آلية التحرر

آلية التحرر
  • القراءات: 2196
تكتبه: أحلام محي الدين تكتبه: أحلام محي الدين
كثر الحديث عن العفن، وهيمنة الكلمات الهابطة والركض وراء الربح السريع ولو على حساب الأخلاق وتفريق أفراد البيت عند الاستماع لأغنية من الأغاني التي أطلقها أصحاب الصيحات الوسخة الجديدة في عالم الغناء، والتي تشبه إلى حد كبير فقاعات الصابون في ظهورها، ثم ضمورها لتصبح في خبر كان.
إن العديد من الغيورين على الفن يشكون ويفكرون، والكثير من الأجوبة والحلول يضعون، لأنهم يرفضون الواقع الذي آلت إليه الساحة الفنية التي باتت شبيهة بـ"ديسكو" مفتوح يدخله من يريد وتستقطب حتى من لم يقصدها، حيث تعمل كالمغنطيس في آلية الجذب بحكم أن الكثير من الأغاني الهابطة تزكم أسماعنا ونحن على الأرصفة، وهي منبعثة من السيارات التي جعلها أصحابها فضاء ممتدا لها. فمنهم من يرى أن القرصنة قضت على الإبداع، وآخر يؤكد أن دور الإنتاج وراء التسجيلات الهابطة التي باتت تحطم الذوق الفني لدى الشباب لفرضها نوعا معينا من الغناء أو أغنية خاصة بغرض تحصيل الربح السريع الذي تطلبه فئة معينة شاركت بصورة كبيرة في الانهيار الفني لأغنية الرأي التي باتت تفتقد منذ سنوات لنجم يعكسها، بعدما شهدت عصرها الذهبي في عهد المرحوم حسني ملك الرومانسية، وكذا الأمير نصرو. ولعل أهم آلية للتحرر من فعل الأغاني الهابطة السلبي؛ تحكم الضمير والتفكير في أن ما يفعل اليوم سيحصد في الغد، وأن الكم المعتبر من الشباب الذي يضيع بفعل سم الأغاني التي تشيد بـ"الحلوى" و"الخمر" هو في حقيقة الأمر مسؤول عن هلاك تلك الزهور اليانعة.