خيال للنشر والترجمة
إصدارات في الأدب والترجمة والبحث
- 985
صدر لدار ”خيال للنشر والترجمة” حديثا، مجموعة من المؤلفات، تمثل ألوانا أدبية مختلفة، على غرار الرواية والقصة والشعر، وفي الترجمة أيضا، وتواصل الدار تباعا، في نشر وترويج أعمالها ضمن شعارها ”خيالك واقع”.
في كتاب ”مختارات من الشعر الشعبي”، اختارت المترجمة فاتن خلوات في هذا العمل، نخبة من الشعراء الشعبيين الذين ينتمون لحساسيات مختلفة، ونقلت نصوصهم إلى اللغة الأمازيغية، مستعينة بروحها الشعرية، فهي شاعرة شعبية لها حضور مهم في المشهد الجزائري، ووظفت موهبة ومعرفة بالترجمة، وقد يكون هذا الكتاب تجليا أولا لها يعِد بمسار طويل، تُترجم فيه خلوات أعمالا مهمة إلى لغة تتحدث بها وتكتبها وتنتمي إليها وجدانيا. الكتاب جسر تواصل بين لغتين تشتركان في التواجد على نفس الجغرافيا، وبينهما فراغات من شأن الشعر أن يسدها ويجعل التلاقح والتواصل ممكنا.
أما المجموعة القصصية ”إطلاق سراح وقصص أخرى” للكاتبة الراحلة عائشة بزيو، فتحتاج إلى توقف مطول وعميق، للكشف عن جملة من المواقف والحالات المدهشة، نصوص بزيو التي تأخر نشرها لـ22 سنة منذ رحلت في عز شبابها سنة 1998، متأثرة بنوبة ربو حادة، هي نصوص لها ما يكفي من فخامة لغوية، ورؤى سردية تتيح لها أن تتصدر المشهد الأدبي، لولا مطب الموت الذي لن يمنع ازدهار هذه التجربة. ثانيا، الوفاء الكبير والاستثنائي لشقيقة الراحلة، وهي الكاتبة حياة بزيو، التي جمعت النصوص وحافظت عليها طيلة سنوات، ثم قررت نشرها وقد وصل عدد صفحاتها إلى 240 (جزء أول).
ثالثا، تقديم المثقف المعروف بوداود عميّر للعمل بشكل خاص، وكلمة الكاتب طارق لحمادي التي أعطت إضافة مهمة، وقبل هذا، كانت مقدمة حياة بزيو بمثابة ورقة تعج بالحنين والوفاء، وجملة من المشاعر والمواقف التي تحرك القارئ وتدفعه بقوة إلى اكتشاف التجربة. في هذا الكتاب جهد معتبر لكاتبة وأخصائية نفسانية من مدينة بسكرة، غادرت مبكرا، تاركة إرثا أدبيا يستحق أن يُحتفى به.
أصدرت الدار أيضا رواية ”أسود” لعبد القادر ديلمي، تدور عن بعض الحكايات، لا يتكثف فيها الفرح، يكون عابرا، ليطغى الألم في مواقف معقدة تتوفر في سياقات اجتماعية، ترصد الرواية التفاصيل الحساسة التي تولدها، قد يكون الأسود أكثر إلهاما، كونه لونا طاغيا، في حين الأبيض -رمز السلام- يأتي فجأة ويعبر سريعا. في هذه الرواية ما يكشف جوانب نفسية غامضة لشخصيات تعيش أوضاعا استثنائية.
وفي كتاب الشعر ”توقيعات خارج جنة العذارى”، كثّف الشاعر خليفة العربي عبد الهادي المواقف والحالات المعقدة، ويختصرها في عبارات شعرية موجزة، وقد سبق أن اكتشفه القرّاء من خلال كتابه الأول ”التي لا تأتي”، الصادر عن ”خيال” خلال 2019. تجربة خليفة الشعرية أقدم بكثير من تجربته في النشر، فنصوص كثيرة كتبها في أواخر التسعينات، وقد حافظ على خط شعري يمزج بين الرؤى العاطفية والسياسية ورصد الراهن العربي. في هذا الكتاب رهانات جمالية مختلفة لشاعر يرى الحب والمرأة والعالم بشكل مختلف.
كما طرحت ”خيال للنشر والرجمة” عددا من الكتب، منها في الدراسات، مثل ”الأوامر السبع للسجود لآدم” للباحث لمين عميروش، وروايتي ”دهاليز الإلحاد” لبوعلام سعيدي، ”ما لم أكتبه من قبل” لسميحة بولبراوات، ومؤلف ”شاطئ وأمواج” لموسى بقي.