كانت من رعيل الثورة الأول في منطقة الأوراس
"الشهيدة الحيّة" تترجل عن عمر ناهز 89 عاما
- 1164
انتقلت، أمس، ببلدية تكوت بولاية باتنة المجاهدة أم هاني بوستة الملقبة بـ"الشهيدة الحية" إلى رحمة الله عن عمر ناهز89 سنة بعد مرض ألزمها الفراش منذ مدة، ووري جثمانها الثرى بعد صلاة عصر أمس، بمقبرة مدينة تكوت مسقط رأسها ومقر سكناها إلى أن وافتها المنية.
وتنحدر المرحومة أمهاني بوستة المولودة بدوار زلاطو بتكوت سنة 1934 من عائلة مناضلة وثورية، تعرضت للاعتداء من طرف قوات الاحتلال الفرنسي في بداية الثورة التحريرية بعد أن هاجموا قرية عكريش في 19 نوفمبر 1954 وقتلوا عددا كبيرا من سكانها من بينهم والدها.
فقد فقدت أمهاني في تلك الواقعة المسجلة بأحرف من ذهب بمنطقة الأوراس أكدته شقيقتها التي كانت من بين أولى الشهيدات بالجهة وهن بوستة جمعة وبوستة منصورة وجغروري فاطمة وبالرحايل فاطمة شقيقتها وعمتها وكنة عمتها وابنة شقيقتها.
وكانت المرحومة تحكي بفخر كيف تحوّل بيت عائلتها إلى مركز لأفراد جيش التحرير الوطني لوجوده بأعالي الجبل بقرية شناورة وفتحه أمام المجاهدين، حيث احتضن زعماء الثورة بعد اكتشاف أمر المنظمة السرية “لوس” بالجزائر العاصمة ومن بين الذين تتذكرهم جيدا رابح بيطاط وعمار بن عودة ومحمد بوضياف.
وقد مهّدت الأجواء التي شبت فيها أم هاني وسط أسرتها، التحاقها بالثورة في سنة 1956 لتكون واحدة من أفراد عائلة بوستة الذين كانوا من الرعيل الأول.
أما عن تسميتها بالشهيدة الحية فتعود لحادثة تعرضها للتنكيل على أيدي عساكر العدو الذين انقضوا عليها وعلى زوجها الشهيد جغروري محمد بن الشاوش بوحشية في أواخر نوفمبر 1956 فذبحوه أمام أعينها ثم ذبحوها وغادروا المكان لكنها لم تفارق الحياة وظلت تقاوم إلى أن اكتشفتها دورية من المجاهدين وحملوها على نقالة صنعوها من أغصان “العرعار” من منطقة عكريش بتكوت إلى عيادة الولاية
التاريخية الأولى بكيمل على بعد 50 كلم وهناك تم التكفل بها واستطاعت الوقوف مرة أخرى على أرجلها بعد 40 يوما. وأصبحت أم هاني بوستة التي واصلت الجهاد إلى غاية استقلال الجزائر، رمزا من رموز مقاومة ونضال المرأة بالجهة وحملت لقب الشهيدة الحية إلى غاية وفاتها.