قائمة التراث العالمي المعرض للخطر
إدراج دير القديس هيلاريون في غزة
- 728
أُدرج دير القديس هيلاريون في قطاع غزة، على قائمة (اليونسكو) للتراث العالمي المعرض للخطر، على ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، وكتبت المنظمة التي تعقد اجتماعا للجنة التراث العالمي في العاصمة الهندية نيودلهي، عبر منصة "إكس"، "إدراج جديد على قائمة التراث العالمي وقائمة التراث العالمي المعرض للخطر: دير القديس هيلاريون/ تل أم عامر في فلسطين".
قالت المنظمة في بيان "يعترف هذا القرار بالقيمة العالمية الاستثنائية لهذا الموقع، وواجب حمايته من المخاطر الوشيكة"، وجاء في البيان "نظرا للتهديدات الوشيكة لهذا التراث، في ظل النزاع الدائر في قطاع غزة، لجأت لجنة التراث العالمي، إلى إجراء طارئ في إطار اتفاقية التراث العالمي".
أقدم أديرة الشرق الأوسط
كتبت (اليونسكو) على موقعها الإلكتروني "تعود آثار دير القديس هيلاريون، الواقعة على تلال ساحل النصيرات، إلى واحد من أقدم الأديرة في الشرق الأوسط، وتُعد بمنزلة شهادة استثنائية ومنقطعة النظير على نشأة المسيحية في المنطقة".
وفي عام 1993، اكتشف الموقع المفتوح للجمهور منذ بضع سنوات، وأخذ اسمه من راهب ناسك عاش في القرن الرابع الميلادي في غزة، ويتضمن ردهة وحمامات، فضلا عن 4 كنائس متراكبة. وعمدت سلطات الاحتلال -التي كانت تسيطر على قطاع غزة قبل عام 2005- إلى نهب القطع الأثرية وسرقتها من الموقع، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ويضم موقع دير القديس هيلاريون، أنقاض كنيستين ومكانا للدفن وقاعات للعماد والطعام، ومرافق صحية وصهاريج مياه، إضافة إلى الأرضيات المصنوعة من الحجر الكلسي والفسيفساء الملونة والمزينة بالرسوم والنقوش المختلفة والبلاط الرخامي، وكذلك حمامات بخارية كبيرة ونافورة، إلى جانب الديماس (غرفة تحت الأرض) والمصلى وغرف الرهبان والساقية. وأوضح مدير التراث العالمي إيلوندو لازاري لوكالة الصحافة الفرنسية، أن "الطلب صدر عن فلسطين"، التي تعد اللجوء إلى (اليونسكو) "الملاذ الوحيد لحماية الموقع من الدمار في الظروف الحالية"، في ظل الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وكانت فلسطين قد انضمت بصفة عضو كامل الحقوق إلى منظمة (اليونسكو) في 2011، في خطوة دفعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعليق مساهماتها في ميزانية المنظمة الأممية، في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، ليمثل ذلك ضربة كبيرة للمنظمة الأممية. وغادرت أمريكا المنظمة الدولية في وقت لاحق عام 2017، في ظل رئاسة الرئيس السابق دونالد ترامب، وانسحبت إسرائيل أيضا من المنظمة، بزعم أنها "مسرح للعبث يشوه التاريخ، بدلا من الحفاظ عليه".
وقبل عام، عادت الولايات المتحدة رسميا إلى المنظمة الأممية، إثر تصويت خلال مؤتمر عام استثنائي للمنظمة في باريس، بعد قرابة 5 أعوام من انسحابها بدعوى "انحياز المنظمة الأممية ضد إسرائيل".
وتعرضت مساجد وكنائس ومبانٍ تاريخية ومؤسسات تعليمية وثقافية ومواقع تراثية، لأضرار بالغة خلال الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة. ويرى مراقبون أن إسرائيل ترمي من وراء من هذا الاستهداف، إلى "كي الوعي الثقافي" للشعب الفلسطيني، وقطع الصلة بينه وبين تراثه وتاريخه.
في سياق متصل، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، عن إدراج عدة مواقع أثرية في عدد من البلدان، خلال الدورة السادسة والأربعين للجنة التراث العالمي في العاصمة الهندية نيودلهي.
جاء ذلك، خلال الدورة 46 لاجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة (اليونسكو)، التي تنعقد في الفترة من 21 إلى 31 جويلية الجاري في عاصمة الهند نيودلهي، بحضور 195 دولة من دول الأعضاء المصادقة على اتفاقية التراث العالمي 1972 م.
ووافقت لجنة التراث العالمي على إدراج موقع المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية في السعودية على قائمة التراث العالمي، حيث تعد قرية الفاو الأثرية عاصمة (مملكة كندة) الأولى، إحدى الممالك العربية القديمة في نجد، ومن أهم المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية، التي تعبر عن تجسيد متكامل للمدن العربية ما قبل الإسلام. وتقع قرية الفاو الأثرية على أطراف الربع الخالي في شبه الجزيرة العربية، على بعد نحو 700 كم جنوب غربي العاصمة السعودية الرياض، وتعد من أكبر المواقع الأثرية وأشهرها في المملكة. كما أدرجت اللجنة الطريق الابياوي، الذي يعتبر أول طريق أساسي في روما القديمة، وأحد مناطق الجذب السياحي في روما بإيطاليا، في قائمتها للتراث الثقافي العالمي. ويعرف هذا الطريق أيضا باسم "ريجينا فياروم"، ويعني "ملك الطرق أو أم الطرق"، وربط في وقت من الأوقات بين عاصمة الدولة الرومانية القديمة بمدينة برينديزي، الواقعة في جنوب شرق إيطاليا.
في سياق متصل، أدرجت (اليونسكو) مناجم جزيرة سادو السابقة للذهب والفضة، قبالة الساحل الشمالي الغربي لليابان، ضمن قائمة مواقع التراث العالمي. ويعتقد أن تاريخ بدء العمل في أقدم هذه المناجم، يعود إلى القرن الثاني عشر، واستمرت عملياتها حتى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، لكنها أصبحت اليوم وجهة سياحية بارزة، تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
كما أدرج في قائمة التراث العالمي ما يعرف بـ«المحور المركزي" (تشونغتشوشيان) في العاصمة الصينية بكين، والذي يمتد لمسافة 7.8 كيلومترات بين بوابة يونغدينغ جنوبا، وبرج الطبل وبرج الجرس شمالا. وشيد هذا المحور لأول مرة في عهد أسرة يوان المنغولية (1271 - 1368)، وتقع معظم القصور والبنايات المدينة القديمة الرئيسية في بكين، على طول هذا المحور، إذ يبين الترتيب النموذجي للعاصمة الصينية.
واستعرضت لجنة التراث العالمي خلال هذه الدورة، اقتراح إدراج 27 موقعا جديدا في مناطق مختلفة من العالم، على قائمة التراث العالمي، كما ستدرس حالة صون 124 موقع مدرج في قائمة التراث العالمي، ومن بينها 56 موقعا مدرجا في قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.
من جهة أخرى، اتخذت لجنة (اليونسكو) للتراث العالمي، خلال اجتماعها الحالي في نيودلهي، قرارا يقضي بسحب منتزه نيوكولو كوبا الوطني (السنغال) من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، مستندة في قرارها، إلى الجهود المُشجعة التي بذلتها دولة السنغال، فضلا عن التحسن في حالة صون هذا الموقع الطبيعي.
يذكر أن لجنة التراث العالمي، هي اللجنة المسؤولة عن متابعة تنفيذ اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، حيث تتألف من ممثلين عن 21 دولة، تنتخبهم الدول 195 الأطراف في الاتفاقية.