تأهل المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم لنهائي لكأس إفريقيا للأمم 2019 بمصر، بعد فوزه على نيجيريا بنتيجة هدفين لهدف، في لقاء الدور نصف النهائي الذي جمع بينهما عشية أمس الأحد بملعب القاهرة الدولي، وحسمه رفقاء محرز في آخر أنفاس المباراة برمية حرة «خرافية» قضت على حلم النسور، وأثبتت شرعية حلم «محاربي الصحراء» بمعانقة الكأس. 

ودخل الفريقان المباراة بحذر شديد، حيث حاول كل منتخب جس نبض الآخر، مع تسجيل بعض المحاولات من الطرفين لكنها لم تشكل خطرا حقيقيا على الحارسين..

وكانت أول فرصة هجومية فعلية من المنتخب الوطني في الدقيقة السابعة عن طريق يوسف بلايلي الذي توغل ووزع لزميله بونجاح، لكن الأخير فشل في اللحاق بها، ليتواصل الضغط من الخضر على مرمى النيجيريين خلال ربع الساعة الأول من اللقاء قصد التسجيل، غير أن تمركز لاعبي نيجيريا في الدفاع حال دون تمكن مهاجمي المنتخب الوطني من تحقيق مبتغاهم.

وفي الدقيقة 15، قام إسماعيل بن ناصر بتنفيذ مخالفة مباشرة ارتقى لها المدافع المحوري رامي بن سبعيني برأسية قوية، لكنها مرت فوق المرمى، فيما سجل «نسور» نيجريا أول محاولة لهم عبر اللاعب موسى بتسديدة في الدقيقة 20 صدها الحارس مبولحي.

وضيع المهاجم بغداد بونجاح فرصة تسجيل هدف الخضر في الدقيقة 28، بعدما خطف كرة من أحد مدافعي منتخب نيجيريا وسددها نحو المرمى، لكن الحارس اكبايي كان بالمرصاد.

وفي الدقيقة الـ30 نفذ اللاعب النيجيري شاكويزي مخالفة مباشرة، لكن مبولحي كان في المكان المناسب، وكاد اللاعب كولينز أن يباغت حارسه في الدقيقة 34 بعدما حاول إبعاد كرة فيغولي، في حين حاول زميله اغالو أن يفتح باب التسجيل دقيقتين بعد ذلك لكن كرته مرت جانبية.

وجاءت الدقيقة الـ40 بالجديد للمنتخب الوطني، حيث راوغ رياض محرز أحد لاعبي الخصم ووزع كرته إلى ناحية بونجاح، فارتطمت بالمدافع ايكونغ الذي حولها لشباك حارسه بالخطأ، مسجلا هدفا للخضر، لينتهي الشوط الأول بتقدم أشبال المدرب جمال بلماضي بهدف دون رد.

بداية الشوط الثاني لم تختلف كثيرا عن سابقتها، حيث اتسم اللعب بين المنتخبين بين أخذ ورد خلال الدقائق العشر الأولى، ومحاولات هجومية لم تجد طريقها نحو المرمى، مع تسجيل تلقي المهاجم بونجاح لبطاقة صفراء في الدقيقة 51 بسبب تدخله على أحد اللاعبين النيجيريين.

وفي الدقيقة الـ62 نفذ بلايلي مخالفة ارتدت من دفاع نيجيريا ليسددها فغولي خارج إطار المرمى.

وفي الدقيقة الـ70 فاجأ الحكم غاساما لا عبي الخضر بقرار اللجوء إلى تقنية الفيديو (فار) للتحقق من كرة لمست يد المدافع عيسى ماندي دون قصد، حيث أعلن عن ركلة جزاء لصالح منتخب نيجيريا أمام دهشة لاعبي «الخضر» وأنصار المنتخب الوطني، خاصة بعد أن زاد على قرار ضربة الجزاء منح بطاقة صفراء للمدافع ماندي. وتولى المهاجم ايغالو تنفيذ ركلة الجزاء بنجاح معدلا بذلك النتيجة.

وحاول روهر مدرب نيجيريا إجراء بعض التغييرات على تشكيلته الأساسية، عساه يبعث نفسا جديدا فيها، وذلك بإقحام بعض العناصر في الهجوم لإنعاشه، لكن ذلك لم يأت بالجديد.

وفي الدقيقة 92، سدد اللاعب إسماعيل بن ناصر بقوة كرة ارتطمت بالعارضة الأفقية، ليزداد ضغط الخضر على مرمى الحارس النيجيري، في الوقت بدل الضائع الذي احتسبه حكم اللقاء وتحصل رفقاء محرز على مخالفة في آخر دقيقة من عمر الوقت الأصلي للمباراة (د94)، بعد عرقلة تعرض لها إسماعيل بن ناصر على مقربة من خط 18 متر، تولى تنفيذها اللاعب رياض محرز بنجاح مسجلا هدف الانتصار والتأهل للمنتخب الوطني الذي وصل إلى نهائي كاس إفريقيا لكرة القدم بعد غياب دام 29 سنة كاملة.

وسيواجه الخضر في النهائي المقرر يوم الجمعة المقبل منتخب السينغال المتأهل مساء أمس الأحد على حساب تونس بهدف دون رد، مع الإشارة إلى ان الخضر كانوا قد تفوقوا علي السنيغال في الدور الاول بهدف لصفر.

تصريحات

جمال بلماضي: النهائي مع السنغال سيكون صعبا

قال مدرب المنتخب الوطني، جمال بلماضي، في الندوة الصحفية التي عقدها عقب نهاية المباراة: ”لا أجد الكلمات لوصف شعوري حاليا، كانت مباراة صعبة جدا أمام منتخب يلعب باندفاع بدني قوي ويملك إمكانيات فنية كبيرة”.

وإذ أشار إلى أن المنتخب الوطني درس خصمه بشكل جيد، أكد بأنه كان بإمكان لاعبي المنتخب تسجيل الهدف الثاني لو كان هناك تركيز أكبر من قبل اللاعبين”.

أما بخصوص المباراة النهائية أمام السنغال، فقال بلماضي ”أتوقع أن تكون مباراة في غاية الصعوبة، سنواجه منتخبا سبق لنا أن لعبنا ضده في دور المجموعات، وسنعمل على تحقيق الفوز”.

جيرنو روهر: المنتخب الجزائري يستحق الفور

من جهته، أكد مدرب المنتخب النيجيري، جيرنو روهر، أن اللقاء كان بمثابة معركة نقية امتدت إلى آخر دقيقة، معترفا بأن المنتخب الجزائري يستحق الفوز، لأنه عرف كيف يمارس الضغط على لاعبيه، خاصة خلال الشوط الأول.

وإذ أشار إلى أن المنتخب الجزائري مثلما تحدث عنه في السابق هو منتخب في تطور مستمر تكتيكيا وفنيا، توقع روهر أن يكون النهائي بين الجزائر والسنيغال صعبا، ”لكن الجزائر تملك كل الأسلحة من أجل الحسم”.