عرف تنظيم مسابقات وحفل وعرض أفلام
اختتام الأسبوع الثقافي الكوري بالجزائر
- 1266
اختتمت فعاليات الأسبوع الثقافي لكوريا الجنوبية بقصر الثقافة ”مفدي زكريا”، بتنظيم مسابقة ”ك.بوب”، في حين سبقها عرض فيلمين، الأول بعنوان ”البرج العالي”، والثاني ”عصر الظلال” بمقر السفارة الكورية. كما تم بهذه المناسبة، تنظيم حفل لفرقة ”سي: أم” وكذا الطبعة الرابعة لمسابقة اللغة الكورية.
بهذه المناسبة، أشار سفير كوريا الجنوبية بالجزائر، السيد لي أون يونغ، إلى أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات المتمثّلة في الأسبوع الثقافي لكوريا بالجزائر، مضيفا أن مثل هذا الحدث سيعرف الجزائريين، بالثقافة الكورية وتقاليدها التي تمزج بين العصرنة والتراث.
في المقابل، عرف مخرج فيلم ”البرج العالي” كيم جي هون، كيف يمزج بين الفكاهة والحزن في عمله هذا الذي عرف النور في نهاية 2012، ويحكي استعداد مالك لبرج عال من أجل تنظيم احتفال يخص عيد المسيح، لكن يحدث ما لم يكن في الحسبان، بعد أن فقدت طائرة من طائرات الهليكوبتر، تم الاستعانة بها لذر الثلج الاصطناعي، توازنها، فاصطدمت بالبرج وخلفت حريقا مهولا، من الصعب إخماده، خاصة أن مرشات الفندق التي تستعمل ضد الحرائق معطلة.
بداية الفيلم كانت بمشهد عائلي فكاهي، حيث استيقظت الطفلة ”هانا” من نومها وطالبت والدها الأرمل بضرورة أن يعيد الزواج، ومن ثمة التحق الوالد ”لي” بمقر عمله في البرج، وهو المكلف بالصيانة، ويلتقي بـ«سيو يون هي” مدبرة المطبخ، التي يحبها في السر ويخشى مصارحته بحبها.
تظهر شخصيات كثيرة في بداية الفيلم، مثل مالك البرج الذي وعد شركاءه بحفل باهر بمناسبة عيد المسيح، زوجة وزير الصحة، المتكبرة، التي تعشق كلبها، الرجل العجوز الذي ينتظر رفيقة الحياة للغذاء سويا، الشاب الذي يعمل في المطبخ ويكثر من الهفوات، كما لا يضيع فرصة التعبير عن حبه لحبيبته التي تعمل في الاستقبال، رجال الإطفاء وفي مقدمتهم رئيسهم الذي يعاني من مشاكل كبيرة مع زوجته، تأتي في مقدمتها، اهتمامه الكبير بعمله وإهماله للزوجة، العجوز التي تعمل منظفة وتحاول جني المال لابنها المراهق الذي لا يهتم بها، والرجل الذي فاز باليانصيب وأصبح يملك شقة في هذا البرج. تبدو الأمور جيدة والكل يحضر نفسه ويهتم بعمله، احتفالا بعيد المسيح، في جو من المرح والضحك، وهاهي الطفلة ”هانا” تأتي إلى مقر عمل والدها وتلتقي بصديقه الذي يخبرها بضرورة تمثيلها للحزن أمام مدبرة المطبخ ”سيو يون هي”، حتى يحتكا ببعضهما ولم لا يتحقق الحلم بزواج ”سيو” مع ”لي” والد ”هانا”.
في المقابل، يحدث حريق صغير في المطبخ ويكتشف المسؤول عن الصيانة ”لي” خللا في المرشات المضادة للحرائق، إلا أن مسؤوله المباشر يرفض إصلاحها، فلا وقت لمثل هذه الأمور، حسبه، وهو نفس قرار مالك البرج الذي يطالب بالإسراع في إحضار مجموعة من طائرات الهليكوبتر، لذر الثلج الاصطناعي، لتحدث الطامة باصطدام إحداهن بالبرج واشتعال النيران بشكل رهيب.
يصاب مرتادو البرج بالهلع ويحاولون الهرب، فتحدث إغماءات، بل وقتلى أيضا، ويتجه رجال الإطفاء إلى عين المكان، من بينهم شاب ولج هذه المهنة لأوّل مرة، وكذا رجل يتسم بالفكاهة، إضافة إلى قائدهم المغوار، ويصل الرجال إلى البرج ليصطدموا بمشاكل جمة، تتمثل في سرعة انتشار الحريق وعلو البرج الكبير جدا.
خلال ساعتين من عرض الفيلم، تحدث الكثير من الأمور، استطاع المخرج من خلالها نقل المشاهد من مشهد فكاهي، رغم هول الحدث إلى ثان مفزع، كما استعان بمشاهد حركية في غاية الإتقان، بدون أن ننسى كل اللقطات الإنسانية التي غمرت الفيلم، وأبكت كثيرا الجمهور المتكون أغلبه من طلبة الإعلام والاتصال.
لم يشأ قائد رجال الإطفاء التخلي عن المحجوزين في البرج، وعمل المستحيل رفقة زملائه و«لي” لإنقاذ الجميع إلى درجة فقدانه لحياته في الأخير، بعد أن ترك رسالة صوتية لزوجته مخبرا إياها بحبه الكبير لها وأسفه عن عدم تمكنه من العودة إليها.
ينتهي الكابوس بتفجير البرج حتى لا تصيب نيرانه المدينة كلها. كما توقف المخرج عند لاإنسانية البعض، مثل اهتمام عمدة المدينة بخلاص الأثرياء الذين كان يعج بهم البرج، من بينهم وزير الصحة وزوجته التافهة، إلى جانب قيام مالك البرج بتنزيل الجدران الفاصلة، حتى لا تنتشر النيران بكثرة، رغم علمه باحتجاز بعض العمال، ليتم تفجير المبنى، ومع ذلك يستطيع ”لي” رفقة ”سيو يون هيط وآخرون ممن كتب لهم الله النجاة، من السلاك بعد تفجير كل خزانات الماء، وهو الأمر الذي كلف قائد رجال الإطفاء حياته، حيث بفعل ضياع جهاز التحكم عن بعد، يجد نفسه مجبرا على الضغط على الجهاز لتفجير خزانات الماء وإنقاذ ما تبقى من العالقين.