الدراما الجزائرية
غياب الخيال والإبداع سبب اللجوء إلى الاستنساخ من أعمال أجنبية سابقة
- 718
يغيب الإبداع في العمل الفني الدرامي في الجزائر، قناعة لا يختلف فيها اثنان عاقلان، بعد مشاهدة عدد من الأعمال لهذه السنة، أو في السنوات الأخيرة الماضية، التي معظمها مستنسخة أو مستلهمة، أو يعتبرها البعض الآخر سرقة أدبية فنية، والأمثلة عديدة في هذا الشأن، لكن؛ هل الدراما الجزائرية شحيحة من حيث خلق أفكار فنية مبتكرة؟ ألا يحوز الفنيون وكتاب السيناريو والمخرجون على خيال عال وعميق؟.
مع انطلاق الماراتون الرمضاني لهذا العام، انطلقت معها حملات نقدية بخصوص المقدم من الأعمال، وقد استقطبت القنوات التلفزيونية الجزائرية العمومية والخاصة، أعمالا شوهدت من قبل في قنوات عربية وتركية، على أساس أنها أعمال مبتكرة، بدليل الجينريك الذي يحمل اسم كاتب السيناريو، دون إعارة الاهتمام لحقوق الملكية الفكرية أو الأدبية، وربما يعود ذلك لتفادي دفع مستحقات هذه الأعمال، أو ضيق الوقت، فيسرعون إلى إنتاج أي شيء، سوى عمل درامي أصيل من بنات أفكار مبدعي الكتابة المصورة. في الشأن نفسه، قد يعود السبب لكسل بعض المنتجين في البحث عن سيناريوهات جيدة، ومع نجاح الدراما التركية، فكر البعض في النهل منها، على أساس أنها ستقدم بنكهة جزائرية، غير أن الأساس هو القيمة الفنية والإبداعية للعمل الذي يغيب، رغم الصورة التي تبدو مشرقة.
من الناحية التقنية للمسلسل الدرامي "بنت لبلاد"، للمخرج يوسف محساس، الذي يعرض على قناة جزائرية خاصة، على سبيل المثال، تبدو جيدة متميزة وقريبة جدا إلى حد التشابه للعمل الأصلي، وهو تركي عنوانه "عروس جديدة"، لكن شارة العمل مكتوب أن منال مسعودي هي صاحبة السيناريو والحوار فقط. لم يعترف جينيريك المسلسل الكوميدي "طيموشة"، للمخرج يحي مزاحم، وسيناريو سارة برتيمة، أيضا بملكية العمل الأصلي الذي يعود للمسلسل الكولومبي "أنا بيتي القبيحة"، الذي اقتبسته هيئة الإذاعة الأمريكية، تحت عنوان "ايغلي بيتي" أو "بيتي القبيحة". الأمر نفسه بالنسبة لسيت كوم "عمر السيشوار"، للمخرج صالح زيوي، وكتبه مجموعة من السيناريست، حيث تم استنساخ الفكرة من العمل التونسي "الحجامة"، الذي أنتج وعرض قبل أربع سنوات، غير أن النسخة الجزائرية جاءت أكثر اقتصادا شكلا ومضمونا.
يحيل هذا الوضع، إلى فكرة غياب عملية بحث حقيقية عن مواهب في الكتابة الدرامية، تقبع ـ للأسف ـ في الظل، ويجب أن يقوم المخرجون والمنتجون بها، فليس بالضرورة أن تكون أعمالا أجنبية معادة في ثوب جزائري، وتكون لافتة، فهي موجودة أصلا تكفي آلة تحكم تغيير القنوات ومشاهدتها. حتى وإن نجحت وسجلت مشاهدات عالية، إذا لم يكن الفن والدراما على وجه خاص، ناقلا لحياة الجزائريين بصورة فنية مبدعة، فمن سيقوم بهذه المهمة؟.