أمر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مختلف السلطات بتوفير كل الدعم والإمكانيات اللازمة للتكفل بسكان بجاية، إثر الهزة الأرضية التي سجلت، صباح أول أمس، بالولاية بقوة 5،9 درجات على سلم ريشتر، حسبما كشف عنه وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود.

وأوضح السيد بلجود، خلال الزيارة التفقدية التي قام بها للولاية رفقة عدد من الوزراء، أن "رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اتصل بوالي بجاية لحظة وقوع الهزة الأرضية، وأكد له عن توفير كل الإمكانيات والدعم لهذه الولاية"، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية "يتابع مستجدات الوضع، منذ الهزة الأرضية الأولى ببجاية، مساء الأربعاء".

وذكر الوزير أن "الوفد تنقل فوريا إلى منطقة الزلزال "بطلب من رئيس الجمهورية"، حيث تلقى "من الرئيس تبون تعليمات واضحة للتكفل بكل ما يحتاجه سكان الولاية". وطمأن السيد بلجود السكان الذين تضررت سكناتهم بشدة، بأن هناك سكنات جاهزة بالفعل، وسيتكفل وزير السكن بإعادة إسكان المتضررين كلهم.

الحكومة ستتكفل بالضحايا وبالخسائر المادية

وأكد وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الاقليم، خلال زيارة المعاينة والتضامن مع سكان بجاية  أن الحكومة ستتكفل بالضحايا والخسائر المادية المترتبة عن الهزة الأرضية، مطمئنا بالمناسبة بأن هذه الهزة التي بلغت شدتها 5,9 درجات على سلم ريشتر "لم تسجل خسائر في الأرواح ولا خسائر مادية كبيرة". وشدّد الوزير على استعداد الحكومة لمساعدة الضحايا "لاسيما أولئك الذين تضررت منازلهم أو تحطمت"، حيث يتعلق الأمر بمنازل في بجاية العتيقة عل مستوى أحياء باب الفوكة، باب اللوز وحومة كرامان وأميمون هزها الزلزال وتتطلب تدخلا عاجلا. وتحتوي هذه الأحياء التي سبق وأن تعرضت لزلازل سابقة، على مساكن فردية وعمارات معظمها متدهور وهش، حيث طالب السكان في العديد من المرات بترحيلهم إلى سكنات لائقة.

وبعد معاينة المنطقة والوقوف على الخسائر قرر الوفد الوزاري تخصيص عدد من السكنات للضحايا في إيغيل أوزريف في بلدية واد غير، حيث يتم بناء القطب الحظري بـ16000 مسكن من شانها استقبال أزيد من 80000 ساكن. في هذا الإطار قال وزير السكن، محمد طارق بلعريبي "سنعمل كل ما في وسعنا لاستكمال مشروع 500 سكن في أقرب الآجال"، مؤكدا على أن الشركات المنجزة ستعمل طيلة 24 ساعة، حتى يتسنى لها إنهاء المشروع بسرعة ورفع الغبن عن ضحايا هذه الكارثة الطبيعية.

واغتنم الوفد الوزاري هذه الفرصة لزيارة المصابين، لا سيما ثلاثة منهم تم الإبقاء عليهم في مستشفى خليل عمران لمتابعتهم وعلاجهم. وأشار وزير الصحة إلى وجود شاب في المستشفى يعاني من تمزقات في الدماغ بعد أن قفز من الطابق الثالث للعمارة التي يسكن بها، مطمئنا أنه ”في حالة وعي ولا خطر عليه". وتم نقل نحو 50 شخصا إلى المستشفى إثر الزلزال الذي أدى إلى انهيار جزئي وتشققات في عديد المساكن يعانون في معظمهم من صدمات نفسية جراء الهلع.

120 مهندس لمعاينة مدى تضرر المنشآت الفنية

من جهته، أعلن وزير الأشغال العمومية والنقل كمال ناصر أن مصالح قطاعه، جندت 120 مهندس لمعاينة المنشئات الفنية على مستوى الولاية والمناطق المجاورة، حيث قال في هذا الإطار "سمحت لنا الزيارة التي قمنا بها إلى بجاية بعد الزلزال الذي ضرب الولاية بالتواصل مع المواطنين بعد هذه الهزة والتكفل بهم، حيث أن قطاع الأشغال العمومية جند 120 مهندس في مختلف الميادين منها المنشآت الفنية التي يجب تفتيشها على مستوى إقليم كل الولاية للتأكد من سلامتها بعد الزلزال القوي على غرار الميناء والمطار عملا بطريقة منهجية وسيتم التكفل بكل ما تستلزمه الوضعية".

تجنيد الوسائل اللازمة للتكفل النفسي بالمتضررين

بدورها، أكدت وزير التضامن والأسرة وقضايا المرأة كوثر كريكو أن مصالح وزارتها، قامت خلال الساعات الأولى من وقوع الزلزال، بتجنيد كل الوسائل المادية من أجل التكفل النفسي بالمتضررين، حيث قالت "لقد أسدينا تعليمات خلال الساعات الأولى من هذه الحادثة إلى مصالح النشاط الاجتماعي من أجل تجنيد الوسائل اللازمة للتكفل النفسي بالمتضررين خاصة لدى بعض الفئات بسبب الخوف والهلع الذي أصيب الكثير من السكان".

يشار إلى أن سكان ولاية بجاية والولايات المجاورة عاشوا منذ مساء الأربعاء وصباح أول أمس الخميس على وقع عدد من الهزات الأرضية، إذ تم تسجيل الأولى مساء الأربعاء على الساعة الثامنة و30 دقيقة أثارت هلعا في أوساط السكان، ثم تبعتها هزات أرضية أخرى. أما أقوى هزة فقد سجلت على الساعة الواحدة صباحا و5 دقائق من صباح أول أمس الخميس بشدة 5,9 على سلم ريشتر، وأثارت هلعا وخوفا لدى السكان.

مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء ... النشاط الزلزالي الأخير ظاهرة عادية

اعتبر مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء النشاط الزلزالي المسجل خلال الأيام الأخيرة بعدة مدن من الوطن "ظاهرة عادية" مرتبطة بتقارب الصفيحتين التكتونيتين الإفريقية والأورو-آسياوية.

في هذا الصدد، صرح السيد عيدي شفيق، دكتور في الجيوفيزياء ومسؤول الشبكة الوطنية لمراقبة الزلازل على مستوى المركز أن "شمال الجزائر يقع مع حدود هاتين الصفيحتين اللتين تقتربان من بعضهما بعض منذ ملايين السنين. وبالتالي فإن الهزات الأرضية المسجلة هي ظاهرة طبيعية وعادية لها صلة بهذا التقارب".   

ولدى تأكيده بأن النشاط الزلزالي في الجزائر "مستدام" بما أن هاتين الصفيحتين في "تقارب مستمر" أوضح السيد عيدي أنه "في غالب الأحيان لا يشعر بهذه الارتدادات سوى إذا كانت شدتها قوية نوعا ما". وعلى سبيل المثال تطرق المتدخل إلى الهزة الأرضية التي بلغت قوتها 5,9 على سلم ريشتر المسجلة ليلة الخميس على الساعة الواحدة صباحا وأربع دقائق شمال-شرق كاب-كربون بولاية بجاية.

وأوضح أن ”هذه الوضعية عادية جدا كانت متبوعة بسلسلة من الارتدادات تكون شدتها وعددها أقل "حيث سجلنا أكثر من 40 هزة ارتدادية”، مضيفا أن الجزائر تسجل ما بين 10 و30 هزة ارتدادية يوميا لا يشعر بها الأشخاص.

س. س

لضمان تموين سكان الولايتين بالمواد الغذائية ... وزارة التجارة تشكل خليتي يقظة ببجاية وجيجل

ترأس وزير التجارة كمال رزيق، أول أمس، بالعاصمة، اجتماعا طارئا لمتابعة الأوضاع عقب زلزال بجاية، تقرر خلاله تشكيل خلية يقظة بهذه الولاية وأخرى بجيجل قصد ضمان تموين السكان بالمواد الغذائية خاصة منها واسعة الاستهلاك.

وجاء في بيان للوزارة أن وزير التجارة أسدى تعليمات بضرورة تشكيل خليتي يقظة بكل من ولايتي بجاية وجيجل تتوليان السهر والوقوف على الاحتياجات التموينية لسكان الولايتين".

وأضاف نفس المصدر أن هاتين اللجنتين لهما "كامل الصلاحيات للتدخل الفوري واتخاذ الإجراءات اللازمة عند تسجيل أي اختلال أو تذبذب في تموين الولايتين بالمواد الغذائية خاصة الواسعة الاستهلاك".

س. س

الهزة الأرضية بسكيكدة ... لجنة تقنية لمعاينة تصدعات المنازل

نصب والي سكيكدة عبد القادر بن سعيد، أول أمس، لجنة تقنية لمعاينة التصدعات ببعض السكنات بالمزرعة النموذجية بداي شعبان ببلدية رمضان جمال "جنوب سكيكدة" والتي تسببت فيها الهزة الأرضية التي ضربت الولاية ليلة الأربعاء المنصرم، حسبما علم من مصالح الولاية.

وأوضح ذات المصدر بأن هذه اللجنة التي يترأسها الأمين العام للولاية تتشكل من عدة قطاعات على غرار الحماية المدنية ومصالح دائرة رمضان جمال وهيئة المراقبة التقنية للبناء "سي تي سي" .

من جهته أوضح المدير الولائي للحماية المدنية العقيد إبراهيم محمدي أنه تم تسجيل تصدعات طفيفة على مستوى 5 سكنات بهذه المزرعة وذلك على مستوى السلالم والأسقف والتي ستكون محل معاينة دقيقة من قبل هذه اللجنة.

كما أكد العقيد محمدي بأنه عقب الهزة الأرضية خرجت جل وحدات الحماية المدنية عبر كامل تراب الولاية من أجل عمليات الاستكشاف والمعاينة حيث لم تسجل أي خسائر لحد الساعة مفيدا بأنه تم التكفل بثلاث نساء ببلديات سكيكدة والحروش ورمضان جمال والتي كن مصابات بحالة هلع فقط جراء الهزة الأرضية. وقامت وحدات الحماية بمعاينة 5 منازل قديمة بحي بشير بوقادوم ببلدية الحروش، حيث سجلت تشققات طفيفة في جدران المنازل المبنية من الطين والقرميد.

للتذكير فقد سجلت هزة أرضية قوتها 4,5 درجات بمقياس ريشتر، مساء الأربعاء، على الساعة العاشرة و49 دقيقة في ولاية سكيكدة حسبما ذكره مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء، حيث حدد مركز الهزة على بعد 3 كلم شمال غرب الحروش.

ب. ذيب