كتب الأستاذ المترجم بوداود عمير في صفحته على فايسبوك، عن تلقّيه هدية، تمثلت في آخر إصدارات الكاتب والإعلامي محمد زتيلي، تحت عنوان: "تفكيك وتشريح واقع ثقافي"، صدر عن  دار النشر "حسين راس الجبل" بقسنطينة، ويقع في 130 صفحة من الحجم المتوسط.

وقال عميّر إن هذا الكتاب مهم ثقافيا وإعلاميا وتوثيقيا، من حيث تناوله  وبطريقة مبسطة وسلسة بعيدا عن التنظير الأكاديمي، إشكالية المقروئية، وقضايا المنشورات الثقافية والكتاب في الجزائر، وهذا من جوانبه المتّصلة بالنشر والتوزيع والإعلام.

وأضاف أن الكتاب ينطلق من فكرة ثاقبة، تبدو غير مسبوقة على الأقل في مشهدنا الأدبي الجزائري: استفتاء نخبة من الكتّاب والباحثين الجزائريين حول مسألة المقروئية وواقع الكتاب؛ وهو ما اعتبره إشكالية حقيقية بالنظر إلى تداعياتها الخطيرة على وعينا وذائقتنا وأفقنا وتطلعاتنا، تستحق منا جميعا، المساهمة في البحث عن المبادرات والمقترحات الكفيلة بإيجاد حلول مناسبة لها قبل فوات الأوان.

وتابع أننا نعيش ظواهر سلبية تفشت بشكل رهيب، وسط مجتمعنا "ماكانت لتكون بهذه الدرجة لو أن الفرد نشأ على ثقافة المطالعة، بما توفره له من انفتاح فكري، وسعة أفق، تمكنه من حسن تقدير الأمور، وإتقان تدبير مسار حياته"، يقول الدكتور فارح مسرحي في مساهمته.

وهكذا استقبل محمد زتيلي مساهمة 25 كاتبا وكاتبة جزائريين من مختلف التخصصات ومن بينهم المتحدث. تتصدر كل مساهمة نبذة عن الكاتب مع النصّ، علاوة على إدلاء المؤلِّف برأيه من خلال تقديمه الكتاب في ضوء خبرته الإعلامية الواسعة في تشريحه لواقع النشر والإعلام، وخاصة إشكالية التوزيع.

أما مساهمة بوداود فقد تركزّت خاصة على الانعكاسات السلبية المترتّبة عن توقف استيراد المجلات الثقافية، على الوعي والذائقة، وفشل إصدار مجلة ثقافية.

للإشارة، يُعرف عن الكاتب والإعلامي محمد زتيلي الذي يملك خبرة واسعة وعميقة في ميدان الإعلام الثقافي، نشاطه الدؤوب في إطلاق المبادرات الثقافية، ومساهماته الإعلامية الثرية والمتنوعة. وسبق له أن أسّس رفقة صديقه الكاتب الراحل مصطفى نطور، الصحيفة الثقافية الأسبوعية "جسور"؛ بوصفها أول عنوان مستقل يصدر باللغة العربية في الجزائر، وهي الصحيفة التي حققت نجاحا واسعا، واستقطبت أسماء أدبية جزائرية وعربية مرموقة.