صدر لها "الشيخ ولبحر"، رودسلي لـ"المساء":

أكتب بالدارجة اعترافا بها واعتزازا بوطنيتي

أكتب بالدارجة اعترافا بها واعتزازا بوطنيتي
  • القراءات: 296
لطيفة داريب لطيفة داريب

كشفت الكاتبة والفنانة التشكيلية راضية قوقة رودسلي لـ"المساء"، عن صدور كتابها الجديد الموسوم بـ"الشيخ ولبحر"، وهو عبارة عن ترجمة للرواية الشهيرة للكاتب إرنست همنغواي، التي تحمل نفس العنوان، إلى الدارجة الجزائرية.

أكدت رودسلي لـ"المساء"، عن تميز إصدارها الجديد الموسوم بـ"الشيخ ولبحر"، الذي يعد ترجمة للرواية العالمية التي تحمل نفس العنوان، للأديب الكبير إرنست همنغواي، والصادر عن دار النشر "نسمة" و"إبداع بوك". وذكرت الكاتبة أنها ترجمت هذا العمل من اللغة الفرنسية إلى الدارجة الجزائرية، بأسلوب سلس جميل، كما دفعت بالقارئ للتعايش مع أحداث هذا العمل، وكأنه يتقاسم مع الشيخ (بطل القصة) كل تقلباته النفسية، وحثته أيضا على التأمل في الكثير من الأمور الدنيوية، مضيفة أن هذه الترجمة تحمل عبرة وموعظة وبعدا فلسفيا.

وأشارت رودسلي، إلى ضم الرواية التي تقع في 140 صفحة، لبعض رسوماتها، علما أنها فنانة تشكيلية، حتى غلاف الكتاب من تصميمها، وهو عبارة عن لوحة فنية منجزة بتقنية الأكريليك على القماش (80على 90)، بعنوان "عمق العزيمة". أما عن اختيارها الكتابة بالدارجة، فأجابت أنها أرادت إضافة الجديد على الساحة الأدبية، التي تضم الكتب المنشورة باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية، وكذا توظيف اللسان اليومي في الأدب، مطالبة بالاهتمام بهذا النوع من الأدب، الذي سنبرز من خلاله جمال دارجتنا، وسحرها وسهولتها في الوصول مباشرة إلى قلوب القراء، كيف لا وهي لغتنا الأم التي نحبها ونعتز ونفتخر بها، ورمز من رموز شخصيتنا الجزائرية التي نتباهى بها بين الشعوب والأمم؟ -تضيف المتحدثة-.

كما اعتبرت الكاتبة أن اعتمادها على اللهجة الجزائرية في أعمالها، يؤكد أنها لغة في حد ذاتها، ولا يجب التقليل من شأنها، علاوة على اعتماد هذه الدارجة على قواعد وتراكيب لغوية وأساليب تعبيرية تميزها عن غيرها، وكذا اختلافها عن الترجمة إلى اللغة العربية، وهو ما يميزها فعلا، خاصة في مجال توظيفها للحكم والأمثال الشعبية.
وتابعت أن دولا مجاورة عرفت تطورا كبيرا في توظيف الأدب الشعبي، سواء في الزجل أو في الرواية، مثل أن أكثر مبيعات الكتب في تونس للكاتبة فاتن الفازع، التي تكتب بالدارجة التونسية، لتدعو إلى افتخار الجزائر بوطنيتها مثل الاعتزاز بدارجتها، لتتمنى تمثيل بلدنا في هذا الشأن، من خلال نيل كتبها هذا الشرف.

رغبت راضية رودسلي في أن تقدم لقراءة "المساء" مقطعا من كتابها الجديد، فقرت لنا هذا المقطع "كان يا مكان في قديم الزمان، كان عايش عجوز وحداني، بين لخليج ولخجالي اللي يحضنو شط بلاصة وسَّمْها خليج ستريم، من ربعة وثمانين يوم وليلة، ما كحَّل النَّعاس بعينو ولا فرحتو بحوته. في الربعين يوم اللُّولى، كان ديما يرافقو ولد شاب يتهلى فيه ويعينو، الشاب رجع كيما ظليلو، شاب رقيق ومشيان يا حليلو".
للإشارة، صدر للكاتبة والفنانة التشكيلية راضية قوقة رودسلي، ستة كتب وهي "سلسلة تمجيد التراث القسنطيني"، صدرت عام 2019 عن دار نشر "كنوز يوغرطة"، تضم ثلاثة كُتُب منها "لفْنِيق"، الذي يعتبر أول رواية بالدارجة في الجزائر، حسب تصريحها، تناولت فيها حرفة النقش على النحاس في زمن الماضي. كما حطت كل كتاب من السلسلة في قالب شعري.

وصدر لها أيضا مجموعة قصصية "مولات الخلخال"، كتبتها أيضا بالدارجة، بأسلوب حكواتي جميل، وكذا مؤلف "من ذكريات لالة زهيرة"، التي تعد نصوصا شعرية في الزجل والملحون، تطرقت فيها إلى التراث القسنطيني العريق بكل مكوناته. للكاتبة أيضا ديوانا زجل صدرا عامي 2022 و2023 عن دار النشر "نسمة" والموسومان بـ"كلام من شجرة السلام" و"ظل لبحر"، تناولت فيها مواضيع فلسفية وميتافيزيقية وباطنية، تتعلق بالطبيعة والكون والخلق والابداع الرباني، ووضعت لها أغلفة من لوحاتها الفنية.