نصرة للأقصى والمقدسيين في مواجهة هجمات اليهود
الفلسطينيون ينتفضون ضد قمع المحتل الصهيوني
- 774
انفجر الوضع بمختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تعيش على وقع توتر عنيف ازدادت حدته، أمس، مع مواصلة قوات الاحتلال قمعها للمتظاهرين الغاضبين، الذين خرجوا في مسيرات احتجاجية دعما لإخوانهم المقدسيين، الذين يتعرضون لأفظع الاعتداءات والانتهاكات على يد المستوطنين اليهود المدعومين بقوات المحتل الصهيوني.
فبعد ليلة ساخنة عاشها الفلسطينيون في القدس المحتلة على وقع مواجهات عنيفة خلفت عشرات الاصابات وتخللتها عمليات كرّ وفرّ بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال طيلة ليلة الجمعة إلى السبت، تواصلت الاحتجاجات، أمس، بمختلف مدن الضفة الغربية بينما اندلعت مواجهات جديدة في القدس المحتلة وردت المقاومة بإطلاق صواريخ انطلاقا من قطاع غزة على المستوطنات الإسرائيلية. وكانت مواجهات واشتباكات هي الأعنف من نوعها منذ نحو عامين اندلعت مساء الجمعة بين قوات الاحتلال والمتظاهرين الفلسطينيين الذين يدافعون بأجسادهم وأيديهم عن حرمة أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين من تدنيس الجماعات اليهودية التي تستبيح القدس الشريف وكل ما هو فلسطيني.
وكعادتها سارعت قوات الاحتلال إلى تعزيز تواجدها بمحيط المدينة المقدسة خاصة بعد المظاهرة العارمة التي قادها المصلون مباشرة بعد صلاة التراويح انطلاق من المسجد الأقصى والتي شارك فيها آلاف الفلسطينيين متحدين قمع والإجراءات التقييدية لقوات الاحتلال. وواصل المحتجون مسيرتهم دفاعا عن حرمة القدس بالتكبير والهتاف من المسجد الأقصى المبارك بعد أداء صلاة الفجر رغم التعزيزات الأمنية المكثفة التي زجت بها حكومة الاحتلال لتطويق المدينة المقدسة وغلق مداخلها.
وكان مئات الفلسطينيين الغاضبين قد تجمعوا، مساء الجمعة، أمام حاجز قلندية بين القدس المحتلة ومدينة رام الله بالضفة الغربية والذي شهد مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال بعد مسيرة انطلقت من مدخل المخيم دعما لأهالي القدس وصولا إلى الحاجز العسكري الذي أغلقت قوات الاحتلال محاور الطريق المؤدية إليه. وأصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح بالرصاص المطاطي واختناق عشرات الآخرين بالغاز المسيل للدموع في مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة الطور بالقدس المحتلة التي استخدمت أيضا المياه الوسخة ضد الشبان الفلسطينيين.
وعلى وقع إطلاق الرصاص في الهواء، نظمت القوى والفصائل الوطنية والإسلامية في رام الله وسط الضفة الغربية وقفة ومسيرة نصرة للقدس المحتلة جابت شوارع رام الله وصولا إلى المدخل الشمالي، حيث أقامت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا لمنع تقدم المتظاهرين. وتأتي الوقفة انتصارا للقدس وتأكيدا لرفض إجراءات الاحتلال فيها ومحاولات عزلها ومنع الوصول إليها ورفضا للمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية وتدنيس الاحتلال والمستوطنين لساحات المسجد الأقصى ولتكون القدس حاضرة في الانتخابات المقبلة المقررة في 22 ماي القادم.
كما شاركت حشود غفيرة في مسيرات ووقفات غاضبة واحتجاجية في مدن ومخيمات القطاع خصوصا في مدينة غزة ومخيمي البريج والنصيرات وسط القطاع ومخيم جباليا شماله ومدينة رفح جنوبه بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية نصرة لأهالي القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض للاعتداء المستمر على يد الاحتلال والمستوطنين. ورفع المشاركون في المسيرات والوقفات الاحتجاجية علم فلسطين ولافتات تؤكد عروبة القدس وإسلاميتها وترفض العدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني وسط دعوات لتوفير الحماية الدولية له من جرائم الاحتلال ومستوطنيه. وطالبوا بإسناد أبناء الشعب في القدس أمام هجمات المستوطنين وجنود الاحتلال الذين يعتدون على المصلين في رحاب المسجد الأقصى في انتهاك واضح لحرمة شهر رمضان الفضيل.
وأمام انزلاق الوضع مجدّدا في فلسطين المحتلة، عبرت الولايات المتحدة عن بالغ قلقها للتصعيد في القدس المحتلة وأدانت ما وصفتها بخطابات الكراهية. ودعا المتحدث باسم الدبلوماسية الأمريكية، نيد بريس للهدوء والوحدة حاثا السلطات على ضمان الأمن والحقوق للجميع في القدس. وقال إنه "يجب رفض خطابات المتظاهرين المتطرفين الذين يرددون شعارات كراهية عنيفة". من جانبه أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أحمد مجدلاني، أن ما يقوم به الاحتلال من انتهاكات لحقوق الإنسان وتهويد واستيطان مستمر بمدينة القدس المحتلة هو إرهاب منظم ومحاولة بائسة من أجل تطبيق قوانينه العنصرية، محملا حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير.
وأشار مجدلاني إلى أن "ما يقوم به أهل القدس هو اشتباك مع الاحتلال للتأكيد على فلسطينية وعروبة المدينة". وأضاف أن "كافة قرارات وخطط الاحتلال ستفشل أمام هذا الصمود والتصدي المقدسي الذي يؤكد للعالم أجمع أن القدس فلسطينية وأن هذا الصمود سينتصر على العدوان الإسرائيلي". وطالب المجتمع الدولي بـ"التحرك الفوري لحماية أبناء القدس من اعتداءات المستوطنين وتطبيق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والمتعلقة بالقدس".