الكاتبة لميس عيساوي لـ"المساء":
أتمنى أن تجسد رواياتي في عمل تلفزيوني
- 478
هي كاتبة ناشئة، ورغم صغر سنها، استطاعت أن تفرض نفسها في مجال الكتابة والتأليف، وتنافس كبار الكتاب في أكبر المعارض، على غرار معرض الجزائر الدولي للكتاب، إنها ابنة مدينة شلغوم العيد بولاية ميلة، لميس عيساوي، التي التقت "المساء" معها في هذا الحوار.
❊ من هي لميس عيساوي؟
❊❊لميس عيساوي كاتبة ناشئة من مدينة شلغوم العيد ولاية ميلة، من مواليد ديسمبر 1996، خريجة قسم علم النفس عمل وتنظيم من جامعة قسنطينة (2)، وديبلوم إعلام آلي، ناشطة ثقافية بالعديد من الفرق والنوادي الثقافية، منها "شلغوم العيد تقرأ" وفريق "بصمة أمل" الثقافي، هوايتي المطالعة والكتابة، أعشق القراءة منذ الصغر، منذ قصص "علاء الدين والمصباح السحري" و«بياض الثلج"، وهذا ما ولد فيّ حب التأليف، وبالأخص القصص والروايات القصيرة.
❊ كيف ولجت عالم التأليف والكتابة؟
❊ بداياتي كانت منذ أيام الجامعة، إذ كنت أكتب بعض الخواطر والخربشات، في سنة 2020 جمعتها كلها في كتاب واحد أسميته "بحر الهوى"، في 2021 خلال جائحة "كوفيد19" تفرغت للكتابة أكثر، في سنة 2022 بدأت المشاركة في الكتب الجامعة الورقية والإلكترونية، وتعتبر خطوتي الأولى للدخول والتوسع في هذا المجال.. في الحقيقة، أنا أعتبرها كراس المحاولة الخاص بي، شاركت في أكثر من 30 كتابا جامعا، منها الإلكتروني ومنها الورقي، بإشراف كاتبات من داخل وخارج الجزائر، في سنة 2023 توقفت عن المشاركة بالكتب الجامعة، وبدل ذلك، قررت الإشراف عليها شخصيا دعما للمواهب الصاعدة.
❊ كم يوجد في جعبتك إلى حد الآن؟
❊ الإصدارات الورقية في فئة الرواية، لدي باكورة أعمالي "ما وراء الشمس"، وهي رواية قصيرة جاءت في 111 صفحة، صدرت عن دار "المثقف" سنة 2023، تدور أحداثها في إطار الخيال العلمي والعاطفي في آن واحد، فأحداث الرواية تقع في الفضاء الخارجي، وتتحدث عن اكتشاف عوالم جديدة، لكنها لا تخلو من العنصر العاطفي، ولدي رواية ستصدر قريبا، بحول الله تعالى، تحت عنوان "شارع السلام"، وما يميز هذه الرواية أنها تحمل طابع الخيال الواقعي، وأحداثها تقع بين مدينتي قسنطينة ووهران، وأتمنى أن تعجب القراء، أما القصص فهي كثيرة، حقيقة، منها المشارك بها في الكتب الجامعة ومنها المشارك بها في المسابقات الدولية والمحلية، ومنها المنشورة بالمجلات الورقية والإلكترونية داخل وخارج الوطن، ومنها ما هو منشور في صفحتي على "مكتبة نور".
ما هي المواضيع التي تطرقت لها في كتابتك؟ ولماذا هذا الطابع بالذات؟
❊ أغلب المواضيع التي تطرقت لها في كتاباتي، والتي أكتب عنها بكثرة؛ القصص والروايات الفانتازية، وكذا القصص والروايات العاطفية، ففي رواية "ما وراء الشمس"، أتحدث عن اكتشاف عوالم جديدة، لكن الرسالة الحقيقية التي أردت إيصالها للقارئ، هي أن الحب الحقيقي موجود، ورواية "شارع السلام" عاطفية هي الأخرى، واختياري لهذه المواضيع بالذات، يعود إلى كون الشخص في وقتنا الحالي يفتقر إلى مشاعر صادقة، يقال إن الحب الحقيقي لا يوجد إلا في الروايات، ربما قد يكون حقيقيا وقد يكون وهميا، أنا عن نفسي، أؤمن بأن الحب الحقيقي موجود بغض النظر عن كمية الخذلان التي سنتعرض لها في طريقنا للبحث عنه، أحب أن أخفف عن آلام قرائي قليلا، واختياري لطابع الفانتازيا هو كوني أحب روايات المغامرة كثيرا، وأحب أن يشعر القارئ عندما يتصفح كتابي، وكأنه يشاهد فيلما أو مسلسلا، وهذا من بين الأمور التي تعمدتها في رواية "ما وراء الشمس". حاليا أكتب قصصا عن فلسطين وعن الوضع المؤلم الذي تمر به، فك الله حالهم.
❊ بمن تأثرت من الكتاب والمؤلفين؟ وهل انتهجت نفس طريقتهم؟
❊ الصراحة، ليس لدي كاتب محدد، فكل الروائيين والكتاب الذين قرأت لهم، أعتبرهم قدوتي وأخذت خبرة من مطالعاتي كلها، لكن أغلب من قرأت لهم وتأثرت بمنهاجهم، هو الكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي، إذ تعد رواية "ماجدولين" أول رواية أتصفحها في حياتي، ولمستني أحلام مستغانمي في كتابها "نسيان"، وفاتن حمود في كتابها "كذب الرجال ولو صدقوا"، هنا قررت أن أتبع منهاجهم، بإعطاء بعض النصائح في بعض قصصي، انطلاقا من تجاربي الشخصية أنا الأخرى.
❊ من كان سندا لك ووقف إلى جانبك؟
❊ كان أصدقائي أول من دعمني، فهم أول من اكتشف موهبتي ونصحوني بالتوسع أكثر في هذا المجال، خاصة بعد اطلاعهم على كتابي "بحر الهوى"، من ضمنهم صديقتي ريان، وتعتبر صديقتي إلهام السبب في دخولي مجال المشاركة بالكتب الجامعة، فهي من قامت بعمل "منشن" لي داخل مجموعة لكاتبات المستقبل، أنا في البداية، لم أكن أعلم بأن هناك مثل هذا النوع من الكتب، حتى ذلك اليوم، ومن هناك بدأت رحلتي في عالم النشر الإلكتروني، أما صديقاتي أميرة وإيناس ومروة فقد قدمن لي أكبر دعم، فهمن لم يكتفين بالدعم المعنوي فحسب، بل أيضا الدعم المادي، وأيضا صديقتي الشاعرة رتيبة لطرش وصديقاتي العاملات بالمكتبة البلدية في مدينة شلغوم العيد نبيلة وصباح، وبعد صدور روايتي "ما وراء الشمس" تلقيت دعما من كتاب كثيرين، وأيضا رؤساء بعض الجمعيات والمكتبات والنوادي الثقافية، مثل جمعية "المستقبل" الثقافية، وجمعية "شلغوم العيد تقرأ" و"أولاد أخلوف تقرأ" و"تاجنانت تقرأ" و"البشائر" و"ميلة تقرأ"، ومكتبة "قادري" وطبعا عائلتي أيضا، كل واحد منهم دعمني بطريقته الخاصة، منهم أخي الأكبر محمد الذي ساعدني في نشر رواية "ما وراء الشمس".
❊ كيف ترين واقع التأليف في بلادنا؟
❊ الصراحة.. تفاجأت كثيرا من العدد الكبير للمؤلفين هذا الوقت، خاصة بعد مشاركتي في معرض "سيلا" الدولي، تفاجأت بكمية الروايات المعروضة هناك، وأغلب المؤلفين صغار السن، وهو شيء مفرح حقيقة، أن تري أنامل صغيرة تتمتع بإبداع كهذا، وتملك خيالا واسعا لتأليف قصص جديدة في كل مرة، وربما يعود الفضل في ذلك إلى وزارة الثقافة والفنون، وعلى رأسها الدكتورة صورية مولوجي، التي تدعم الكتاب في الوسط الفني، فهي في كل مرة تعلن عن مرسوم جديد لدعم المواهب، بما في ذلك معارض الكتاب ومنتديات الكتاب وكذا المسابقات الثقافية، كجائزة "علي معاشي".
❊ ما هي طموحات لميس في الحياة؟ وهل حققت جانبا منها؟
❊ طموحي أن يقدر لي الله وأصل يوما إلى ما وصلت إليه كاثرين رولينغ، مؤلفة سلسلة "هاري بوتر"، وتتحول رواياتي إلى أفلام، خاصة رواية "ما وراء الشمس" التي كتبتها ليتخيلها القارئ فيلما أمريكيا، وأتمنى أيضا أن تصبح روايتي "أحفاد حليمة" مسلسلا جزائريا، وأتمنى أيضا أن أفوز بالمسابقات وأحصل على الدروع، بما في ذلك مسابقة "علي معاشي"، وأن تتصدر قصصي المجلات والجرائد دوما، الحمد لله، أنا حاليا ممتنة لما وصلت إليه، فقصصي تنشر بالجرائد والمجلات هنا في الجزائر وأيضا في تركيا، وقد بت أستضاف في الإذاعات أيضا، ويسعدني أنني وصلت إلى هذه المرحلة.
❊ بما نختم..
❊ أشكركم على هذه الالتفاتة، كما أتمنى أن تكون كتاباتي دوما عند حسن ظن القارئ، وأن تنال دوما إعجابهم، وأن تلمس كلماتي شيئا من قلبهم، أنا أكتب لهم ولأجلهم، تنتظركم روايات كثيرة، إن شاء الله، وأنتظر رأيكم في روايتي "شارع السلام" و"أحفاد حليمة".