المهرجان الدولي للمونودراما بتونس

«الراحلة».. استمرارية مشاكل المرأة

«الراحلة».. استمرارية مشاكل المرأة
  • 1885

قدّمت الممثلة تونس آيت علي من الجزائر في إطار الدورة التأسيسية للمهرجان الدولي للمونودراما في قاعة «مدينة الثقافة» بتونس العاصمة، عرضا مسرحيا بعنوان «الراحلة»، وهو عرض ممتع فكريا وبصريا، حيث جسدت الشخصية بفعلها وقدرتها على المسرح، بشكل بصري جميل، وبتقنيات متميزة وفريدة بالصوت والجسم وحتى بالتلميح. والجميل أن الموسيقى على الركح كانت حية في إبداع حسين مختار وبغدادي سلسبيل على العود. نص المسرحية لمريم علاق، سينوغرافيا مراد بوشعير وتمثيل وإخراج تونس آيت علي.

يمثل العرض المسرحي «الراحلة» المرأة بصفة عامة، ويطرح عقدة استمرارية مشاكلها، كما يطرح مشكل الزواج والطلاق المبكر، وكيفية تمرّد المرأة غير المتعلمة وغير المثقفة، وكيفية انتزاع حقوقها. وفي هذه المسرحية قدّمت الممثلة لمحة عن امرأة تمردت، ثم التقت بابنتها، لتتزوج بعد ذلك برجل ساعدها في انتزاع حقوقها بجدارة من المحكمة، لكنه في الأخير يغتصب ابنتها.

في هذا السياق، قالت الممثلة والمخرجة المسرحية تونس آيت علي لـ «المساء»، إنّ المسرح مصنوع لزرع الأمل، و»الراحلة» عرض حي من نوع كوميدي درامي، قُدم باللغتين العربية والفرنسية، وعرف جولة عبر بلدان عربية وأوروبية لمدة عامين، نال من خلالها عدة جوائز، منها جائزة أحسن إخراج وأحسن موسيقى وأحسن نص مسرحي في الأردن، وأحسن إخراج في مصر، وأحسن دور للنساء، وأحسن موسيقى في إسبانيا، وأحسن دور للنساء وأحسن إخراج في عنابة في إطار المهرجان النسوي، وأحسن دور للنساء وأحسن موسيقى في أدرار، وأحسن نص مسرحي، وأحسن موسيقى وأحسن إخراج في المغرب، وغيرها من الجوائز الأخرى.

وأوضحت المتحدثة أن تقديمها العرض المسرحي «الراحلة» في إطار المهرجان الدولي للمونودراما بتونس، جاء بطلب من إدارة المهرجان، كاشفة عن مشروع جديد قريبا.

في نفس المهرجان، قدّمت الممثلة منديلا بديبي كلاودات من الكاميرون، عرضا مسرحيا خارج المنافسة بعنوان «مادام يدوم الرجل»، وهو موجّه بالتحديد للكبار، ومقتبس عن رواية «الماء العذب» للثائرة المارتينيكية فابيان كانور، التي تعالج مشكل الأنوثة. وقام بإخراج المسرحية المخرج الكاميروني جاكوبان يارو. نص المسرحية يطرح استجوابا معلقا: «ماذا يقود المرأة إلى الرجل»؟ ويعالج موضوع امرأة تلقت تربية صعبة، التقت برجل شاب رذيل، وشاءت الأقدار أنها تعلقت به رغم أنها لا تعرف شيئا عن أحوال وشخصية الرجال. وعندما التقت بهذا الشاب برفقة عشيقته، حاولت قتله حتى تنتهي من الجنس المذكر وحتى الجنس المؤنث؛ لأن المرأة هي التي تصنع الرجل ولولاها لما كان موجودا.

وقالت الممثلة المتألقة منديلا بديبي كلاودات لـ «المساء»، إنّها قدّمت المسرحية في جولة بالكاميرون بتمويل من وزارة الثقافة الكاميرونية أكثر من 06 مرات، لما أحدث هذا العرض المسرحي من ضجة، وهي المرة الثالثة التي قدمت فيها العرض بتونس، مرتين في مدنين في إطار الطبعة الثانية للمهرجان التجريبي، وهذه المرة في إطار المهرجان الدولي للمونودراما.

ومن المغرب، قدّم مسرح «فلامونداغ» عرضا مسرحيا بعنوان «كلام الجوف»، وهو مونودراما دراماتورجيا نسائية، استنبطها الكوريغراف والمخرج المغربي عبدو جلال عن النص الأصلي لجون كوكتو «الجميلة والمتعالي»، وجسدته الممثلة المتألقة نزهة عبروق. يدور موضوعها بأسلوب مسرحي، يستند على قوة الأداء والإيقاع العالي والتحولات الجمالية للإضاءة المشهدية؛ مما يعمق الحالات الدرامية. ويطرح صراع المرأة ضد لا مبالاة الرجل، وهو صراع من أجل الوجود ومن أجل الكينونة، إذ يدخل الرجل بيته بعد ليلة حمراء ساخنة متعبا، يبحث عن قليل من الراحة داخل كرسيه الوثير، مستمتعا بقراءة جريدته المفضلة، وأمام هذه اللامبالاة تحاول الممثلة إثارته بالتهكم عليه.

قالت الممثلة نزهة عبروق لـ «المساء» إنّ مشاركة المسرحية المغربية «كلام الجوف» في المسابقة الرسمية للمهرجان، جاءت بعد انتقائها من طرف لجنة الانتقاء لتمثل المغرب في هذا المهرجان الدولي، بعد ما خلقت حدثا بالمغرب. وتأمل الممثلة المتألقة أن يعطي هذا العمل الفني إمكانية بداية جديدة للمونودراما النسائية في المغرب، حيث ستتنافس على جوائز المهرجان، إلى جانب مجموعة من الأعمال المسرحية من الجزائر، تونس، السينغال، كوت ديفوار، السودان، ليبيا، فلسطين، العراق وموريتانيا.

وردة زرقين