"نوفمبر بأصوات الملحون"

تتويج الفائزين في المسابقة الوطنية للشعر الشعبي المغنّى

تتويج الفائزين في المسابقة الوطنية للشعر الشعبي المغنّى
  • 322
دليلة مالك دليلة مالك

شهد النّادي الثقافي "عيسى مسعودي" التابع للإذاعة الجزائرية، أمس، حفلاً فنّياً فكرياً خُصص للإعلان عن الفائزين بالمسابقة الوطنية للشعر الشعبي الملحون المغنّى التي نظّمتها الإذاعة الجزائرية، ممثلة في إذاعة "زمان" بمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية (1954-2024)، تحت شعار "نوفمبر بأصوات شعراء الملحون".

هذه المسابقة التي عرفت مشاركة 61 شاعراً من مختلف ولايات الوطن، من بينهم 9 شاركوا بأعمال باللغة الأمازيغية، احتكمت إلى لجنة تحكيم ثلاثية ضمّت الشاعر سليمان جوادي رئيسًا، وعضوية كل من الدكتور محمد جلاوي من كلية الآداب بجامعة البويرة، والدكتورة نبيلة بلعابدي، من جامعة الشلف، اللذان أبرزا بالمناسبة ضرورة ترسيخ هذه التظاهرة وجعلها تقليدًا سنويًا، مع تعزيز الجانب الإعلامي والترويجي لها لضمان انتشار أوسع.

وعادت المرتبة الأولى في فئة الشعر بالعربية الدارجة، إلى الشاعر سليم شيخاوي، من ولاية تيسمسيلت، عن قصيدته "رجال بلادي" وهي نصّ وطني يتميّز بالصدق والعاطفة والانتماء، فيما حصل على المرتبة الثانية الشاعر البار البار، من ولاية المغير عن نصّه "حبّ كبير".

واحتلت المرتبة الثالثة الشاعرة كوثر فراحتية، من المسيلة، عن قصيدتها "نوفمبر" والتي تميّزت صاحبتها بصوت أنثوي ناعم يحمل وهج الذّاكرة، أما في فئة الشعر بالأمازيغية فقد فاز الشاعر فضيل لكحل، من ولاية أم البواقي، بالمرتبة الأولى عن قصيدته "تانميرث إي يرقازن ن الجرف" أو "شكرا لرجال الجرف" التي كتبها بالمتغيّر الشاوي في تجسيد جميل لتنوّع لغات الوطن ووحدة مشاعره.

واحتضن الفضاء الثقافي على هامش حفل التتويج، ندوة فكرية بعنوان "الموروث الثقافي الثوري: شاهد على الحضارة وترسيخ للهوية وحفظ للذّاكرة"، شارك فيها كل من الدكتورة نبيلة بلعابدي، الأستاذ الجامعي محمد جلاوي، والباحث مهدي براشد، حيث شدّد المتدخلون في النّدوة على أهمية تثمين الأرشيف الثقافي المقاوم باعتباره لبنةً في صرح الهوية الوطنية، وجسراً يربط الأجيال بروح نوفمبر الخالدة.

وشكّلت النّدوة فرصة للغوص في عمق التراث الشفهي المتمثل في الشعر الملحون، والإضاءة على الدور الذي لعبه الفن الملتزم إبّان الثورة باعتباره أداة تحريض وتعبئة، ووسيلة حفظ للذّاكرة الشعبية التي كثيرا ما غيّبتها الوثائق الرسمية.