30 فنانا يبدعون بـ"الجاحظية"

احتفاء بالاستقلال ومساندة لفلسطين في معرض تشكيلي

احتفاء بالاستقلال ومساندة لفلسطين في معرض تشكيلي
  • القراءات: 457
لطيفة داريب لطيفة داريب

"الجزائر 1830- 1962" هو عنوان المعرض التشكيلي الذي نظمته الجمعية الثقافية "الجاحظية"، بمناسبة الاحتفاء بعيد الاستقلال، وكذا مساندة للشعب الفلسطيني، لما يقاسيه من عذاب، إذ تعود نسبة 40 بالمئة من مبيعات اللوحات المعروضة إلى سكان غزة.
بالمناسبة، قال رئيس الجمعية الثقافية "الجاحظية"، عبد الحميد صحراوي، لـ"المساء"، إن هذا المعرض يشارك فيه 30 فنانا، من بينهم 22 شابا من مختلف الجامعات والمعاهد، نسبة لمجموعة 22 التاريخية، مضيفا أنه قدم في بداية هذه الفعالية الثقافية محاضرة، قارن فيها بين المقاومة الجزائرية ونظيرتها الفلسطينية.
يضم المعرض الذي نظمه شلة من الشباب، مجموعة من اللوحات وتحفا أخرى متنوعة، مثل خريطة الجزائر المصنوعة من الإسمنت والطين بتقنية ثلاثية الأبعاد، الموقعة من طرف الفنانة ريان عمارة، التي ذكرت لـ«المساء"، أنها أرادت من خلال هذه التحفة، تكريم المناضلة لالة فاطمة نسومر، فرسمت هذه المجاهدة وكذا العلم الجزائري وبعض الحيوانات والنباتات التي تعرف بها منطقة جرجرة على خريطة البلد. أما الأعمال الأخرى التي شاركت بها في هذا المعرض، فهي عبارة عن ثلاث لوحات صغيرة، الأولى عن غزالة بنت عمار، المرأة الأوراسية التي وجدت وسيلة لإبعاد جنود الاحتلال عن النساء الطاهرات، من خلال وضع الفضلات على أجسادهن، حتى لا يقترب منهن الأوغاد.
تشارك ريان أيضا، بلوحة صغيرة رسمت فيها يدا تحاول نزع العجار على المرأة الجزائرية، وتقصد الفنانة بذلك، محاولات المستعمر الفرنسي في دفع المرأة الجزائرية لنزع الحايك والعجار، والدليل على ذلك، مقولة ضابط فرنسي "أنتن جميلات، فلما تتمسكن بالحايك والعجار؟". أما اللوحة الثالثة والأخيرة، فرسمت فيها ريان، الشهيدة لالة زليخة التي استشهد زوجها وابنها، فأصبحت المسؤولة عن جبهة التحرير الوطني في شرشال، إلى حين استشهادها في 25 أكتوبر 1957، ولم يعلم مكان قبرها إلا عام 1984، حينما تذكر مزارع أنه دفنها.
يشارك رضا مهشم، أيضا، في المعرض، من خلال عرض صور لجده وعمه، اللذين أسسا فريق كرة القدم لتيسمسيلت، الأول كان خضارا ينقل الأسلحة مخبأة في الخضر، والثاني حلاق المجاهدين، وقد استشهدا ولا يعلم مكان قبرهما إلى اللحظة، علما أن الجد عبد القادر شارك في الحرب العالمية الثانية.
تعرض الفنانة سايد، منحوتة عن حيوان الحمار، مشيدة بدوره اللافت خلال الثورة الجزائرية، علاوة على أهميته في تشييد السكنات وتسهيل الحياة اليومية لسكان القرى، أما الفنانة ماجدة جحدو، فقد شاركت بعمل في الفن التركيبي، مشكل من فردة لستة أحذية قديمة، ترمز إلى أحذية المناضلين الست الذين فجروا الثورة التحريرية، وربطتها بصور عن المجاهدين، من خلال خيوط حمراء.
أما الفنان رفيق حدوشي، فقد شارك بلوحة رسم فيها خريطة الجزائر، وسط كم من الدماء، ووضع عليها سياجا، رمزا لتسييج العديد من المناطق الجزائرية في فترة الاحتلال الفرنسي. بينما شاركت ماريا رامول بلوحة "ثورة القفة والحايك"، رسمت فيها بالخط العربي امرأة ترتدي "الحايك".
كما شاركت في المعرض، أسماء فنية عديدة، مثل مراد عبد اللاوي، شعباني براهيمي، لامان دو بوبل، فريال مطوشي، كاش حاجة، العين، سهام خميسي، الحيطيست، نسرين قدور، ربيعة قدار، هاجر حمداش، اللورد، عبد الكريم حمري، وفتيحة لعجاج.
للإشارة، تحدث طاقم الفريق المنظم للحدث المشكل من رضا مهشم، أسامة ويلاس، حنان قرمي، عودة أم الخير صابيح عن سعادته بتنظيم المعرض الذي يُحتفى فيه بمناسبتين، الأولى تتمثل في استقلال البلد، والثانية مساندة للمقاومة الفلسطينية، وفي هذا نوه الفنان صهيب كيحل المدعو "بأكا مونتسر أر"، بمشاركة فنانين من مختلف المشارب في هذه الفعالية، مشيرا إلى أهمية أن يعبر الفنان عن القضايا التي تمسه، أما الفنان "زتيلا"، فقد أكد أهمية أن يكون للفنان موقف إزاء مثل هذه القضايا الحساسة، لأن التاريخ لا يرحم.
كما عرفت هذه التظاهرة، تقديم الفنان معاذ بن ناصر لمونولوغ بعنوان "بدون طابوهات"، ومن ثم قدم "كورال إيكوزيوم" وصلته الفنية، في حين أنجز الفنانون عبد الحميد صحراوي وريان عمارة وشعباني ابراهيمي على المباشر، لوحة بعنوان "غرنيكا"، نسبة إلى اللوحة الجدارية لبابلو بيكاسو التي استوحاها من قصف غرنيكا، الباسك حين قامت طائرة حربية ألمانية وإيطالية مساندة لقوات القوميين الإسبان بقصف المدينة في 26 أفريل 1937، بغرض الترويع خلال الحرب الأهلية الإسبانية.