المخرج محمد زاوي لـ "المساء":

أبحث عن ناشر لكتابي المصوّر عن كينيا

أبحث عن ناشر لكتابي المصوّر عن كينيا
  • 1007

وجّه المخرج محمد زاوي عبر منبر "المساء"، دعوة لدور النشر الجزائرية إلى نشر كتاب جديد له يضم صورا ونصوصا حول زيارته الأخيرة لكينيا، مشيرا إلى أن هذا البلد الجميل يستحق أن يُخلَّد في مؤلَّف، كما دعا الجزائريين إلى زيارته.

لم يشأ المخرج والصحفي محمد زاوي أن تذهب صوره سدى، بل أراد أن يجمع أهمها وأكثرها تعبيرا في كتاب يخلّد رحلته إلى كينيا مرفقة بنصوص كتبها.

وفي هذا الشأن، طلب من دور النشر الجزائرية المهتمة بهذا الأمر وبأدب الرحلات، الاتصال به بغية تحقيق هذا الهدف المنشود. ودعا زاوي أبناء جلدته إلى تغيير وجهاتهم السياحية، والتوجه إلى هذا البلد من قارتنا الكبيرة، حاثا وكالات السفر على فتح خط نحو هذا الاتجاه.

وقال محمد زاوي لـ "المساء" إنه حينما اكتشف بعض الأصدقاء عبر "فايسبوك" زيارته لكينيا، ضحكوا وطرحوا عليه نفس السؤال: "ماذا تفعل في كينيا يا محمد؟"، فأجاب بأنه سعيد جدا بالرحلة التي قام بها، وأنه لم يندم أبدا على هذه الخطوة التي قادته إلى كينيا الغنية بالألوان، خاصة أنه من خلال الصور التي التقطها بعين المكان، تعرّف الجزائريون على هذا البلد، ويفكرون في زيارته. وأضاف زاوي أنه رد على سؤال صديقه عز الدين طهاري (صحفي ورئيس تحرير سابق في الإذاعة الوطنية بالقناة الأولى) عن سبب التقاط صوره من نافذة السيارة، مجيبا بأن هذه النافذة شكلت الإطار الوحيد الذي من خلاله يرى الناس والمدن والقرى والأشياء الثابتة والمتحركة، لأن البرنامج المسطر لهذه الرحلة لا يسمح بالوقوف في أي مكان، فمثلا من أجل زيارة حظيرة الحيوانات البرية قطع مئات الكيلومترات، وحينما توقف لم يوقف السائق سيارته إلا في مكان مخصص ومرخص لهذا الوقوف، حيث تباع كل الهدايا والتحف، وهو مكان مجهز بمراحيض وبيوت غسل نظيفة، ويلتقي فيه كل السياح الذين يتوجهون إلى حظيرة الحيوانات. وأضاف: "لم تكن النافذة نظيفة مثلما أريد، وقد تحفظت أن أطلب ذلك من السائق المرشد. لا أعتقد أبدا أن السلطات الكينية تمنع السياح من التصوير، بل يسري المنع على الثكنات العسكرية والأمنية فقط. كما لاحظت أن للسياح الأولوية في السير والحركة، بل لا يتم إيقاف سيارات الوكالات السياحية في الحواجز الأمنية التي كانت متواجدة بكثرة على الحدود مع تانزانيا، إنها اختيارات هذا البلد الذي يعوّل على الموارد السياحية في التنمية". وأشار زاوي إلى أن النظام السياحي الذي تسيطر عليه كبرى الشركات، يعمل بالطريقة التي تلبي طلب الزبائن وثقافتهم الاستهلاكية، فالكثير من السياح الذين يحلون من بلدان أوروبية أو أي مكان ثان من العالم، جاءوا إلى البحر ولرؤية الحيوانات البرية وليس لزيارة السكان المحليين، ولذلك تجدهم في هذا العالم المغلق في الفنادق وكل اللوازم موفرة لهم، ويدخلون بعدها راضين ببعض الهدايا.

كما كشف زاوي خلال رحلته هذه، نظافة الفنادق السياحية، فلا توجد ورقة على الأرض، كما أن عمال الفنادق منضبطون ويتحدثون بلطافة، ولا تجد أحدهم منزويا في مكان ويدخن؛ لأن القانون الداخلي للفنادق يمنعهم من ذلك.

بالمقابل، أكد صاحب فيلم "أنا حالة إنسانية" حبه للمشي والتيه في القرى والمدن الكينية، والتعرف على معيشة الكينيين وعلاقتهم بالحيوانات، مضيفا أنه يريد أن يعرف سبب حمل الشباب خناجر وميلهم لارتداء الأزياء باللون الأحمر. كما اكتشف أن النساء الكينيات يحضّرن أطباق الغذاء أمام بيوتهن وليس بالداخل، وأن وسائل النقل عبارة عن دراجات، قد تحمل أربعة إلى خمسة أشخاص.

ما أثار زاوي أيضا طريقة عيش وجمال نساء ورجال قبيلة الماساي، حيث كان يريد أن يتعرف على نمط معيشتهم وثقافتهم وعاداتهم، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، لأن الخدمات السياحية التي تقدمها الشركات والوكالات السياحية الكبرى لا تعطي حرية الحركة والتنقل، مضيفا أن الأيام الستة التي قضاها في فندق أنيق وجميل بضواحي مومباسا، خُصّصت للاستجمام في البحر باستثناء يوم واحد ذهب فيه رفقة باقي السياح، إلى سوق التوابل والخضر والفواكه، وزيارة حي عربي يقيم به كينيون مسلمون من جذور عربية عمانية. وأشار صاحب الفيلم الوثائقي حول آخر أيام الطاهر وطار، إلى أن أغلب الأيام التي يقضيها السياح في كينيا، تجعلهم يكتفون عادة بالاستجمام في شاطئ البحر، الذي هو تحت حراسة عمال الفندق. كما تقدَّم للسائحين جميع الخدمات، الأمر الذي لا يجعلهم يفكرون في الخروج إلى المدينة أو إلى القرية، مضيفا أن الكثير من السياح يزورون كينيا بأفكار مسبقة نتيجة مقالات قرأوها في صحافتهم أو إرشادات استمعوا إليها تعطَى لهم من الموقع الرسمي لوزارة خارجية بلدانهم، الذي يطالبهم بالحذر خاصة بعد التفجيرات التي عرفتها العاصمة الكينية منذ سنوات، وكان وراءها تنظيم الشباب الصومالي.

وعبرّ زاوي عن سعادته بزيارة كينيا، معتبرا أن هذه السفرية قربته من هذا البلد. وفي هذا يقول: "حينما كنت خارجا من المطار قالت لي مضيفة: "إن وجه بشرتك ليس غريبا علينا نحن الكينيين، وأعتقد أنني أعرف ابن عمك في مومباسا، نعم ففي مومباسا مثلا التي زرتها، تمثل نسبة المسلمين بها أكثر من 35 بالمائة".

كما تعلّم زاوي كلمة يرددها الكينيون كثيرا وهي "جامبو"، ويقصد بها التحية. وانبهر بعالم الحيوانات الذي قال عنه إنه جميل ورائع ويغير الكثير من الأشياء، ومن بينها نظرتنا تجاه الحيوانات المفترسة، مضيفا أنه استطاع التقاط صور للأسد والنمر كانا على بضع أمتار منه، محققا بذلك حلم الطفولة؛ إذ لم يكن يرى الحيوانات إلا على التلفاز. وبالمقابل قال زاوي إن الكينيين يعرفون الجزائر من خلال اللاعب زين الدين زيدان، فحينما يستفسرون عن بلد أحدهم ويجيبهم الجزائر يقولون له: "آه.. أنت من بلد زين الدين زيدان"!