عبد العزيز عثماني ضيف المركز الثقافي الجامعي:

أدب الخيال العلمي أكثر صدقا في وصف الواقع

أدب الخيال العلمي أكثر صدقا في وصف الواقع
  • 439
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال الكاتب عبد العزيز عثماني إن قوة أدب الخيال العلمي في تناول الواقع تفوق بكثير الأعمال الأدبية التي يتم فيها التطرق إلى القضايا الاجتماعية، مضيفا أنه تعرف على واقع مجتمعات من خلال قراءة أعمال الخيال العلمي التي تجيب على العديد من الأسئلة المتعلقة بالإنسان.

نزل الكاتب عبد العزيز عثماني ضيفا على المركز الثقافي الجامعي للحديث عن روايته "سين. القمر في قطع" التي صدرت عن دار القصبة وفاز بها بجائزة آسيا جبار 2024، صنف الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية.

قبل أن يتحدث الكاتب عن روايته، ذكر إشرافه على ورشات تكوينية في مختلف مناطق الوطن من تنظيم المعهد الفرنسي بالجزائر، مختارا في ذلك موضوع كتابة الأدب الواقعي والسحري في آن واحد، وفي هذا قال إنه اقترح على الكُتاب الشباب الابتعاد عن الأدب الذي يتم فيه تناول قضايا مادية بحتة نحو أدب يُحال الى عالم روحاني وسحري.

أما عن روايته التي تقع تقريبا في 500 صفحة، ارتأت دار النشر القصبة أن تنشر في كتاب واحد بدلا من أجزاء متفرقة، وهذا حتى تسنح لها فرصة الفوز بجائزة أدبية إما جائزة آسيا جبار أو محمد ديب وهو ما تحقق فعلا. وأشار عبد العزيز إلى بداية كتابته لروايته في فنزويلا، وهو البلد الذي عاش فيه لفترة وحاول أن يعرّف شعبه بالجزائر. كما تمّكن فيه من الكتابة عن بلده مستعملا في ذلك مخياله، ليؤكد على جمال عمران وطبيعته، علما أنه استغرق سنة كاملة لإتمام الجزء الأول من عمله. وأكد عبد العزيز رغبته في كتابة عمل في الأدب العجائبي والغرائبي لحاجة الجزائري لمثل هذا الأدب، بالإضافة الى اهتمامه بالأساطير والحضارات القديمة لإفريقيا الشمالية وكذا لمنطقة ما بين الرافدين مثل ملحمة جلجامش. واعتبر المتحدث أنه من خلال هذا النوع من الكتابة يمكننا التعريف بـ "فلكلورنا» وتغذية مخيلة الأجيال، وحتى طرح أسئلة مهمة حول الهوية مثلا، مضيفا أن عمله هذا يحمل فلسفة ناتجة عن فلسفات عديدة قرأ عنها، كما سيتمكن القارئ من إيجاد أجوبة على تساؤلات طُرحت في بداية الرواية خاصة المتعلقة بالروحانيات والإنسانية والطبيعة. معتبرا أن الأدب السحري الخيالي المبهر، قادرا على  إضفاء جمالية للأشياء ودفع لمنطق والواقع الى الخروج من حدودهما وهناك يمكن طرح العديد من الأسئلة عنهما بشكل أجدى وأعمق.

وعن بطل روايته هيفل الذي كان يعيش في عالم بسيط ليجد نفسه مجبرا لقيام برحلة طويلة رفقة صديقين له بغرض التوجه إلى مدينة مختلفة تماما عن التي كان يعيش فيها لكي يصبح حاكما لها، وهناك يكتشف عالما معقدا، فهل يتمكن من الحفاظ على براءته أمام كل العنف الذي يواجهه هناك؟ وماذا يمثل بالنسبة اليه، "سين" ذلك الحيوان صاحب القرن الوحيد؟ هل هو مجرد كائن أم أنه نتيجة صراع قديم يتجاوز مصير البشرية؟.

أما عن تقنيات السّرد المتبعة في الرواية، قال إنه في كل خيار سيفقد شيئا ما ، فلو اختار أن يكتب بصيغة الراوي الذي يعلم بكل شيء سيفقد التشويق، ولو اختار صيغة الراوي الشاهد فكيف له أن يكتب عن الأمور المجهولة التي تحيط به .؟. بالمقابل أراد عثماني التخلص من الشخصيتين اللتين رافقتا الشخصية هيفل في رحلته نحو مصيره حينما انتهت مهمتهما،  لكنه شعر بالندم لذلك وكأنه أراد التصرف مثل المستعمر الذي يضحي بكل من قضى حاجته منه ليقرر تقديم المزيد من الحياة لهما. وأشار أيضا الى اشتغاله الكبير في بناء الشخصيات الرئيسية لعمله حتى لا يشعر القارئ بالخيانة في حال وجود خلل في عملية البناء، حتى الشخصيات الثانوية اكتبها بشكل متناسق أيضا.