تكتنز موروثا حضاريا

صفحات مطوية من تاريخ منطقة مسعد

صفحات مطوية من تاريخ منطقة مسعد
  • 1101
ق. ث ق. ث

نظمت بقاعة المحاضرات "الطاهر بلعكف" بمدينة مسعد (75 كيلومتر جنوب الجلفة)، ندوة فكرية خصت لتقديم كتاب جديد موسوم بـ"صفحات مطوية من تاريخ منطقة مسعد"، لمؤلفه إسماعيل زيان. أمام أساتذة ومختصين في التاريخ والآثار من جامعة "زيان عاشور"، إلى جانب المهتمين بمجال التراث والاستكتاب التاريخي، تم تقديم هذا الكتاب من قبل مؤلفه الدكتور إسماعيل زيان، الذي ينحدر من نفس المدينة، وأراد أن يزيح الغبار عن تاريخ المنطقة وأعلامها الكبار.

رغم تكوينه الجامعي في مجال الكهرباء، استطاع الكاتب الشاب أن يبحر بالقارئ عبر 253 صفحة يحتويها المولود الجديد، في تاريخ منطقة مسعد التي تكتنز موروثا حضاريا ضاربا في عمق التاريخ الإنساني، كما قال.

أبرز الكاتب إسماعيل زيان لـ"وأج"، أن مؤلفه هذا جاء بهدف إبراز ثقافة المجتمع المسعدي، من خلال وضع القارئ أمام صفحات من التاريخ، وأخرى تحاكي آثار المنطقة التي تكتنزها في ربوعها الشاسعة"، وبعد أن أسهب في الحديث عن كتابه، الذي حظيت به المكتبات، في إطار سلسلة استكتابات حول تاريخ الحضاري لبلاد أولاد نائل"، والذي صدر عن دار "الجلفة إنفو للنشر والتوزيع"، أشار إلى أن المؤلف -الذي يعتمد على العديد من  المصادر، لاسيما الأرشيف الفرنسي وكذا بعض المصادر التاريخية باللغة الإنجليزية- جاء بهدف نزع الاضطرابات في الرواية الشفوية وما صاحبها.

يشار إلى أن الكتاب جاء في ستة فصول، إذ خصص الأول لدراسة جغرافية واجتماعية وأنثروبولوجية للمنطقة، فيما تناول الفصلان الثاني والثالث أعلامها وشخصياتها قبل الفتح الإسلامي. وفي الفصل الرابع، تحدث الكاتب عن مسعد بعد الفتح الإسلامي، من خلال مرور الفاتحين بها وكذا خلال العهد العثماني، ليبسط جوانب معرفية أخرى في الفصل الخامس، أرادها للحديث عن المنطقة إبان الاحتلال الفرنسي، وأهم المقاومات الشعبية. وفي الفصل الأخير، راح المؤلف يبرز جوانب من الحراك السياسي والإصلاحي في مدينة مسعد خلال القرن العشرين، وما تبعها من أحداث وتبلور أكثر للحراك السياسي والثوري في سبيل تحرير الوطن.

للإشارة، تعتبر منطقة مسعد ثرية بالمواقع الأثرية للعهد الروماني وما قبل التاريخ، من خلال شواهد عديدة للوحات والنقوش الصخرية، وهو الأمر الذي جعل مثل هذا الكتاب محل تثمين ممن حضروا الندوة، كون هذا المولود الجديد جاء -حسبهم- ليؤسس لنهضة شبانية تستذكر التاريخ لتربطه بالحاضر.