"المسرح والجامعة" في صميم نقاش أيام الديودراما الوطنية

أكاديميون بلا تجربة وممارسون بلا شهادة

أكاديميون بلا تجربة وممارسون بلا شهادة
  • 123
مبعوثة "المساء" إلى سعيدة: دليلة مالك مبعوثة "المساء" إلى سعيدة: دليلة مالك

أثارت ندوة "المسرح والجامعة" نقاشا غنيًا بين المشاركين في الأيام الوطنية الأولى للديودراما في سعيدة، أول أمس بدار الثقافة "مصطفى خالف"، عكست أهمية الربط بين التعليم الأكاديمي والممارسة الميدانية في المسرح، لضمان إنتاج جيل جديد من المسرحيين، الذين يجمعون بين التكوين النظري والخبرة العملية، وكان لبعض المتدخلين أن كشفوا غياب دور الجامعة، وضعف المستوى التكويني فيها، اليوم هم أكاديميون برتبة دكاترة، لا يعرفون باب المسرح أين يقع. 

استهل الدكتور عبد الكريم بن عيسى مداخلته، بالتأكيد على أن المعرفة الأكاديمية ضرورية للمسرحي، لكنها وحدها لا تكفي لصقل التجربة المسرحية، مشددًا على أهمية الشغف والحب والاهتمام كعوامل أساسية لنجاح أي عمل مسرحي. وأوضح أن المسرح ليس مجرد دراسات نظرية، بل هو تجربة حية، تتطلب تفاعلاً مستمرا بين التكوين الأكاديمي والتطبيق الميداني، مشيرا في السياق، إلى أن واقع الجامعة اليوم، مؤسف، وأن العديد من الدكاترة في مجال المسرح لم يشاهدوا عملا مسرحيا في حياتهم، بل لا يعرفون شكل المسرح. 

من جانبه، أكد الممثل ورئيس جمعية "النهضة الثقافية"، توفيق عبد اللاهي، على أن الموهبة تظل الأساس في ممارسة المسرح، لافتًا إلى أن التكوين الجامعي يمكن أن يعزز هذه الموهبة ويطورها، لكنه لا يمكن أن يكون بديلاً عنها. وشدد على ضرورة منح فرص أكبر للمواهب المسرحية الشابة، مع توفير فضاءات للتكوين والتجريب المسرحي.  

أما البروفيسور لخضر منصوري، فقد ركز في مداخلته، على الحاجة إلى وضع استراتيجية وطنية واضحة للتكوين الأكاديمي في المسرح، بما يراعي المواهب الشابة ويستجيب لاحتياجات المشهد الثقافي الجزائري. وأشار إلى ضرورة التفكير في خارطة تكوين مدروسة، بدل تعميم مدارس ومعاهد التكوين المسرحي بشكل عشوائي عبر مختلف الولايات.

ودعا منصوري إلى استقطاب خبرات احترافية، وطنية ودولية، للمساهمة في تحسين جودة التكوين، مع إعادة النظر في البرامج الحالية، وتحيينها بما يتناسب مع خصوصية الثقافة الجزائرية وتنوع روافدها. كما شدد على أهمية تكوين المكونين أنفسهم، عبر برامج رسكلة وتحيين مستمر، لضمان جودة التكوين ونقل معارف عصرية للأجيال الصاعدة.

من جهتها، تأسفت الممثلة فضيلة حشماوي من غياب نوادي الفنون والمسرح في المدارس التعليمية، وروت على الحاضرين تجربتها في المسرح المدرسي، التي عبرها تلقت أولى أبجديات المسرح، وتطورت فيها حتى أضحت ممثلة محترفة في مسرح وهران الجهوي، وضمن ثمار هذه التجربة، مشاركتها في عمل مسرحي، مثل الجزائر في مهرجان ببولونيا.

واصلت حشماوي حديثها عن تجربتها كمحترفة مع المخرج الراحل عبد القادر علولة، وقالت إنه كانت له طريقة مميزة في التحضير لأي عرض مسرحي جديد، لم يتوقف التلقين واستمر التكوين، وكان دائما يحدثهم عن المدارس المسرحية، أفكارها وتياراتها. وكان علولة، وفقا للممثلة فضيلة حشماوي، يأتي بمحاضرين مختصين في مجالات علم النفس وعلم الاجتماع وغيرهما، لم يكن هذا المخرج يُفوت تفصيلا يخدم العرض، تذكر واقعة أنه أحضر لها بطل الجزائر في المسايفة ليعلمها كيفية استعمال السيف، رغم أنه كان لها دور بسيط جدا في مسرحية "أرلوكان خادم السيدين".