الكاتب حسين عبروس ضيف "منتدى الكتاب"
أدب الطفل يعاني الاستسهال والتطفل.. والجودة غائبة في النصوص التربوية
- 428
استضاف "منتدى الكتاب" بالمكتبة الوطنية، أول أمس، الكاتب حسين عبروس، للحديث عن تجربته في أدب الطفل واليافعين، مفصلا في مكنون هذا الأدب وفنياته غير المتاحة عند الكثير من الكتاب، عكس ما يتداول من أن هذا الأدب سهل ومتاح، في حين أنه يتطلب الموهبة والثقافة والمعارف والقيم وإدراك نفسية القارئ الصغير، وغيرها من أدوات الإبداع.
أشار ضيف المنتدى، إلى أن بعض الكتاب الكبار تعاطوا هذه الكتابة للطفل، وأبدعوا فيها وكانوا بمثابة النماذج، متوقفا عند أحمد شوقي ومحمد الهراوي وسليمان العيسى، وغيرهم.
تحدث الكاتب عبروس، صاحب التجربة الطويلة في هذا المجال، عن أدب الطفل، الذي يحتاج اليوم إلى إعادة النظر فيه ،بما يتماشى ومتطلبات وذوق القارئ الصغير، كي يكون بحق رجل (أو امرأة) الغد، متوقفا بالمناسبة، عند ظاهرة استباحة هذا الأدب من طرف كل من هب ودب، بدافع مكاسب مادية ضيقة.
في معرض حديثه عن واقع الطفل، اليوم، تأسف الضيف، عن ظاهرة تمزيق الكتب والكراريس مع انتهاء كل موسم دراسي، مؤكدا أن لذلك دوافع وأسباب، منها أننا لم نعط الطفل حقه من الرعاية والاهتمام، لا في الأسرة ولا مع المعلمين، ولا ككتاب، إلا في بعض الاستثناءات، كما أن هذا الفعل ما هو إلا انتقام من الطفل، سببه نظام مؤسسته التعليمية، مع ضعف مستويات التواصل البيداغوجي، فيحس الصغير أنه سجين يريد الانتقام لنفسه، وهي ظاهرة خطيرة ـ يؤكد المتحدث- خاصة على مستقبل الجيل، بالمقابل، اقترح المتحدث تكريم كل التلاميذ الذين يحافظون على كتبهم وكراريسهم طيلة دراستهم بالمؤسسة (طيلة الأطوار التعليمية).
عن مضمون ما يكتب للطفل في شتى الفنون، من رواية وقصة وشعر، قال الأستاذ عبروس، إنه يرفض النمطية الجاهزة في الكتابة والتصور، كأن يكون الأسد دائما هو الأقوى، والأرنب هو الأضعف، والذئب هو المحتال، فيمكن ـ حسبه ـ قلب هذه الموازين ليصبح الضعيف قويا، بالتالي إقناع الصغير بقيمة أن الضعيف لا يبقى ضعيفا دائما، يواجه الأخطار والتحديات.
استعرض الضيف مساره في الكتابة للطفل في مجال القصة والمسرحية والقصيدة الشعرية، وفي الكتابة النقدية، وله في ذلك عدة أعمال، منها سلسلة "روائع الإبداع" بـ7 قصص، وسلسلة "فتوة" ومجموعتين شعريتين، "ندى الطفولة" ومجموعة "أغنيات دافئة"، وقال إنه بدأ الكتابة في سن 12 عاما، ويتجاوز مساره اليوم العقد الرابع، كما أنه قرأ ألف عنوان عن الطفل.
أعلن ضيف المنتدى، أنه سيقدم قريبا رواية في أدب الفتيان، أما بخصوص حضور النصوص الأدبية في الكتاب المدرسي، فأشار إلى أن الحضور هزيل، معطيا مثالا عن كتاب اللغة للسنة أولى متوسط، الذي أحصى به 17 نصا مبتورا لا يوجد اسم صاحبه ولا عنوانه الأصلي، وكذلك قصيدة "العلم" العراقية التي بترت، ليبدو الموضوع عن الجزائر، فبدى من دون معنى ولا جمالية، وكذا خلط في أسماء الكتاب، فنصوص السائحي تنسب لمحمد لهراوي والعكس، وتأسف عن ردود أفعال البعض حين يقترح بعض التصحيح بلباقة.
في مجال التربية والتعليم، قال إنه كان مشروعا لوزارتي الثقافة والتربية منذ سنوات، أشرفت عليه الكاتبة ربيعة جلطي، إضافة إلى تعاونه مع وزارة المجاهدين بـ50 عنوانا أنجزه عن تاريخ الجزائر، وبخصوص التاريخ، قال إن الكتابة فيه لابد أن تتجاوز السرد، مع اعتماد الطرق الفنية وتناول جوانب غير معروفة للأحداث والشخصيات، عوض التكرار الجاف.
عن النقد في أدب الطفل، ذكر الدكاترة أحمد منور ومحمد مرتاض وعبد القادر عميش والعيد جلولي، كذلك بالنسبة لكتابه في هذا الفن، وهو "أدب الطفل وفن الكتابة"، الذي انتشر عربيا، وقريبا سيصدر "تجليات الكتابة في أدب الطفل واليافعين".
عن صناعة كتاب الطفل، قال إنها رائجة في كل العالم، بينما في الجزائر تحتاج دور النشر إلى تجاوز فكرة الربح السريع، مع اعتماد لجان قراءة كفؤة، وقال أيضا بأن في الجزائر لدينا ناقدا في أدب الطفل وكاتبا أيضا، وحتى طبيب أطفال، لكننا لا نملك رساما للطفل، في حين أن الصغير يتأمل الصورة واللون قبل الكلمة، معطيا أمثلة من الواقع عن ذلك.
تحدث عبروس أيضا عن تجربته الرائدة في الخيال العلمي، منها قصته عن زراعة قرنية العين لمكفوف "براعة الاختراع"، وهو في هذا الأدب، يعتمد على البحث والتحري والمادة العلمية وليس الخرافات. في الأخير، قرأ الضيف مقاطع من بعض أعماله، منها نص عن تعلم الرسم و«يا طائري ما أجملك" و"نخيل الجنوب" و"إلاهي"، والقصة الشعرية "الحمامة والمزارع".