القاص والشاعر سعدي صباح ضيف "أربعاء الكلمة":
أنا بدويّ وأكتب عن البداوة
- 430
قال القاص والشاعر سعدي صباح إنه بدويّ، ويكتب عن بدويته في أعماله الأدبية التي نال من خلالها، جوائز أدبية عديدة؛ محلية منها ودولية. وأبعد من ذلك، فحتى حينما يقيم في المدينة، فإنه يظل يكتب عن البادية.
نزل الكاتب سعدي صباح، نهاية الأسبوع الماضي، ضيفا على ندوة "أربعاء الكلمة" التي تنظمها مؤسسة فنون وثقافة، وتديرها الشاعرة فوزية لارادي بفضاء بشير منتوري، قدّم فيها إصداراته الأخيرة والموسومة بـ "عرس في الزنزانة" ، و"خضراء الرّحل" ، و"حديث القبرّة".
في بداية المحاضرة، عاد سعدي إلى طفولته حينما وقع في حب الطبيعة التي كان يتنعم برؤيتها خلال سيره في الطريق الذي يربط بين البيت والمدرسة، وهكذا تعلم الشعر، بل وجد نفسه شاعرا وهو مايزال يبرح الطور الابتدائي.
ومن الشعر الشعبي إلى الشعر الفصيح، كتب سعدي عن البادية؛ عن مسقط رأسه الجلفة، وعن كل المناظر الطبيعية التي كان يمتّع نظره بها حينما كان طفلا، حتى إنه لُقب بـ "شاعر العروبة".
وتابع سعدي حديثه أنه حينما انتقل إلى المدينة نقل معه أشياءه. وواصل كتابته عن البواد، معتبرا أن معظم الأدباء وحتى الساسة، أصلهم من البادية.
وبالمقابل، أفصح عن كتابته القصة في بداية مسيرته الأدبية، بدون معرفة قواعدها، ليكتشف بعدها أنه كان ملما بقوانين كتابة هذا الجنس الأدبي بالفطرة. كما استلهم العديد من قصصه من الواقع، مع إضفاء شيء من الخيال.
وتطرق الكاتب لبدايته في النشر التي كانت من باب الصحف، لينتقل في حديثه الى الكم المعتبر من الجوائز الأدبية التي ظفر بها؛ مثل جائزة السفير الوطنية، وجائزة القلم الذهبي في القصة القصيرة، وجائزة شموع لا تنطفئ الوطنية بوهران، وجائزة الاستحقاق الدولية لناجي نعمان (لبنان)، وآخرها جائزة متون عن مجموعته القصصية "خضراء الرّحل"، مشيرا الى سعادته بالفوز بهذه الجوائز؛ لكي يؤكد للجميع قدرة بدوي على تحقيق هذا الإنجاز.
أما عن فحوى بعض مجموعاته القصصية الصادرة مؤخرا، فقال صباح إنه كتب في مجموعته "عرس في الزنزانة" ، عن قصة واقعية لرجل ثوري تم اعتقاله، ليعبّر في السياق ذاته، عن سعادته باختيار مجموعته هذه في مذكرات تخرج الماستر والدكتوراة، بينما اختار أن يكتب سيرته الذاتية "حديث القبرّة"، التي تناول فيها قصة رجل رغم كل المعاناة التي عاشها وكل الحرمان الذي قاسى منه، أصبح أديبا.
وتطرق أيضا لكتابته أشعارا لبعض المغنين مثل نجاة من الأغواط، ورحاب من حصة ألحان وشباب، معتمدا في ذلك على كلمات نظيفة، وفي هذا قال إنه لا يجد حرجا في أن ينتقل من جنس أدبي الى آخر، ومن فن الى آخر، المهم أن يكون أصيلا.
أما عن مجموعته القصصية "خضراء الرّحل" فقد كتبها معتمدا على ذاكرته، وهي عن قصة امرأة اسمها خضراء، كانت تعيش في زمن بعيد بالبادية، ولم يكن يُسمح لها بالخروج إلا للرعي، فحاول سعدي إنصافها. وحتى حينما يكتب عن انحراف المرأة لا يدينها، بل يدين المجتمع الذي أجبرها على هذه الفعلة.
وأكد القاص والشاعر أن أغلب قصصه تضم جزءا منه، يكتبها بطريقته الخاصة. ويضفي عليها من خياله، معيبا هذا الأدب الاستعجالي الذي تغص به المواقع.