الزنيت في آخر اللمسات الفنية الخاصة بملحمة قسنطينة

350 فنانا من 29 ولاية في سباق مع الزمن

350 فنانا من 29 ولاية في سباق مع الزمن �
  • 991
إعداد: زبير.ز/ شبيلة.ح� إعداد: زبير.ز/ شبيلة.ح

تعيش قاعة العروض الكبرى الزنيت بقسنطينة، آخر اللمسات الفنية لملحمة قسنطينة التي ستعرض سهرة الخميس في الافتتاح الرسمي لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، والتي سيحضرها ممثلو 21 دولة عربية مشاركة في أكبر حدث تاريخي تعيشه عاصمة الشرق، "المساء؛ وقفت أمس، على آخر التحضيرات الخاصة بالملحمة، هذه الأخيرة التي سيشارك فيها أزيد من 350 فنانا من 29 ولاية كانوا يتدربون 18 ساعة يوميا وأحيانا حتى ساعات متأخرة من الليل.

ملحمة قسنطينة أكبر وأضخم عمل فني ـ حسب متتبعيه ـ والذي ساهم في كتابته والإشراف عليه أساتذة وباحثون على غرار الكاتب الدكتور حمادي، من جامعة الأمير عبد القادر، الذي كتب النص الأدبي، وهو عبارة عن عمل تاريخي يتضمن 05 لوحات كبيرة استعراضية وموسيقية تبرز خمس حقبات تاريخية تعاقبت على قسنطينة التي تصور ضمن كرونولوجيا متسارعة، يتم خلالها تصوير أهم مراحل بناء "سيرتا" مع إبراز أهم الشخصيات التاريخية المساهمة في ذلك، بدءا بالعهد النوميدي وإنجازات ماسينيسا ويوغرطة، ثم العهد البيزنطي ودور قسطنطين ماكسينوس، في إعادة بنائها، وستظهر لوحات مختصرة عن عهد الوندال والمسلمين الحفصيين ثم العثمانيين الذين ستخصص الملحمة جزء مهما لكل من الحكام البارزين على غرار صالح باي وأحمد باي، وكذا الاحتلال الفرنسي وصولا إلى قسنطينة والاستقلال.

وستتخلل اللوحات الفنية رقصات استعراضية على طول الركح الذي يعد الأكبر وطنيا بمساحة 600 متر مربع لأكثر من 160 راقصا قادمين من مختلف ولايات الوطن، تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 30 سنة خضعوا لتدريبات مكثفة، إضافة إلى مقاطع غنائية سيتداول على تأديتها خيرة خريجي مدرسة ألحان وشباب، وستعرف ملحمة قسنطينة الكبرى مشاركة أسماء فنية كبيرة معروفة وأخرى شابة على غرار المخرج علي عيساوي، الممثل كريم بودشيش، إبراهيم رزوق، حمزة حمودي، أحمد مامس وغيرهم، إضافة إلى راقصين ومغنيين.

العمل التاريخي الذي سيعرض سهرة الافتتاح الرسمي على مدار ساعتين من الزمن سيعتمد على أحدث تقنيات العرض الفني، حيث أكد المخرج علي عيساوي، أنه اعتمد في هذا العمل الدرامي ولأول مرة في الجزائر على تقنية السينوغرافية ثلاثية الأبعاد من أجل خلق تفاعل حقيقي بين الممثل واللوحات المعروضة، والمشاهد من خلال عرض صور ملتقطة من طبيعة قسنطينة على غرار الصخور والجسور المعلّقة وأخاديد وادي الرمال، وتعمل هذه التقنية على إبراز تضاريسها الحقيقية وهذا بعد الاستعانة بفريق عمل صيني مختص في الإضاءة لتقديم عمل متكامل وحديث، مشيرا إلى أنه اعتمد على عنصرين أساسيين، أولهما الصورة ذات الأبعاد التي ستكون بمثابة العنصر الدرامي باعتبار أن الشخصيات ستتطور طيلة العرض وفق المواقف، فيما سيكون العنصر الثاني والخاص الإضاءة التي ستؤدي دورا هاما في السينوغرافيا كديكور، وتخاطب عين الملتقي عبر رسائل معينة.

 

إضاءة عشرة معالم بعاصمة الشرق 

سيعرف اليوم الأول من الافتتاح الرسمي لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، إضاءة عشرة معالم شهيرة بعاصمة الشرق على غرار الجسور والمنازل، حيث باشرت أمس، الشركة المختلطة التونسية ـ الفرنسية، عملية تزويد هذه المعالم التاريخية بالمصابيح المعدّة خصيصا لمثل هذا النوع من الإضاءة، والذي يعمل بتقنية حديثة وهي تقنية "اللاد"، حيث يتم التحكم في تغيير الألوان بشكل ذكي عن طريق جهاز الإعلام الآلي، على أن يتم إطلاق المشروع حسب السيد محمد العلمي، نائب رئيس محافظ التظاهرة، عشية يوم الأربعاء، بشكل رمزي بعد الجولة الفلكلورية التي تتضمن مرور 22 عربة تحمل ثقافات الـ22 دولة المشاركة عبر شوارع قسنطينة انطلاقا من حي الصنوبر إلى حي باب القنطرة عبر جسر باب القنطرة إلى شارع العربي بن مهيدي، ثم عبر ساحة لابريش إلى ساحة الشهداء أمام قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، ثم المرور عبر شارع عبان رمضان إلى ساحة محمد خميستي عبر ساحة المدافع (لابيراميد) ثم جسر صالح باي. 

الشركة المختلطة التي أوكلت لها مهمة إنجاز هذا المشروع الذي أضفى لمسة جمالية على الجسور والمعالم التاريخية على غرار جسر سيدي مسيد، جسر ملاح سليمان، وجسر القنطرة ونصب الأموات وغيرها من المعالم الأخرى، عملت منذ 27 سنة على إضاءة أهم المعالم وأكبرها بدول العالم.

 

إكمالية قربوعة تسبق الحدث

نظمت إكمالية عبد الحميد قربوعة ببلدية الخروب، أمس، استعراضا تمثيليا رمزيا لافتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، بمشاركة 22 فوجا تربويا مثلوا الدول العربية المشاركة، كما شمل العرض التعريف بالرموز الثقافية وتقاليد كل دولة مشاركة، مع الكشف عن الجدارية المخلّدة للمناسبة.

وقد تم اغتنام الفرصة لتكريم بعض إطارات المتوسطة، وبعض التلاميذ النجباء بمناسبة يوم العلم المصادف لـ16 أفريل من كل سنة، وهي ذكرى وفاة العلامة عبد الحميد بن باديس.

من جهتها أطلقت متوسطة رقية بوغابة بوسط المدينة، حملتها التحسيسية التي ستجوب مختلف الإكماليات بهدف توعية التلاميذ بأهمية المحافظة على البيئة ونظافة المحيط، مع توزيع مطويات ومسابقات تحفيزية تزامنا مع تظاهرة عاصمة الثقافة العربية.

 

حملة تنظيف واسعة بوسط المدينة 

باشرت السلطات المحلية بولاية قسنطينة، أمس، حملة تنظيف واسعة لأهم المحاور التي ستعرف احتضان الاستعراض الفني الشعبي مساء اليوم الأربعاء، حيث تم الاستعانة بمعدات كل البلديات إضافة إلى معدات ولايات مجاورة من أجل تنظيف وسط المدينة وطريق المطار التي ستسلكها الوفود المشاركة في افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.

واستحسن سكان قسنطينة هذه المبادرة التي أعادت رسم الوجه الجميل لعاصمة الشرق الجزائري، وتمنوا أن تعمّم هذه الحملة على بقية الأحياء بوسط المدينة على غرار حي القصبة، رحبة الصوف والرصيف.  

 

تمثال ابن باديس لا يشبهه

استغرب عدد من مواطني ولاية قسنطينة  أول أمس، من التمثال الذي تم وضعه مقابل قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، على أساس أنه تمثال للعلامة عبد الحميد بن باديس، وهو تمثال من الرخام يصور شيخا يجلس على كرسي، حيث تعرض  بمجرد وضعه بساحة الشهداء إلى انتقادات كبيرة من طرف المواطنين، الذين قالوا إنه لا يشبه الشيخ من جهة، ومن جهة أخرى كان التمثال لشيخ طاعن في السن، رغم أن عبد الحميد بن باديس، وافته المنية وهو في سن الـ51 سنة فقط، كما فضّل بعض المواطنين عدم الخوض في تفاصيل التمثال واغتنموا الفرص لالتقاط صور تذكارية مع التمثال قبل الانطلاق الرسمي للتظاهرة.