تمت في مواقع التصوير بالعاشور
تصوير المشاهد الأخيرة من فيلم «ابن باديس»
- 722
احتضنت مواقع التصوير بالعاشور، مساء أمس، المشاهد الأخيرة من فيلم «عبد الحميد بن باديس»، حيث نصب وسط المدينة القديمة لقسنطينة وهي السويقة بدكاكينها ومبانيها العريقة وبحركة المارة من نساء بالملاية وتجار وأطفال ورجال شرطة وغيرهم ممن شاركوا في المشاهد.
أعطى المخرج السوري باسل الخطيب إشارة الانطلاق التي تضمنت لحظات سير الإمام ابن باديس في هذا السوق الشعبي حاملا محفظته ووراءه رجل درويش يدعى «بوطبيلة» الذي يدق على الطنبور وينطق بالحكمة ويصف الشيخ بأنه الزاهد والمنقذ الذي لا يطلب الدنيا فيسمعه الشيخ ثم يكمل إلى وجهته، وهنا كان المخرج في غرفة المراقبة ويردد نفس كلمات الدرويش علما أن المشهد أعيد أكثر من مرة.
أشار الفنان بوطاجين فاروق أو بوطبيلة لـ«المساء» إلى أنه أدى شخصية واقعية (وتعلم لأجلها اللهجة القسنطينية)، وكان يعتقل لانتقاده فرنسا ولمدحه لدايات وبايات الجزائر، وشهد هذا الدرويش ميلاد الشيخ ووفاته.أما الفنانة سهيلة معلم فقالت لـ«المساء» إنها أدت دور الفتاة جوهر التي أنقذها الشيخ من الفقر المدقع وحثها على العلم .
أما بطل الفيلم الفنان يوسف سحايري فتحدث لـ«المساء» عن الدور الذي اكتشف من خلاله شخصية الشيخ الذي قاد ثورة ثقافية وساهم في التحضير للثورة وأضاف أنه كفنان قرأ الكثير عن هذه الشخصية الفريدة وعندما سألته «المساء» عن الفرق بين دور ابن باديس ودور لطفي قال إن لطفي وجد الثورة مشتعلة وشارك فيها رفقة غيره لكن ابن باديس هو من حضر الأرضية ثم قال «لولا ابن باديس لما وجد لطفي».
مباشرة بعد التصوير التقت «المساء» المخرج باسل الخطيب الذي أشار إلى أنه يكاد ينتهي من التصوير علما أنه بدأ مطلع جوان الماضي وامتد لحوالي 55 يوما تقريبا وإلى العديد من المناطق منها العاصمة ومستغانم وتلمسان وقسنطينة وفي هذا الموقع بالعاشور تم بناء السويقة التي تحاكي تلك السويقة الحقيقية، وهنا ذكر أن بعض المواقع التاريخية التي تتغير بفعل الزمن أو تفقد جزءا منها يتم إعادة تركيبها في مثل هذه المواقع التي هي مدن تصوير، كما أكد على أنه اختار اللحظات المؤثرة من حياة العلامة منها تلك التي ساهمت في بناء شخصيته مع التركيز طبعا على عنصر التشويق الدرامي.
حضر التصوير وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، الذي أشار إلى أن العمل يتم بواسطة كفاءات جزائرية وسورية (بعضها شارك في مسلسل الحارة السوري) وسيخضع هذا الموقع للاستغلال في الأيام المقبلة علما أنه ذو طابع تاريخي محض، وسيقام موقع تصوير آخر عصري قريبا، كما سيتم إنشاء مخبر سينمائي ذي طراز عالمي وهذا ضمن سياسة بناء مواقع سينمائية ذات مقاييس عالمية وسيتم تأمينها وإخضاعها للاستغلال العمومي والخاص، ومستقبلا سيكون هناك موقع للقصبة وغيرها من المشاريع.
أشار الوزير إلى أن الأفلام الجديدة ستعرض قريبا في القاعات وابتداء من مطلع عام 2017 سيتم عرض «ابن باديس» و«بن مهيدي» و«القديس أوغستين» (إنتاج جزائري - تونسي).