سمير تومي يقدّم روايته الجديدة ويصرّح:

أكتب رواياتي بأعين شخصياتها

أكتب رواياتي بأعين شخصياتها
  • 322
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال الكاتب سمير تومي إنّه ارتأى في روايته الجديدة" أمين.. رواية خيالية جزائرية" ، الكتابة عن الإنسان بكلّ تعقيداته، وبشقّيه الأبيض والأسود. كما دعا إلى الإنصات لأصوات قد تكون على الهامش، لكنّها تدرك الحقائق أكثر بكثير ممن هم في قلب الحدث.

نزل الكاتب سمير تومي، أوّل أمس، ضيفا على مكتبة "علامات" وتحديدا بدار السلام، للحديث عن روايته الصادرة حديثا عن "البرزخ" والموسومة بـ"أمين.. رواية خيالية جزائرية".

ليس سهلا الحديث عن عمل لا يُراد منه الكشف عن تفاصيله خاصة بالنسبة لمن لم يقرأه بعد، لكن تومي قَبِل الفصح عن بعض النقاط المتعلّقة بروايته الجديدة، التي كتب جزءا منها نهاية عام 2017، ثم توقّف عن الكتابة، ليعود إليها ويصدرها مؤخّرا. وفي هذا قال إنّ الأحداث التي عرفتها العهدة الرابعة للرئيس الراحل بوتفليقة ومن ثم حملة الاعتقالات والفضائح التي طالت بعض الشخصيات، دفعت به إلى التوقّف نهائيا عن كتابة رواية تناول فيها أحداثا عن هذه العهدة؛ لأنّه شعر، كما ذكر في الندوة، بأنّه في تنافس مع الوقائع، وعليه أن يتريّث، ليتوقّف عن كتابة مؤلَّفه هذا لمدة ثماني سنوات كاملة.

وتابع تومي أنّه لم يشأ أن تغلبه الأحداث، بل ابتغى كتابة روايته كما يشاء. ومن ثم تناول ما يريده من الأحداث، فضلا عن زمان ومكان موضوع العمل، خاصة أنّه في بعض الأحيان يتجاوز الواقع مخيِّلة الكاتب فعلا. 

أما عن موضوع روايته فيحكي فيها تومي، قصة جمال كاتب، تمكّن من تحقيق شهرة، فيقترب منه رجل اسمه أمين، يطلب منه كتابة رواية عن النظام، ويقول إنّه سيساعده في الولوج إلى هذا العالم، ليستطيع الكتابة عنه.

وفي هذا السياق، أكّد الروائي أن جمال ليس ببطل، وأنه مهزوز الشخصية؛ لأنّه لو كان يملك شخصية قوية لما قبِل عرض أمين. كما استفاد من نجاح صنعته له أوساط فرنسية أوّلا، بعدما التقى بناشر في فرنسا حيث كان يدرس الرياضيات، فتم نشر روايته؛ لأنه شاب فرانكفوني جزائري وسيم. وزاد صيته حينما عاد إلى الجزائر بعد أن امتنع والده عن دفع المزيد من مصاريف إقامة ابنه بفرنسا، فتلصق بجمال صفة البطل؛ لأنّه عاد للعيش في بلده رغم الخطر المحدق به ككاتب جرّاء الوضع الأمني غير المستقر للبلد في تلك الفترة، بينما الحقيقة غير ذلك بالمرة، حتى إنّه يعيش بشكل عادي في بيت واسع جميل.

أما أمين فقال عنه تومي إنّه رسم معالمه كشخص عملي جدا، كتوم، ويراقب تصرّفاته جدا، بينما تناول، أيضا في روايته، شخصيات أخرى؛ مثل عبد القادر البنّاء، الذي تحوّل إلى رجل أعمال يشيّد العمارات التي يمكن أن تنهار في أيّ لحظة، ويؤكّد لنفسه قبل الآخرين، أنه مستفيد من النظام، وفي نفس الوقت يخدمه؛ فهو يوفّر فرص العمل للكثيرين، كما يقدّم ذرائع لتصرّفاته. وهنا توقّف المتحدث ليعبّر عن رغبته في الكتابة عن الإنسان، وتعقيداته، وكيف يمكنه أن يقدّم العديد من الحجج لتصرّفاته الخاطئة، ويحاول إقناع الآخرين بها، وربما هو أيضا مقتنع بها.

وبالمقابل، كتب تومي عن شخصية مختلفة، الحاج أكلي، الذي أعان أمين في عمله حينما كان شابا بوزارة المالية. وقد ردّ له هذا الأخير الجميل، خاصة أنّ أكلي تعرّض لمضايقات شديدة نتيجة استقامته.

ويرى سمير تومي هذه الشخصيات موجودة في العالم وليست لصيقة بالجزائر، لينتقل إلى موضوع آخر، يتمثّل في الإشاعة التي كان لها دور كبير في روايته، خاصة في عصر طغت عليه وسائط التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تنتج وتنقل الأخبار أكثر بكثير من الصحافة في حدّ ذاتها، في الوقت الذي تراجعت أصوات الباحثين والمختصين الحقيقيين، الذين حُصروا في الهامش.

وتحدّث تومي عن سبب كتابته الرواية بأسلوب مبسّط، أرجعه إلى شخصيات عمله البسيطة؛ لأنه يكتب رواياته بأعين شخصياته.