تنظم الفنانة التشكيلية ياسمين آرت، معرضا فرديا بعنوان: "شظايا الأحلام"، تعرض فيه  24 لوحة بتقنية الأكريليك ، رسمت في أغلبها الطبيعة بشكل معاصر وجميل. تحب الفنانة ياسمين آرت الطبيعة؛ لهذا تبتغي رسمها، لكن بإضفاء العديد من اللمسات الفنية الخاصة بها؛ لأنها تؤمن بأهمية أن يكون للفنان بصمته الخاصة، وإلا كيف لنا أن نفرّق بين فنان وآخر؟

وتعرض ياسمين لوحة "أبواب الشرق" التي اعتمدت فيها على الزخرفة من خلال رسم بهيّ للأزهار والمباني، وحتى جزء من الشمس. أما خلفية اللوحة فجاءت زرقاء غامقة، في حين رسمت في لوحة "طيور الحب" طيرين لا يمكنهما أن ينفصلا عن بعضها البعض، يضعان أرجلهما على أغصان شجرة. وفي أسفل اللوحة رسمت شراشف مطرزة، بينما رسمت في "أرض ميتة"، بقايا شجرة تتشابك أغصانها العارية ومختلفة الألوان، وسط خلفية يغلب عليها اللون الرمادي. ورسمت في لوحة "جفاف" مظلة موضوعة على رأسها؛ لأنها لم تعد تُستعمل بفعل ظاهرة الجفاف.

وغير بعيد عن لوحة الشجرة، شجرة أخرى رسمتها ياسمين في لوحة “أمل” ، بالإضافة إلى رسمة رجل بدون ملامح، يفتح ذراعيه باتجاه طفل بدون ملامح أيضا؛ رمز لمواصلة المسار جيلا بعد جيل.

أما لوحة "نظرة غائبة" فرسمت فيها الفنانة وجه امرأة بدون ملامح أيضا. ومع ذلك نشعر أنها تنظر إلينا والحزن يغمر محياها. بالمقابل، رسمت في لوحة "قلب محطم"، قلبا منقسما إلى شظايا؛ وكأنها قطع من زربية بألوان وزينة متنوعة.

ولم تكتف ياسمين برسم الطبيعة، بل انتقلت إلى الفضاء، ورسمت نافذة مزينة بتفاصيل تعود إلى تراثنا العريق، مفتوحة بشكل واضح، ليظهر القمر وقد اكتمل شكله.

ولأن ياسمين تحب البيئة وتصبو إلى حمايتها وتطلب الكف عن تلويثها، رسمت لوحة "نداء المحيط"، من خلال دلفين ملوّن يرتفع في السماء. هذه الأخيرة رسمتها أيضا في لوحة لمنزل معلّق بمنطاد في حالة طيران.

وفي لوحة "السلّم تجاه السماء" رسمت ياسمين سلّما متجها إلى السماء؛ فما علاقة ياسمين بالسماء يا ترى؟ وهل يدخل ذلك في باب الروحانيات؟

ربما نعم؛ لأنها استعملت كلمة روحانية في أكثر من لوحة؛ مثل لوحة "شجرة روحانية" و"فيل روحاني" و"قطرة الخلاص".

ولأنها حامية لتراث بلدها رسمت في لوحة "بربر" زخرفة بربرية. كما لم تتجاهل الفنانة أصولها الإفريقية، فرسمت لوحة في شكل دائري، لوجه امرأة ببشرة سمراء وشعر مجعد.

"سجن جميل" هو عنوان لوحة ياسمين التي تداخلت فيها أشكال هندسية مطرزة بألوان باهية؛ وكأنها قطع قماش بدانتيلا على حوافها.

أما لوحة "نار الغابة" فرسمت"فيها نيرانا بشكل جميل فعلا؛ وكأنها قطع من زربية بألوان حمراء وسوداء، والغزلان بالقرب منها تبتغي الهروب؛ فهل تقدرعلى فعل ذلك؟

ودائما مع لون النار أي البرتقالي، رسمت لوحة عن شجرة الخريف التي تتساقط الأوراق منها بشكل عشوائي.

ولأنها تحب الألوان والزخرفة التي تزين مبانينا وألبستنا، رسمت في لوحة "الجمل"، جملا مشكّلا من قطع أقمشة مختلفة الألوان والأشكال، في حين اقتصرت في رسم بردعته، على اللونين البنفسجي والأسود. لوحات أخرى لياسمين معروضة في رواق عائشة حداد، وهي: "الجيرة" و"الأزهار" و"حرية" و"غير متطابقين"، ليتواصل المعرض إلى غاية الثاني جوان المقبل.