الكاتب سليم سوهالي لـ"المساء":
أقدّم شهادات ووثائق حصرية في "الحركة الوطنية في باتنة.. "
- 861
أعلن الباحث والمؤرخ سليم سوهالي لـ«المساء" ، عن صدور كتابه الجديد "الحركة الوطنية في باتنة قبل وأثناء ثورة التحرير"، الذي ألّفه رفقة الأستاذ عبد الحميد مراردة نجل المجاهد مصطفى مراردة المدعو "بن النوي".
قال الكاتب سليم سوهالي لـ"المساء" إنه ألّف هذا الكتاب الجديد رفقة ابن المجاهد مصطفى مراردة قائد الولاية الأولى. ويضمّ شهادات ووثائق جديدة لم تُنشر من قبل، بالإضافة إلى احتوائه معلومات جديدة عن منظمة "السيف الأسود" التي أنشأها بشير شيحاني، ومعلومات أخرى عن دور بعض الأحزاب والشخصيات الوطنية في نشر الوعي الثوري قبل الثورة وخلالها، وكذا شهادات عن مؤتمر طرابلس، وما جرى في تلمسان، ودخول جيش الحدود وغيرها، معتبرا هذا الكتاب إضافة للمكتبة الوطنية المحلية، وللتاريخ الجزائري.
البدايات والقادة
بالمقابل، كتب الدكتور يوسف مناصرية مقدّمة الكتاب الذي يقع في 322 صفحة والصادر عن دار النشر "كاريزما"، أنّ المؤلِفين تناولا جذور الحركة الوطنية عموما، وباتنة خصوصا، حيث يطّلع القارئ على البدايات الأولى لظهور تيارات الحركة الوطنية بالجزائر وخارجها، مع ذكر أهم قادتها؛ أمثال الأمير خالد، والمنتخبين، وقدماء المنتمين للتيار النقابي في المهجر. بعدها يستعرض المؤلفان أهم الأحداث التي تميّزت بها ثورة الأوراس سنة 1916، مع ذكر أبرز قادتها، وأسباب اندلاعها، وأهم نتائجها.
وتابع أنّ المؤلفين تطرّقا أيضا لأشكال المقاومة السياسية في الوطن عموما، وباتنة خصوصا، مع الإشارة إلى أهم رجالها آنذاك. كما ذكر أهم التيارات في تلك الفترة، وهي التيار المتمثل في المنتخبين المسلمين، ونشاط التيار الشيوعي الجزائري، وبعض أوجه هذا التيار في باتنة، بدون إغفال النشاط النقابي بباتنة في إطار صفوف الكونفدرالية العامة للعمال، وحزب الشعب الجزائري، وحركة انتصار الحريات الديمقراطية، مع التركيز على هيكلها التنظيمي في باتنة، وفروعه.
ومن بين الأحزاب التي ورد ذكرها أيضا في هذا الكتاب، نجد حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري ونشاطاته بباتنة، والحركة الكشفية في باتنة وضواحيها وما قدّمته من كوادر للحركة الوطنية. وبالمقابل، خُصّص باب في الكتاب لمجازر 8 ماي 1945، مع ذكر أهم الأحداث التي وقعت بباتنة وضواحيها، حسب شهادات بعض من عايشوا تلك الحقبة.
وجاء في الكتاب أيضا ذكر للمنظمة السرية الخاصة شبه العسكرية، ونشاطاتها بالأوراس، وانتخابات 1951، علاوة على قضية الأخوين مشلق بباتنة، اللذين انفجرت بمحلهما قنابل خبأها مصطفى بن بولعيد هناك يوم 16 جويلية 1953 عن طريق الخطأ، علما أنها كانت مهيأة للثورة، وعن كيفية تعرّضهما للتعذيب والتنكيل.
وتناول الكاتبان المرحلة الهامة التي وُلدت فيها اللجنة الثورية للوحدة والعمل، وموقف الأوراسيين من الصراع الذي كان دائرا بين صفوف الحركة الوطنية، خاصة بين المركزيين ومصالي الحاج. ثم تطرقا لمجموعة 22، واجتماع الحسم، فاجتماع شهر أفريل بباتنة 1954 لقادة الثورة بالأوراس، وليلة ثورة الفاتح نوفمبر بباتنة، مع تخصيص جزء من الكتاب لباتنة المدينة، ونشاط الفدائيين بها خلال ثورة التحرير.
التذكير بمناضلين منسيّين
أما عن الشق الثاني للكتاب فقد خصّصه الكاتبان لشهادة المجاهد مصطفى مراردة، عن نشاط الحاج لخضر، ومناضلي الحركة الوطنية قبل الثورة وبعدها في باتنة.
وقد أدلى المرحوم في أواخر حياته، بعدّة قضايا تخص تلك الأحداث التي ظهرت إلى السطح بعد انعقاد مؤتمر طرابلس ليبيا (25 ماي - 7 جوان 1962)، وما نتج عنه من خلافات بين قادة الثورة، وكيفية تسوية أزمة 2 أوت من نفس السنة، والتي شكّلت أول حكومة للجزائر المستقلة.
كما تم من خلال ملاحق الكتاب التذكير بأربعة مناضلين طواهم النسيان، وهم المناضل المجهول قادري عمار بن بلقاسم (1884 - 1921) الذي شارك في ثورة الأوراس بعين التوتة سنة 1916، وحُكم عليه بالسجن لمدة سنة مع 28 آخرين رُحلوا سيرا على الأقدام إلى سجن آفلو بالأغواط. وبعد عام أطلق سراحه فعاد إلى بيته بأولاد شليح. وبتاريخ 19 ماي 2021 تم اغتياله بمدينة باتنة.
أيضا المناضل الكبير محمد بلقاضي المدعو حمو بن براهيم (الشهيد المغاربي) وخيانة حزب الاستقلال بزعامة علال الفاسي، من خلال ما سجّله المؤلفان نقلا عن مذكرات أحد ضباط جيش الأقطار المغاربية المرحوم الهاشمي الطود (مغربي الجنسية)، الذي انخرط في صفوف الثورة التحريرية الجزائرية، وأُسر من طرف جيش العدو الفرنسي بالمنطقة الثالثة (القبائل) في مستهل عام 1955. وظلّ في سجون الاحتلال إلى غاية توقيف القتال.
وكذا المجاهد المرحوم بوشكيوة يونس بن علي (1924- 1969) أصيل مدينة الشريعة بتبسة، الذي عاشت عائلته بمدينة باتنة، فناضل فيها، وساهم في تأسيس الكشافة الإسلامية سنة 1938. وارتقى في صفوفها إلى قائد كشفي. انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري، ثم حركة انتصار الحريات الديمقراطية. واستمر في نضاله إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية؛ حيث تعرّض للاعتقال. وأُودع محتشد بني مسوس بالعاصمة. وعند إطلاق سراحه غادر البلاد باتجاه فرنسا.
وانضم بنواحي مدينة ليون لخلايا جبهة التحرير. وتدرج في المسؤولية حتى أصبح مسؤول منطقة "زونال". واكتُشف نشاطه النضالي، فأُلقي عيه القبض في يوم 23 ديسمبر 1957، وأودع السجن إلى غاية 21 أكتوبر 1959. ثم أُلقي عليه القبض للمرة الثالثة بتاريخ 12 فيفري 1962. وأطلق سراحه بتاريخ 03 أفريل 1962. وتم ترحيله إلى أرض الوطن في شهر ماي.
وأخيرا المجاهد كربال أحمد بن الصالح أحد فدائيي فيدرالية فرنسا ـ وهو من مواليد 1941 بمدينة باتنة، ومن عائلة نزحت من بلدة تيلاطو قرب عين التوتة ـ انخرط في الكشافة الإسلامية بباتنة. وفي سنة 1955 هاجر إلى فرنسا مع أخيه موسى الأكبر منه سنا، فانخرط عام 1957 في صفوف جبهة التحرير الوطني فأصبح من فدائيي الثورة.
وفي نوفمبر 1961 ألقي عليه القبض وأودع السجن. وفي يوم 27 مارس 1962 تم ترحيله إلى باتنة مع 400 سجين بالطائرات العسكرية لمطار التلاغمة (حسب شهادته وشهادة النوفمبري الأسير محمد مسعودي). ومن هناك نُقلوا بالشاحنات العسكرية إلى سجن تازولت، ثم أُطلق سراحهم يوم 6 ماي من نفس السنة.