محاضرون يتحدثون عن الفنان الراحل في ندوة:
أعمال لزهر حكار التشكيلية مصادر وثائقية
- 535
أكد الباحث في تاريخ الفن والعمارة، نصر الدين حدرباش، أول أمس، خلال مشاركته في ندوة نقاش حول مسيرة الفنان التشكيلي الراحل لزهر حكار (1945-2013)، بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، في الجزائر العاصمة، أن منجز رفيقه الرسام الراحل الفني، يُعد، في معظمه، مصادر توثيق لفترة من فترات تاريخ الجزائر وذاكرتها.
أضاف الباحث أن حكار جعل من الحبر الصيني حبرا سحريا، ينقل ذاكرة الناس عبر الوجوه التي يرسمها، متميزا في استعمال القناع، وقناع القناع، مشيرا إلى أن له أبجدية صنعها لنفسه في رسم لوحاته، فهو ليس فنانا يعتمد على الرمز، بل على التصميم كعناصر تؤثث أعماله المتميزة. وأشار المتحدث أيضا، إلى أن حكار كان يتمتع باختيار مواضيعه الثابتة، يأخذها من الذكريات، ليس بالضرورة ذكريات قديمة، وقوة أعماله تتمثل في كونه لم يتجاهل أبدا ما كان يدور حوله من أحداث.
من جهته، تحدث الفنان التشكيلي عكاشة طالبي عن الراحل، بوصفه الرجل الذي كان يبحث عن الحقيقة في وجوه الناس، وكان يقدمها بلمسة عصرية، لها أبعادها العالمية، مؤكدا من جهته، أن أعمال حكار الفنية حاكت الواقع من تعابير الوجوه التي كان يرسمها. في هذا الشأن، أوضحت الناقدة الفنية نضيرة العقون، أثناء تقديم قراءة لبعض لوحات لزهر حكار، أن أعماله تتميز بإظهار الجانب المحزن والمظلم للرجل، وتضم معظم لوحاته، مجموعات وثلاثيات وثنائيات للوجوه التي لا تعبر أبدا عن السرور. وأكدت أن عنصر الوجوه بالنسبة إليه يعبر عن أحاسيس، وأشارت إلى أنها لاحظت تشابه بعض التفاصيل في لوحاته، هي غير مكررة، وإنما تبدو امتدادا لأعمال سابقة.
للإشارة، يتواصل المعرض الفني للراحل لزهر حكار، الذي ينظمه المتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر، إلى غاية 31 أوت 2024، بالمتحف الوطني للفنون الجميلة، ولزهر حکار من مواليد 13 ديسمبر 1945 بخشلة، درس بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة (1966/1963)، وفي 1986 قرر أن يكرس نفسه للرسم الزيني، وعرض أعماله في الجزائر والخارج.
عند حكار، الشكل الإنساني الخيالي يسكن كل أعماله، إنه يتكرر بصفة دائمة، لم يتخل عنها الفنان طوال حياته، واضعا الرموز الأمازيغية والنقوش العربية والعلامات الإفريقية المستمدة من الموروث الثقافي المغاربي والأمازيغي، وغيرها من العلامات والدلالات التراثية، كالرموز والأوشام البربرية التي تشي بذاكرة أوراسية لا تزال حية، ليصنع بذلك سحره الخاص الذي يخاطب العالم ويحكي مآسي التاريخ. وكان آخر معرض له أقيم بالمتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر، بعنوان "عبور الذاكرة" من نوفمبر 2012 إلى فيفري 2013.