تواصل عروض المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران

أفلام تشرّح الراهن العربي

أفلام تشرّح الراهن العربي
  • 720
استمر عرض مختلف الأفلام المبرمجة طيلة يومي الخميس والجمعة الماضيين، في إطار الدورة الثامنة من مهرجان وهران، التي اختير لها 38 فيلما ممثلا لـ17 دولة عربية منها 12 فيلما طويلا و14 فيلما قصيرا و12 فيلما وثائقيا، بالإضافة إلى الاستمرار في عرض الأفلام الـ13 خارج المسابقة والتي تحتفي كلّها بالذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية. في فئة الأفلام الطويلة، تمّ عرض الفيلم المصري المعنون ”بتوقيت القاهرة” الذي أخرجه أمير رمسيس، وبطولة نور الشريف وميرفت أمين، ويحكي في 115 دقيقة يوميات القاهرة في يوم واحد من خلال ثلاث حكايات تربطها خيوط تشكّل لحظة مصيرية في حياة ست شخصيات تحبكها ليلى السماحي، وهي ممثلة معتزلة تبحث عن سامح كامل وهو آخر ممثل قامت بأداء دور معه قبل قرارها الاعتزال بعد صدور فتوى دينية غير رسمية، وتؤكّد أنّ الممثلين اللذين يلعبان دور زوجين في فيلم واحد يصبحان متزوجين في الواقع، لأنّ المشاهد أصبح شاهدا على العقد وهو ما يجعل الممثلة ليلى، تبحث عن الطلاق من عقد الزواج الوهمي، وإلى جانب هذا يجد حازم، تاجر المخدرات نفسه متوّرطا مع عصابة ويهرب منها إلى القاهرة ليلتقي أثناء رحلته بالعجوز يحيى، المصاب بداء النسيان فتنشأ علاقة إنسانية على الطريق ما بين الشاب المحب للكذب واختلاق القصص والعجوز.
أمّا الفيلم الطويل الثاني الذي تمّ عرضه فبعنوان ”راني ميّت” للمخرج الجزائري لطفي بوشوشي، بدعم من برنامج ”إنجاز” الإماراتي، من بطولة عمر شوشان، وإسماعيل بوداود، وتدور القصة في 95 دقيقة حول عمر سارق السيارات الذي يطلب منه ابنه ذات يوم أن يشتري له قناع ”غوريلا” للتمثيل المسرحي المدرسي، ولأنّ الوالد لا يملك المال الكافي يسرق سيارة بداخلها حقيبة مليئة بالنقود قبل أن يعرف أنّ صاحبها قاتل معروف، ولن يتركه سالما مهما طال الزمن أو قصر.الفيلم الثالث الذي تمّ عرضه في فئة الأفلام الطويلة بعنوان ”الرابعة بتوقيت الفردوس” للمخرج السوري محمد عبد العزيز، وأسندت البطولة لسامر عمران، ومحمد آل راشي ونوار يوسف ورنا ريشة، تدور وقائع الفيلم في 120 دقيقة حول سبع شخصيات تتقاطع مصائرها خلال يوم واحد في مدينة دمشق المتأرجحة بين الحياة والموت، ويقدّم المخرج عوالم الشخصيات التي تعيش المعاناة السورية عبر شخصية موسيقي سوري تعرّض للاعتقال مدة 15 سنة بعد وشاية أقرب أصدقائه والفتاة المصابة بالسرطان والمغرمة به، وحكاية الحب المتأرجحة على سرير العلاج الكيماوي، بالإضافة إلى حكاية العائلة الكردية المتكوّنة من الزوج والزوجة والولد والجد المسن الذين يحاولون الوصول إلى المستشفى، والمواجهة الصادمة بين الفتاة المريضة والوالد القادم من عالم السلطة.
الفيلم الرابع الذي تمّ عرضه إنتاج جزائري - فلسطيني ”عيون الحرامية” للمخرجة الفلسطينية نجوى النجار، وبطولة خالد أبو النجا وسعاد ماسي، وسهيل حداد، إذ يحاول البطل بعد عشر سنوات قضاها في المعتقل أن يجد ابنته المفقودة ويقوده طريقه إلى العمل في بلدة نابلس، كمختص في شبكة المياه ليكتشف التلاعب في شبكة المياه من طرف مديرها الذي يعمل كلّ ما في وسعه لتحقيق مآربه الشخصية.
الفيلم الآخر الذي تمّ عرضه على الجمهور هو فيلم ”الزيارة” من 106 دقيقة للمخرج التونسي نوفل صاحب الطابع من بطولة غازي زغباني، ونادية والي وصالح مصباح، ويتناول قصة الشاب يوسف، وطفولته المأساوية التي جعلته يعيش يتيما ويعاني من مرض فقدان الذاكرة، بحيث يتعرّف إلى فتاة جميلة جذّابة لكنها غامضة، الأمر الذي ساعد البطل على استرجاع ذاكرته المفقودة والعمل المضني على الغوص في الماضي المنسي، ليكتشف أثناء عمله منزلا قديما وخربا في المدينة العتيقة، لتنطلق بعد ذلك رحلة البحث في الذاكرة والسعي إلى استحضار الماضي، ما جعل البطل يوسف، يتردّد كثيرا على المنزل ويخبره أحد شيوخ الطرقية بأنّ المنزل المهجور مسكون من طرف جن منذ أكثر من 30 سنة، رافضا أن يفصح عن المزيد من المعلومات وكأنّه يريد التخلّص منه أو غير ذلك.  
أما فئة الأفلام القصيرة التي تمّ عرضها بقاعة متحف السينما، فكانت البداية بالفيلم المغربي ”دم وماء” من 30 دقيقة للمخرج عبد الإله الجوهري، الذي يتناول المقاربة الفنية لعنصري الماء والدم، بحيث يدلّ الماء على نبع السلم والحياة بينما يدلّ الدم على العذاب، وكيف أنّه في عيد الأضحى المبارك يختلط الماء بالدم، وتنساب الذكريات المؤلمة لدى الطفل والأب والأم لتكون اللحظة احتفاء بالتقاليد الدينية ومختلف الأعراف الاجتماعية.
أمّا الفيلم الثاني الذي تمّ عرضه فهو فيلم ”الإمارة” من 30 دقيقة للمخرج الليبي مؤيد زابطية، ويتعرّض لحكاية الشاب الليبي الناشط في المجتمع المدني الذي يتعرّض للخطف والسجن والتعذيب نتيجة تحدّثه عبر إحدى القنوات التلفزيونية عن قضايا حقوق الإنسان في السجون الليبية، وتعرّفه داخل السجن على مختلف الميليشيات ومعتقداتها القبلية والدينية، واستغلال كلّ تلك الجماعات في خدمة المصالح الشخصية الضيّقة من أجل السيطرة على زمام الحكم.
الفيلم الآخر الذي نال رضا الجمهور هو بعنوان ”ابتسم أنت تموت” من 20 دقيقة للمخرج السوري وسيم السيد، الذي يصوّر مختلف العوالم الداخلية للمصور الفوتوغرافي وأزماته الشخصية من خلال يومياته الصعبة، لتكون مدخلا للحديث عن أزمة عامة يتم من خلالها تقديم العديد من الاقتراحات للتأمل في راهن الوضع السوري.