بعد مسيرة أدبية وبحثية غزيرة
الدكتور عبد المالك مرتاض يترجـّل
- 973
ترجّلت إحدى قامات الجزائر الأدبية والبحثية، عميد الأدباء والنّقاد الجزائريين، الدكتور عبد المالك مرتاض، الذي ترك مسارا أدبيا وبحثيا حافلا بالإنجازات، إذ يعدّ موسوعة علمية ساهم بنصيب وافر في شتى ميادين المعرفة والعلم والأدب، كما تعدّدت إسهاماته وتنوّعت اهتماماته فهو الأديب الروائي والمفكّر والنّاقد والمؤرّخ.
الفقيد الذي وافته المنية أمس، احتفت وزارة الثقافة والفنون في الفاتح أكتوبر الماضي، بمساهمته الكبيرة في إثراء الحركة الأدبية والثقافية والفكرية بأعماله المتنوّعة وإنتاجه الغزير، وتم تكريمه في العدد الأوّل من “منتدى الكتاب”، حيث عمل على مدار أكثر من نصف قرن من الزمن، على إثراء الحركة الأدبية والثقافية والفكرية بأعماله المتنوعة وإنتاجه الغزير.
البروفيسور عبد المالك مرتاض، الذي كان أوّل رئيس للمجلس الأعلى للّغة العربيّة، هو أحد أبرز علماء اللّغة واللّسانيات في العالم العربي، صاحب ما يزيد عن 60 مُؤَلفا من الكتب والموسوعات والمعاجم، بالإضافة إلى الدّراسات العلميّة في المجلّات البحثيّة العالمية المُحكمة كتبها بمختلف اللّغات وخاصّة العربيّة والفرنسيّة والإنجليزيّة.
وقد أشار المجلس الأعلى للغة العربية، في تعزيته لأسرة الفقيد إلى أن الراحل حفظ القرآن صغيرا، ليبرع في دراسة اللّغة العربيّة واللّغات الأجنبيّة لدرجة النبوغ فنال شهادات عليا من جامعات الجزائر إلى غاية الدّكتوراه، ثم شهادة الدّراسات العليا في الرباط، وشهادة دكتوراه بمرتبة الشّرف من جامعة السّوربون بفرنسا، وشهادات دكتوراه فخرية بجامعات أخرى في أوروبا والخليج العربيّ، وتلقى تكريمات في عديد دول العالم نظير مساهمته الكبيرة في علوم اللّسانيات العامة والتطبيقية باعتراف باحثين وعلماء عرب وغربيّين.
عُين الفقيد سنة 1999 عضواً في المجمع الثقافي العربي ببيروت، سُجل اسمه في موسوعة “لاروس” بباريس مصنفاً في النقَّاد. كما سُجِل في موسوعات عربية وأجنبية أخرى في سورية والجزائر وألمانيا، قُدِّمت وتُقدّم حول كتاباته النّقدية والإبداعية، ومنهجه في النّقد والتحليل رسائل جامعية ماجستير ودكتوراه، ناهيك عن صدور مجموعة كبيرة له من الكتب المطبوعة في النّقد والدراسات التحليلية في اللغة العربية والأدب والقصة والشعر والتي منها “نهضة الأدب العربي المعاصر في الجزائر”،” القصة في الأدب العربي القديم”، “بنية الخطاب الشعري”، “ألف ياء تحليل سيمائيّ لقصيدة أين ليلاي” إلى جانب “أدب المقاومة الوطنية”، “الإسلام والقضايا المعاصرة” إضافة إلى مجموعة من الروايات والمجموعات القصصية منها “نار ونور”، “الخنازير”، “وادي الظلام” و"الحفر في تجاعيد الذاكرة”..
أمام هذا المصاب الجلل بعثت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، برسالة تعزية لعائلة الأديب الكبير ولعموم أهل الأدب، جاء فيها “بعين دامعة وقلب خاشع ونفس مسلمة راضية، تلقت الدكتورة صورية مولوجي، وزيرة الثقافة والفنون النّبأ المفجع بوفاة المشمول بعفو الله تعالى ورضاه، الأديب الكبير عبد المالك مرتاض، تقبله الله في عداد الصالحين من عباده”، وأضافت “إنّ الجزائر، بل العالم العربي كله، خسر برحيل الأستاذ مرتاض، قامة شامخة في الأدب العربي، فهو الأديب الروائي والمفكّر والنّاقد والمؤرّخ، فقد أسهم إسهاما واسعا في عديد ميادين المعرفة والعلم والأدب.
وبهذه المناسبة الأليمة وهذا الرزء الفادح الذي لا راد لقضاء الله فيه، ترفع السيّدة الوزيرة، خالص عبارات التعازي لعموم أهل الأدب أينما كانوا ولأهل المرحوم وذويه، سائلة الله تعالى أن يغدق على الفقيد من كريم عفوه ورحمته، وأن يشمله بمغفرته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جنانه مع النّبيئين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا”.
ووري الثرى، أمس الجمعة، بعد صلاة العصر بمقبرة عين البيضاء بوهران، جثمان الأكاديمي والناقد اللغوي عبد المالك مرتاض الذي وافته المنية عن عمر ناهز 88 عاما وحضر جنازة الفقيد أفراد من الأسرة الجامعية وأصدقاء وأقارب الفقيد.