أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أمس، بعين الدفلى، أنه سيتم استحداث هيئة رسمية مكلفة بإصدار الفتاوى وستبدأ عملها قبل نهاية السنة الجارية. وأوضح الوزير على هامش الملتقى الحادي عشر للمذهب المالكي، التي انطلق بدار الثقافة بعاصمة الولاية، أنه سيتم تقديم مقترح في هذا الشان لتتم مناقشته من طرف الحكومة. وأضاف السيد محمد عيسى، أن هذه الهيئة التي ستتكلف بإصدار الفتاوى وتوحيدها سوف يكون لها طابع علمي وديني في نفس الوقت، حيث ستضم ضمن طاقمها بالإضافة إلى فقهاء في العلوم الدينية مختصين في الطب وأخصائيين في الاقتصاد، والعديد من الميادين الأخرى. وأشار الوزير إلى أن هذه الهيئة ستكون مرجعية رسمية للجزائر في مجال إصدار الفتاوى، موضحا أن المسؤول الأول عنها سيتم انتخابه من قبل نظرائه من المفتين المعروفين في الجزائر. كما أكد محمد عيسى، أن حركات التطرف الدينية تسعى إلى زعزعة مرجعية الجزائر الدينية الوحدوية المتميزة بتبنّيها للمذهب المالكي. وأوضح السيد عيسى، في تدخله على هامش فعاليات الملتقى أن هذه الحركات "تسعى إلى أن يكون لها ضلع في الجزائر" من خلال "التشكيك في عشرات السنين من هذا الإرث الديني التابع لمذهب الإمام مالك ابن أنس". وأشار بالقول إن "أجزاء كبيرة من سكان الجزائر والمغرب العربي عامة قد تبنّوا المذهب المالكي لأجل الديناميكية التي يتميز بها، ولكونه يضع مصالحهم وانشغالهم في الحسبان"، مؤكدا أن تطبيق هذا المذهب ساهم في خلق "نموذج حياتي" للسكان. كما يرى وزير الشؤون الدينية أنه "لا وجود لتراجع للمذهب المالكي في الجزائر، الذي يعتبر أتباعه من أنصار السنّة"، مشيرا أن هذا المذهب "هو في معقله".