الموت بغيب صاحب قصيدة "سجل يا تاريخ"

الشاعر المجاهد يحيى بختي يوارى الثرى بالجلفة

الشاعر المجاهد يحيى بختي يوارى الثرى بالجلفة
  • 2295

 ووري جثمان الشاعر الشعبي والمجاهد، يحيى بختي الذي وافته المنية عن عمر يناهز 85 عاما أول أمس الثرى بمقربة سيدي بايزيد بالجلفة بحضور السلطات المحلية للولاية وجمع من أقاربه ومن أصدقائه ومن يعرفه في ميدان الثقافة والأدب. ويعتبر الراحل واسمه الكامل يحيى بن المسعود بختي من فطاحلة الشعر الشعبي بمنطقة أولاد نايل بالجلفة، حيث بدأ ينظم الشعر وهو لا يزال في السابعة عشر من العمر وقد عرف بحبه وشغفه بالشعر وبجهاده من أجل الجزائر. وكان للراحل دورا بارزا في الثورة التحريرية منذ بداياتها، حيث عقد اجتماعا في 1955 مع رفاق له من أجل شراء الأسلحة واتصل في 1956 بقادة الثورة بالمنطقة وعمل تحت قيادة الشيخ زيان عاشور والرائد عمر إدريس. كما كلف بمسؤولية الاتصال بين الولايتين التاريخيتين الخامسة والسادسة، وقد توجه في 1957 رفقة مجموعة من المجاهدين إلى المغرب لجلب السلاح. 

تواصلت مسيرة الرجل بعد الاستقلال بمسؤوليات عدة أهمها، انتخابه لثلاث فترات متتالية بالمجلس الشعبي البلدي لبلدية حد الصحاري ومسؤول حزب جبهة التحرير الوطني بدائرة عين وسارة، ولأسباب قاهرة قدم استقالته وهاجر إلى فرنسا سنة 1971 وهناك قال قصيدته الشهيرة والموسومة بـ"الإلياذة الشعبية للشاعر يحيى". وحسب العارفين بالميدان الثقافي، فإن شعر الرجل يتميز بالحكمة والموضوعية وروح النضال والوقوف عند الأطلال وتقديم شواهد حية، وما زادها جمالا طريقة أدائه للقصائد. شارك الشاعر والمجاهد في العديد من المهرجانات الوطنية وكرم في أكثر من مناسبة منها المهرجان الوطني الأول للفنون الشعبية سنة 1969 ببن عكنون بالجزائر العاصمة ونال الجائزة الشرفية في الشعر الملحون في المهرجان الوطني الثاني للفنون الشعبية شهر يوليو 1982 على مستوى الجزائر العاصمة. 

كما نال شهادة تقدير عن مشاركته بمهرجان مصطفى بن براهم للتراث الشعبي شهر مارس 1988 ومنحت له عدة شهادات تقدير وشرف محليا وجهويا، وامتازت دواوينه بكثرة القصائد وتعدد الأغراض الشعرية التي تنوعت بين الغزل والمدح والهجاء والرثاء والشعر الوطني. وكان صاحب قصيدة "سجل يا تاريخ" والذي غنى الراحل خليفي أحمد بعض أعماله، قد كرم بالجلفة في 2008 من طرف الرابطة الوطنية للشعر الشعبي، وفي 2015 من طرف مديرية المجاهدين بالولاية. وعلى إثر رحيل هذا الشاعر الشعبي الفذ الذي ولد في 1931 بسيدي بايزيد بالجلفة، تفقد هذه الولاية ومعها الجزائر رمزا وأحد أركان الشعر الشعبي ونبراسا في الساحة الثقافية الوطنية.