عرض "قبلة الأحرار" اليوم بأوبرا "بوعلام بسايح"

أحمد رزاق يسلط الضوء على "أبطال الظل"

أحمد رزاق يسلط الضوء على "أبطال الظل"
  • 685
دليلة مالك دليلة مالك

تُعرض ملحة "قبلة الأحرار" للمخرج أحمد رزاق، مساء اليوم الخميس، أنتجتها وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، بمناسبة الذكرى 62 للاستقلال، بأوبرا "بوعلام بسايح" في الجزائر العاصمة، بمشاركة أكثر من 200 شخص من فنانين، راقصين وتقنيين، كتب النص محمد الأمين بحري، وأعد السينوغرافيا يوسف عابدي، وقد استطلعت "المساء" الأجواء قبيل العرض الشرفي.
سيصعد الخشبة 170 فنان، منهم 80 ممثلا، 30 مغنيا و60 راقصا، وقد بدأ الفريق بالعمل والتدريبات، منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، وسيدوم حوالي 90 دقيقة، بمشاركة مجموعة من الأسماء المعروفة على غرار فاطيمة حليلو، عبد النور شلوش، عثمان بن داود وغيرهم، إذ يجمع هذا العمل مختلف الأجيال، بمشاركة عدد من الأطفال ورضيع.
بالنسبة للمخرج أحمد رزاق، فإن "قبلة الأحرار" عمل ملحمي يشبه أعماله السابقة "ألا فاشهدوا" و«آية" من حيث النوع، لكنه يختلف كلية مع مضمونه، فهو لا يرصد دور المجاهدين أو الشهداء بعينهم، قد يذكر بعض الأسماء المعروفة، ولكن الفكرة هي أن يقترب من الأشخاص الذي ساهموا في تحرير الوطن في مختلف المراحل التاريخية التي مرت بها الجزائر، ولم يسلط عليهم الضوء، ليعيد بذلك فكرة أن الشعب الجزائري هو البطل، ويثمنها.
بالنسبة لمحمد الأمين بحري، فإن النص الذي كتبه، يندرج ضمن رغبة وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، في تقديم تصور عصري ومختلف، بمعالجة موضوع الثورة برؤية مختلفة، ولأنه أستاذ في الجامعة ويدرس أدب الملاحم، فإنه يمتلك القدرة على صياغة ملحمة، وفق المطلوب. وقال بحري، إن المشروع وُضع على السكة بعد اجتماع مصغر دار بين المخرج والمؤلف الموسيقي عبد القادر صوفي، وتم التخطيط في شكل هذا العمل، بناء على تصور المخرج أحمد رزاق، من خلال أربعة محاور تتعلق بالجانب الإنساني، لثورات التحرر والمقاومة على امتداد التاريخ الجزائري، ومن جانب تأصيل فكرة التحرر بالانتقال من أصول الأشياء وليس النتائج، والمحور الثالث يتعلق بدور المرأة في حروب التحرر، أما المحور الرابع والأخير، فسيسلط الضوء على اعترافات مجرمي الحرب التحريرية، بالإضافة إلى إبراز دور أصدقاء الثورة الجزائرية الأجانب، والكشف عن الجانب التضامني لهؤلاء، وإيمانهم بصدق مبادئ الثورة الجزائرية وشرعيتها.
أما يوسف عابدي الذي تكفل بالسينوغرافيا، فأكد أن اشتغاله على الملحمة، شمل الديكور، الأزياء والأكسسوار، لفترات تاريخية عديدة، منها النوميدية، إذ حاول أن يقترب من الزي النوميدي، مع إضافة لمسة فنية، أما بخصوص الحقبة الرومانية، مثلا، فوجد أن بعض تفاصيل الملابس الخاصة بتلك الفترة غير ملائمة، وقد أدركها برتوشات من إبداعه. يمر العمل أيضا على المرحلتين الوندالية والبزنطية، وكذلك الفتوحات الإسلامية، وهنا استعان عابدي بدعامة سمعية بصرية، عبارة عن شاشة عملاقة، بالإضافة إلى مؤثرات في الإضاءة والموسيقى. كما تقف الملحمة عند الحرب العالمية الثانية، من خلال حرب الخنادق، ثم أحداث 8 ماي 1945، وقبل ذلك، دخول الاستعمار من سيدي فرج في 1830، واستخدم عابدي باخرة عملاقة من صنعه، تعكس بداية الغزو الفرنسي للجزائر. أكد عابدي أن الملحمة تتناول بسرد قصص أبطال لم تقتف أثرهم الكاميرا، سيكون التركيز على الناس، وكذلك على أمهات أبطال الثورة من مجموعة الستة، ويبرز المخرج دور المرأة من خلال لوحة "العميان"، تتضمن 12 امرأة كفيفة، تلتقي نساء تاريخ الجزائر في تقاطعات مميزة.