فرصة لاقتناء الكتب بأسعار مغرية في آخر يوم

إقبال قياسي للزوّار على المعرض الدولي للكتاب الـ27

إقبال قياسي للزوّار على المعرض الدولي للكتاب الـ27
  • 464
دليلة مالك دليلة مالك

شهد الصالون الدولي للكتاب في الجزائر، في نسخته السابعة والعشرين، إقبالاً جماهيرياً كبيراً منذ افتتاحه في السادس نوفمبر الجاري، وتوافد الزوّار بكثافة على أجنحة المعرض المقامة في قصر المعارض بالصنوبر البحري في نهاية الأسبوع الماضي، بصورة لافتة، وحسب التقديرات الأولية التي قدّمتها وزيرة الثقافة والفنون سجّل إلى غاية الجمعة الماضي 4,5 مليون زائر، ما جعل التفكير في تمديد مدة الصالون إلى 15 يوما بداية من الطبعة المقبلة.

تحوّلت قاعات العرض إلى فضاء نابض بالحياة يعكس شغف الجزائريين بالكتاب وحرصهم على متابعة أحدث الإصدارات الأدبية والثقافية، فمنذ الساعات الأولى للصالون، أوّل أمس السبت، اصطفّت العائلات، الشباب، والطلبة أمام بوابات قصر المعارض، ما يعكس مكانة الكتاب وأهميته في المشهد الثقافي الجزائري. وأشار عدد من زوّاره إلى أنّ الحدث يمثّل فرصة فريدة لاكتشاف تنوّع الإصدارات المحلية والدولية، فضلاً عن كونه ملتقى لتبادل الأفكار والنقاشات بين المثقفين والقرّاء، والأكثر من ذلك اغتنام الكتب التي غالبا ما يخفض العارضون ثمنها في اليوم الأخير.

 
وعُرضت آلاف العناوين التي تشمل مختلف المجالات، عل غرار الأدب، التاريخ، الفلسفة، العلوم، وكتب الأطفال، إضافة إلى الروايات العالمية التي تم ترجمتها إلى اللغة العربية. وأشاد الزوّار بالتنوّع الكبير في العروض، خاصة مع مشاركة دور نشر من مختلف الدول العربية، الإفريقية، والأوروبية، ما جعل الحدث فرصة للتعرّف على ثقافات مختلفة.

وأكّد بعض الزوّار، الذين جاءوا من ولايات بعيدة مثل وهران، بسكرة، وتمنراست لـ«المساء" أنّ الصالون الدولي للكتاب هو الحدث الأبرز في المشهد الثقافي الجزائري، وأنّهم يحرصون على الحضور سنوياً، ويفضّلون نهاية الأسبوع لقضاء حاجتهم من الكتب، لاسيما وأنّ العارضين ينزّلون من أسعارها في اليوم الأخير.

إلى جانب عرض الكتب، ضمّ الصالون نشاطات ثقافية وفكرية متنوّعة، مثل الندوات الأدبية، توقيع الكتب من قِبل المؤلفين، وورش العمل المخصّصة للأطفال. هذه الأنشطة أسهمت بشكل كبير في جذب مختلف الفئات العمرية، حيث عبّر العديد من الآباء عن سعادتهم بإتاحة مثل هذه الفضاءات التفاعلية التي تساهم في تنمية حب القراءة لدى أبنائهم.

ومن بين النشاطات التي لاقت استحساناً كبيراً، جلسات توقيع الكتب، حيث شوهد اصطفاف المئات للحصول على نسخ موقعة من كتاب محليين وعرب، مثل ما حدث مع الروائي السعودي أسامة المسلّم، كما شهدت الندوات الفكرية التي ناقشت مواضيع مثل "الموروث الثقافي في الأدب الأفريقي" و«الهويات" للأستاذ نايف بن نهار من قطر تفاعلاً لافتاً من الجمهور.

من جهتهم، أثنى العديد من الناشرين على الإقبال الكبير الذي شهدته الأجنحة المخصّصة لكتب الشباب والروايات الحديثة. وقال أحد ممثلي دور النشر المشاركة "لقد لاحظنا أنّ القرّاء الشباب يميلون بشكل كبير إلى اقتناء الروايات الحديثة التي تلامس قضايا العصر، إضافة إلى الأعمال الأدبية المترجمة". 
وفي تصريح خاص، أشار أحد الزوار الشباب إلى أنّ الصالون يوفّر فرصة للاطلاع على كتب غير متوفّرة في المكتبات المحلية، قائلاً "هنا أجد أعمالاً نادرة ومؤلّفين جدد لم أكن على علم بهم من قبل". 

رغم النجاح الكبير الذي حقّقته الطبعة الحالية، أشار البعض إلى بعض الصعوبات التنظيمية، مثل الاكتظاظ في أوقات الذروة وصعوبة التنقّل بين الأجنحة. ومع ذلك، فإنّ معظم الزوار أجمعوا على أهمية الصالون كحدث ثقافي استثنائي يعكس حيوية المشهد الثقافي الجزائري. والصالون الدولي للكتاب ليس مجرّد معرض لبيع الكتب، بل هو مساحة للتفاعل الثقافي، ولتجديد العلاقة بين القارئ والكتاب، في مشهد يعكس طموح الجزائر لتعزيز مكانتها الثقافية على المستويين المحلي والدولي.