تواصل معرض "وصلة" بالمعهد الفرنسي بالجزائر

أعمال فنية لإقامات بغرداية والعاصمة ومرسيليا

أعمال فنية لإقامات بغرداية والعاصمة ومرسيليا
  • القراءات: 1028
 لطيفة داريب لطيفة داريب

يُعد معرض "وصلة"، الذي يحتضنه المعهد الفرنسي بالجزائر، إلى غاية الثلاثين من الشهر الجاري، ثمرة ثلاث إقامات نُظمت في الجزائر العاصمة وغرداية ومرسيليا، ونسخة موسعة من معرض "عبور"، الذي تم تقديمه بمرسيليا عام 2023.
تعمل جمعية "سوسباندس سبياسس" (المساحات المعلقة) منذ عام 2019، على فكرة العبور، من خلال اختيارها لمدن عالمية ونسج علاقات بينها وإبراز خصائصها العمرانية والثقافية، ليتم اختيار غرداية على هذا الأساس، التي تعتبر مدينة قديمة وعريقة تاريخيا وثقافيا وتراثيا، تتمسك بصلابة أعرافها الاجتماعية وتقاليد سكانها، وفي نفس الوقت، تواجه قضايا ملحة في عصرنا هذا، متعلقة بحماية البيئة وتطوير الاقتصاد.
وهكذا ألهمت غرداية أعضاء الجمعية عام 2021، ليتم زيارتها عام 2022، بعد أن مكثوا أسبوعين في الجزائر العاصمة، التي التحقوا بها بالقارب، انطلاقا من مرسيليا، ليعودوا إلى الميزاب هذا العام، ويلتقى هناك الباحثون والفنانون الذين أثروا النقاش حول هذه المدن المتقاطعة.
كما قاموا أيضا بعرض تجاربهم في هذا السياق، التي ترجمت في صور وفيديوهات وأسطوانات صوتية وحوارات ومنحوتات ورسومات مصغرة ولوحات وملاحظات وغيرها، تعرض حاليا في فعالية "وصلة".
تتشكل هذه المجموعة من 25 اسما وهم: قادر عطية، أرييلا عائشة أزولاي، مهدي عزوز، آية بن ناصر، عديلة بن جعاي زو، مونية بوعلي، جون كلود شيانال، أليسيا دو بياز، مارسال ديناهي، أنجيلا فيريرا، كاميلا فيالهو، مايدر فورتينو، منير قوري، فاليري جوف، جان كوب، مراد كريناه، دانيال لو، اليزابيت لوفري، أمينة منيعة، سميرة نقروش، فرانسواز بارفي، ليديا سعيدي، ستيفان ثيدي، سمير تومي، إيريك فالات، كامي فاران، لياس فرجاس، وكريستوف فيار.
بالمقابل، يتواصل معرض "وصلة" إلى غاية 30 سبتمبر الجاري، تشارك فيه أنجيلا فيريرا برسومات ومنحوتة خشبية عن الإذاعة الجزائرية، التي أنشئت في فترة الاحتلال الفرنسي في 16 ديسمبر 1956، كما تم إنشاء محطة أخرى للبث من الجزائر العاصمة إلى البرتغال، ضد الديكتاتورية الفاشية التي سادت في ذلك البلد. وبعد الاستقلال، عرضت الجزائر على المنفيين البرتغاليين المقيمين في الجزائر، إمكانية بث إذاعة تحرير من الاستديوهات الجزائرية، وهو خطوة غير مسبوقة في الكرم السياسي ومساهمة دولة إفريقية في تحرير بلد أوروبي.
كما أبرزت الفنانة قدرة الجزائريين على مراوغة الجيش الفرنسي الاستعماري، حتى لا يتم القبض عليهم، من خلال الاعتماد على شاحنات متنقلة، يبلغ نصف قطرها 70 كلم، تبث من خلالها البرامج الإذاعية.
ودائما مع المنحوتات الخشبية، نجد منحوتة أو "ماكات" أمينة منيعة، الفنانة التي شاركت في العديد من المعارض الدولية، من بينها نيويورك وباريس، تهتم جدا بتحويل الفضاءات العامة بشكل فني، وهو ما أنجزته في هذا المعرض، من خلال تحويل بيت جزائري إلى تحفة.
من جهتها، اختارت عديلة بن جعاي زو، فن التركيب الصوتي للتعبير عن إعجابها الشديد بغرداية، أبرزت من خلاله طريقة استغلال سكان غرداية للماء، مشيرة إلى معاناتهم من شح هذا العنصر الأساسي في الحياة، إلى حين قدوم أمطار غزيرة كل خمس سنوات، وإنقاذ نخيل غرداية.
وذكرت في ورقة تعريفية بعملها، أنه في وقت هطول الأمطار الغزيرة، تثقب الجدران بفتحات، ولكي يحصل الجميع على ما يحتاجونه من المياه، ، تقوم لجنة محلية بحساب عرض كل فتحة باستخدام نواة التمر.
أما الفنان لياس فرجاس، فيشارك في هذه التظاهرة بمجموعة صور عن غرداية، بالأخص أرضها التي قال، إنها تضم في أعماقها مياها غزيرة، مشيرا إلى أن الجيولوجيا المميزة للصحراء، هي فرصة أخرى للتحرر من صور وأساطير السوق العالمية ووعودها وخيباتها. وأن هذا العمل هو محاولة فنية لمعالجة مسألة العيش، على مستوى المدينة والهندسة المعمارية، أي على مستوى الإقليم، والثقافات المستقرة والبدوية، وعند تقاطعات الجيولوجيا والتكنولوجيا والأنثروبولوجيا في هذه المنطقة الساحرة.
بدورها، قدمت سميرة نقروش عملا في الفن التركيبي، يجمع بين الكلمة المعبرة واللوحات المرسومة بتقنية الأركيليك، حول موضوع ضريح عمي براهيم بتيجنانت، وكتبت في ورقتها التعريفية، أن الضريح كمساحة للتأمل والتواصل مع الأحياء، ولكن أيضًا مع غير المرئي. فهو فضاء يربط بين الصوفي والدنيوي، تتداخل فيه عدة مستويات من المعتقدات.