بن دودة في حديث مع وكالة سبوتنيك الروسية:

إعادة فتح المركز الثقافي الجزائري بموسكو قريبا

إعادة فتح المركز الثقافي الجزائري بموسكو قريبا
وزيرة الثقافة، مليكة بن دودة
  • 1701
د. مالك د. مالك

كشفت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة في حديثها مع وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك الذي نُشر يوم الأربعاء المنصرم، عن وجود توجه لتعزيز التعاون الثقافي بين الجزائر وروسيا، ومنه إعادة فتح المركز الثقافي الجزائري بموسكو، مؤكدة أن الأبواب مفتوحة للتعاون الذي يخدم مصلحة وثقافة البلدين الصديقين.

قالت بن دودة: "علاقاتنا بروسيا تمتد لعقود، ولا يختلف اثنان في أهميتها، وعلاقاتنا الثقافية تمتد أكثر بالترجمات والاحتفاء الدائم بثقافتينا في البلدين. وهناك ارتباط كبير للجزائريين بالأدب الروسي. وقد سمحت سنوات التبادل بإطلاع نخبة من المثقفين الجزائريين على الأدب الروسي والثقافة الروسية".

وتناول الحديث العديد من القضايا التي تعنى الشأن الثقافي في الجزائر؛ إذ أكدت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة أن القطاع الثقافي تعرض لهجمات وصفتها بـ "العشوائية" على مدى السنوات الأخيرة. كما تحدثت عن وضعية السينما في الجزائر، والعلاقات الثقافية بين الجزائر وروسيا. وقالت إن "قطاع الثقافة في الجزائر تعرّض لكثير من الهجمات العشوائية خلال السنوات الماضية، وفي الوقت نفسه لم يكيف نفسه ليرد على الانتقادات الموجهة له ولا لدفع الهجمات"، لكنها أشارت إلى مكاسب حققها القطاع على مستوى البنى التحتية، مضيفة: "نحن نحصي عددا مهما من المؤسسات الثقافية، ونقف على رأس الكثير من الدول العربية والإفريقية، لكن الذي حدث هو رعاية المنتج الثقافي من دون البحث عن نتائج، فيما أغفل المنتج والفاعل الثقافي. نحن نراجع الكثير من الوضعيات ولا نقدم وعودا، بل نواجه بالعمل. ولعل النشاط الذي شهدته فترة الحجر الصحي يدل على مقاربتنا في العمل الثقافي".

وجاء في الحوار أيضا حديث عن وضعية قاعات السينما في الجزائر الصعبة؛ حيث قالت الوزيرة: "حماية قاعات السينما في جوهر عملنا وكل المكتسبات الثقافية، خط أحمر لن نتخلى عنها". وبخصوص استغلال بعض قاعات السينما في أنشطة غير سينمائية، أوضحت بن دودة أن "القاعات تعود ملكيتها للبلديات تحت وصاية وزارة الداخلية، ونحن نراهن على تفهّم الجماعات المحلية المساعدة في رد الاعتبار لقاعات السينما وإخراجها من دائرة الإهمال والنسيان. رؤيتنا أن نشرك مؤسسات مصغرة في تسيير القاعات، ومنح الشباب فرصة لاكتساب الخبرة وإثبات قدراتهم".

وعن الأفلام المنتجة بتمويل من الخزينة العمومية التي وصفتها الوكالة بأنها لم تحظ بالاحتفاء النقدي ولا بالنجاح الجماهيري، أكدت وزيرة الثقافة أن الرهان على التكوين أكثر من ضروري، والتكوين الاحترافي هو أحد أسباب العمل الاحترافي، "لكن بخصوص السينما أعتقد" ـ تواصل الوزيرة ـ "أن الفيلم يحتاج إلى مسار غير متوفر حاليا، ليس هناك سوق ولا قاعات عرض عملية. في الجزائر يمكننا الحديث عن سينمائيين أكثر من الحديث عن سينما، يوجد انتباه عال، ومواهب مختلفة وغير سياقية. هناك أكثر من جيل وأكثر من مقاربة في عالم السينما لكن التوليفة مفقودة. أظن أن دعم أفلام لتنتهي في الأدراج فكرة خاطئة، هذا ما دفعنا إلى منح بعض الأفلام للتلفزيون الوطني لعرضها. أمرنا باستحداث تكوين يمس السينما، وستكون السنة الجامعية القادمة مزودة بما يخدم بناء أفق للسينما".

وعبّرت وزيرة الثقافة عن قناعتها بضرورة تعريف المتعاملين الاقتصاديين بأهمية الثقافة والاستثمار فيها، قائلة: "يجب أن يدركوا أن دعم الثقافة فعل متحضر، وأن المثقف مثل الرياضي، يمنح الجمهور والوطن الفخر ويرفع راية الوطن. ولكي نصل إلى ذلك يجب أن يعرف القائم على الفعل الثقافي بأنه مطالب بالتقرب من المتعامل الاقتصادي وشرح أهدافه الثقافية، ليحصل على بسبب جهل الكثير منهم بأن النشاطين متكافئان في منظور الضرائب"، حسبما أورده الحوار.