أجل تمكين ذوي الإعاقة من تحصيل احتياجاتهم من أدوية وعتاد.

كيف تشخصين نظرة المجتمع إلى هذه الفئة؟

❊❊ لا تزال النظرة إلى ذوي الإعاقة محصورة في بعض الاحتياجات البسيطة، حيث ارتبط الحديث عنهم في السنوات الأخيرة بالكراسي المتحركة والحفاظات، ونحن كفيدرالية نحارب هذه التصورات التي تشكل إهانة لشخصه وتحط من كرامته، لأنها من الحقوق التي لا يجوز الحديث عنها ولابد من تجاوزها، والارتقاء  إلى الحديث عن مشاريع تفتح أفاق التشغيل لهذه الفئة، فالفيدرالية مثلا، تشجعهم على السياقة لتأمين حرية التنقل، وتدعوا إلى فتح مدارس تعليم السياقة لهذه الفئة في كل ربوع الوطن، وحث الأولياء على تعليم أبنائهم والمطالبة بتوفير الإمكانيات التي تمكنهم من تلقي العلم بطريقة مكيفة، والبحث عن فرص التوظيف في مختلف المجالات.

هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ ذو الإعاقة في الجزائر الجديدة يبحث عن مكان له، ليس في المنزل مقصي ومهمش، إنما في كل المؤسسات والفضاءات العمومية بدون أي عراقيل وتمييز، وأن يتم كفّ الحديث عن المنحة التي شكلت لنا أكبر عرقلة، وحالت دون وجود سياسة تأخذ بعين الاعتبار، حاجات ذوي الإعاقة كمواطنين، وليس كحالة اجتماعية.

رشيدة بلال   

 

طالع أيضا/

* ثلاث عشريات من النشاط الإنساني والرياضي .. قمير سليم امرأة فوق العادة... حكاية إرادة وتحدًّ

* مونية قاسمي البطلة شبه أولمبية لـ "المساء": تكفَّلوا بانشغالات المعاقين... وأبرهن لكم فوق منصة التتويج

* الرياضية فيروز مدني   تحدٍّ للواقع وإصرار على النجاح

* مختصون ومعنيون يؤكدون: تحسن في واقع "ذوي الهمم"... والكثير لم يتحقق بعد

* ناشدت السلطات التكفل بحالتها.. المعاقة شليحي نبيلة تتوق لغد أفضل