شمعة الشيخ الدرسوني تنطفئ

رحيل آخر أعمدة المالوف القسنطيني

رحيل آخر أعمدة المالوف القسنطيني
  • القراءات: 829
ز. زبير ز. زبير

ودعت قسنطينة، فجر أمس، أحد أيقونات الفن الأصيل وأحد أعمدة الفن الملتزم بالجزائر، وهو الشيخ قدور درسوني، الذي فارق الحياة بمقر سكناه عن عمر ناهز 93 سنة، بعد وعكة صحية وصراع مع المرض، دام عدة سنوات ومنعه حتى من الخروج خارج أسوار بيته والالتقاء بعشاقه، محبيه وأصدقائه، حيث شيع إلى مثواه بمقبرة زواغي ظهر أمس.

برحيل الشيخ قدور الدرسوني، يكون المالوف، قد فقد آخر أعمدته وشمعة أخرى من الشموع التي أضاءت سماء الفن الجزائري، وفقد هذا الفن العريق مرجعا هاما لموسيقيي المدينة وفنانا ومدرسا، كان يضع التربية قبل الفن والتعلم.

وحسبما جاء في كتاب معجم الموسيقى الحضرية لقسنطينة، للأستاذ عبد المجيد مرداسي، فإن الراحل قدور درسوني المولود في 7 جانفي من سنة 1927، بدأ مسيرته الفنية كمغني في جوق جمعية محبي الفن، ثم الشباب الفني إلى غاية توقيف نشاطاتها سنة 1939، وقد كان تكوينه الأساسي على آلة الناي، ليظهر بعدها بالدربوكة وبالناي في جوقين يهوديين، ليلتحق بعدها بجوق خوجة بن جلول سنة 1947 حيث لازمه ولفت هناك انتباه الموسيقيين المحترفين.

الشيح درسوني، تخلى عن حرفة التجارة وتفرغ نهائيا للموسيقى بسبب ولعه الشديد بالفن، فكان يتردد على أوساط الموسيقيين المحترفين، واكتشف الزجول لدى الفنان معمر بن راشي، ثم عمل مع محمد العربي بن العمري، وظهر في عدة مناسبات ضمن أجواق مختلفة كعازف عود، قبل أن يوقف نشاطه الفني في سنة 1965 لكنه عاد بعد ذلك ضمن جوق الفرقاني ثم انفصل عنه ليؤسس تشكيلته الخاصة.

وشارك الراحل في جهود المعهد الوطني للموسيقى، لحفظ وحماية التراث الموسيقي الوطني، خاصة بمقارنته للنصوص الشعرية والموسيقية التي أصدرتها بعد ذلك الشركة الوطنية للنشر في كتاب، كما عمل كمدرس في المعهد البلدي لقسنطينة ومتوسطة خديجة، حيث فرض أسلوبه الخاص في العزف على الناي وتمكن من اكتشاف أصوات مميزة دخلت سجل المالوف بقوة، وكان الشيخ الدرسوني عضوا فعالا في إدارة الجمعية الوطنية لحماية الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية، حيث عين سنة 1999 مديرا تقنيا مكلفا بنشر نوبات المالوف وتسجيلها لدى الديوان الوطني لحقوق التأليف بقيادته للجوق المتكون من عبد المومن بن طوبال، محمد الطاهر الفرقاني وحمدي بناني.