«نقرأ لننتصر" تجديدا لعهد الذاكرة
اختتام "سيلا" بتتويج فارسي "كتابي الأوّل"
- 463
أكّدت وزيرة الثقافة والفنون السيدة صورية مولوجي، أوّل أمس السبت، خلال إشرافها على تتويج الفائزين بجائزتي "كتابي الأوّل" و«أحسن جناح"، أنّ صالون الجزائر الدولي للكتاب أصبح موعدا ثقافيا في غاية الأهمية على المستوى الوطني والدولي، ويحظى برعاية سامية من رئيس الجمهورية، الذي ما فتئ يحرص على الارتقاء بالإبداع ومرافقة الأجيال الجديدة من الشباب والناشئة.
في هذا السياق، أضافت مولوجي "لقد انتظم الصالون ونحن نحتفل بالذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير المظفرة، فكانت ظلال هذا المجد حاضرة في أروقة الصالون ليس تجديدا لعهد الذاكرة فحسب، وإنما انتصارا للمستقبل وللحياة، ومن وحي هذه العبرة الخالدة رفعنا الشعار "نقرأ لننتصر". مشيرة إلى أنّ قطاع الثقافة والفنون دأب على تشجيع ومرافقة المبدعين عامة والشباب منهم، فإلى جانب مختلف آليات المرافقة والمسابقات والجوائز، استُحدِثت جائزة "كتابي الأوّل" الموجّهة للشباب والناشئة، وهي خطوة حضارية للارتقاء بالفعل الإبداعي والقرائي على السواء. وزادت أنّ الاحتفاء بالكتاب راسخ ومستمر على مدار السنة، "إيمانا منا بأنّ القراءة فعل حضاري لا ينقطع".
واغتنمت مولوجي الفرصة لشكر كلّ المشاركين في هذه الطبعة، وخصّت قطر ضيف شرف هذه الطبعة بالثناء والتقدير، والتي نزلت على صالون الجزائر "بتمثيل ثقافي رفيع في مقدمته وزير الثقافة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، وكوكبة وازنة من المثقفين والكتاب والأدباء والفنانين، فأضافوا للصالون قيمة جمالية رفيعة مع سائر المشاركين والعارضين".
من جهته، عبّر محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب محمد إقرب، عن اعتزازه بالأعداد الهائلة من القرّاء الذين ملأوا فضاءات الصالون بحضورهم الكثيف بحثا عن الكتاب وإصرارا على المعرفة، وأضاف أنّ استحداث جائزة "كتابي الأوّل" هي التفاتة كريمة للكتّاب الشباب الذين أقبلوا على نشر إبداعاتهم لأوّل مرة وتشجيعا لهم من أجل استمرار جاد في الكتابة والمساهمة في إثراء المكتبة الوطنية والعالمية.
وتُوّج الكاتبان بلقاسم منصف سليماني بروايته "عالية القشّ" الصادرة عن دار "كريبتونيكوس" للنشر بجائزة اللغة العربية، وآمال بن عبد الله عن رواية "تْواجات دو باجو" بالمتغيّر الأمازيغي الميزابي الصّادرة عن دار "خيال"، بجائزة "كتابي الأوّل"، باللّغتين العربيّة والأمازيغية، وأشادت لجنة تحكيم برئاسة الدكتورة انشراح سعدي، وعضويّة حميد بوحبيب، سفيان مخناش، محمّد جعفر وقاسي سعدي، بتنظيم المسابقة لاستقطابها كتّاب المستقبل وفتح مجال الجوائز لباكورة إنتاجهم الأدبي وهي مبادرة أطلقتها ورعتها وزارة الثقافة والفنون، واعتبرت أنّ اختيار صالون الجزائر الدولي للكتاب باعتباره المنصة الأولى للكتاب في الجزائر وأهمَ حدث ثقافي وجماهيري جعل لجائزة "كتابي الأوّل" في دورتها الأولى قيمة مضافة ترسخ لجملة من المبادئ الوطنية والإنسانية، "نقرأ لننتصر" و«نكتب لننتصر" أيضا.
وأوضحت الدكتورة سعدي أنّ اللجنة تلقت 81 عملا، في مختلف الأجناس الإبداعية منذ فتح باب الترشيحات يوم الأربعاء 30 أكتوبر 2024، طيلة أسبوع كامل، وتراوحت بين الخواطر والشعر والمقالات وغلب عليها جنس الرّواية في اللّغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية وباقي اللّغات الأجنبية. وخضعت الأعمال إلى مجموعة من المعايير الفنية والجمالية أخذت اللّجنة فيها بعين الاعتبار التّعامل مع باكورة إنتاج كتّاب المستقبل، وخلال قراءة النّصوص وجدت اللّجنة أنّها متقاربةً من حيث المستوى ومتنوعةَ التيمات بين العوالم الفنتازية والواقعية والتّاريخية والاجتماعية. واستطردت قائلة "احتكمت اللّجنة إلى جملة من المعايير النّقدية في اختيار النّصين الفائزين باللّغتين الوطنيتين وهي جماليةُ اللّغةِ وسلامتُها، استيفاء العناصرِ الفنّية للجنس الروائي، ضرورة ترسيخ القيّم الوطنيّة والإنسانيّة وجدّة الموضوع وأصالةُ الرّؤية"، وأشارت إلى أنّ فئة الرواية المكتوبة باللغات الأجنبية على قلتها لم تستوف شروط المشاركة ( كتاب أول، صادر سنة 2024)، وعليه حجبت الجائزة.
كما تم بالمناسبة، إعلان فوز جناح دولة قطر بالصالون بجائزة "أحسن جناح"، وتكريم القائمين عليه، حيث استقطب هذا الجناح زوّار الصالون بفضل تصميمه وجمالياته الفريدة المستوحاة من عناصر الثقافة والموروث الثقافي لقطري الثري، إضافة إلى دمجه التقنيات الحديثة والابتكار ليجمع بذلك بين الأصالة والحداثة، حسب القائمين على الجائزة.