تحت شعار «الثورة في أسبوع»
أيام السينما الثورية بالجلفة

- 1036

تنظّم مديرية الثقافة لولاية الجلفة بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام والمركز الوطني للسينما والسمعي البصري، أيام السينما الثورية الحاملة لشعار «الثورة في أسبوع»، والتي يتم من خلالها عرض مجموعة من الأفلام الثورية بحضور المخرجين والممثلين، وذلك في الفترة ما بين 18 إلى 24 أكتوبر الجاري بدار الثقافة لولاية الجلفة.
افتتاح هذه التظاهرة سيكون بالفيلم الحدث، «البئر» للمخرج والمنتج لطفي بوشوشي، الذي يعد سفير الجزائر إلى جوائز الأوسكار. ويصوّر في 96 دقيقة معاناة سكان قرية صغيرة معظمهم نساء وأطفال في الحصول على الماء لهم ولحيواناتهم بعد أن حاصرتهم قوات الاستعمار ومنعتهم من استغلال البئر الوحيدة في القرية.
وعمد المخرج على تجسيد تلك المعاناة في أبسط مظاهر الحياة اليومية لهذا المجتمع النسوي الذي غاب عنه الرجال إما لالتحاقهم بجيش التحرير الوطني أو لاستشهادهم، مبرزا حدة المسؤوليات الملقاة على عاتق المرأة من حماية لبيتها وأطفالها الذين أثر فيهم العطش والتواجد المهدد لعساكر الاحتلال.. وأمام استمرار الحصار ونفاذ الماء المخزن لدى الأسر وموت الماشية وظهور علامات جفاف على أجساد الصغار، تعتزم نساء القرية رفع التحدي ومواجهة رصاص قناصي الكتيبة الفرنسية المحاصرة للقرية.
أما الفيلم الذي يعرض في ثاني أيام هذه التظاهرة فهو فيلم لا يقل روعة عن الثاني وهو «فاطمة نسومر» للمخرج والمنتج بلقاسم حجاج، الذي يروي حكاية شخصية استثنائية في مقاومة منطقة القبائل للاستعمار الفرنسي، ففي 96 دقيقة، يتناول الفيلم الروائي التاريخي مصير وقدر هذه الشخصية الاستثنائية التي جسدت دورها الممثلة الفرانكو- لبنانية ليتيسيا عيدو والتي تنفى من مسقط رأسها بعد أن رفضت الزواج القسري لتنتهج سبيل الروحانية وتهتم بالسياسة حتى أصبحت تؤثر على قرارات زعماء منطقة القبائل إذ تمكّنت بحكمتها في توحيد الصفوف للوقوف ضد الغزو الفرنسي.
ويسلط المخرج الضوء على أحداث تاريخية دارت خلال 1847 إلى 1857، حيث يتطرّق كذلك إلى أحد الشخصيات التاريخية للمقاومة الشعبية الشريف بوبغلة (الذي أدى دوره الممثل الفرانكو - مغربي أسعد البواب)، هذا الرجل الغريب عن منطقة القبائل والذي يحمل نزعة ثورية استقبلته إحدى القبائل بالمنطقة ليصبح فيما بعد قائدا ثوريا يخوض المعارك.
ليليه فيلم «زبانا» من إخراج سعيد ولد خليفة الذي يتطرّق إلى أوّل جزائري يعدم بالمقصلة على يد السلطات الاستعمارية الفرنسية. وتدور أحداث الفيلم الذي يستغرق نحو 90 دقيقة من الزمن حول شخصية زبانا التاريخية الذي كان يحلم أن يصبح يوما لاعب كرة قدم، لكنه اختار أن يلبي نداء الثورة في الفاتح من نوفمبر 1954 ويستشهد من أجل حرية وطنه.
كما يتم عرض الفيلم السينمائي «الخارجون عن القانون» للمخرج رشيد بوشارب، ويستعرض الفيلم مرحلة من مراحل كفاح الشعب الجزائري التحرري سواء داخل الجزائر أو على أرض المستعمر الفرنسي، كما يسلط الضوء على مجازر 8 ماي 1945 في كل من سطيف وقالمة وخراطة التي اقترفها الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين الذين خرجوا إلى الشوارع للمطالبة باستعادة استقلالهم وسيادتهم الوطنية ليتعرضوا إلى مذابح قلما عرفها تاريخ البشرية، ويتبعه في اليوم نفسه عرض «العقيد لطفي» للمخرج أحمد راشدي الذي حاول اختزال حياة المناضل الجزائري «دجين بن علي» الذي أصبح يعرف باسمه الثوري «العقيد لطفي» انطلاقا من تاريخ اندلاع شرارة أول نوفمبر وصولا إلى لحظة استشهاده التاريخية في صحراء بشار.
التظاهرة التي تدخل في مسعى خلق شبكة من القاعات السينمائية التي أوكلت مهمتها للديوان الوطني للثقافة والإعلام، ستشهد أيضا عرض «دورية نحو الشرق» للمخرج عمار العسكري، «بوعمامة» للمخرج بن عمر بختي، «بني هندل» للمخرج لمين مرباح وأيضا «ريح الأوراس» للمخرج لخضر حمينة، «الهدية الأخيرة» للمخرج غوثي بن ددوش» وكذا «أولاد نوفمبر» للمخرج موسى حداد، إلى جانب «معركة الجزائر» للمخرج جيلو بونتي كورفو، و«سنعود» للمخرج سليم رياض.
وفي نفس السياق، ستخصّص شاحنة خاصة بالسينما المتنقلة لعرض الأفلام المبرمجة في التظاهرة في بعض بلديات ودوائر الجلفة.