ملتقى "التراث في الجزائر بين واقع وآفاق التنمية" بوهران

استثمار واعد انطلاقا من مؤهلات الجزائر

استثمار واعد انطلاقا من مؤهلات الجزائر
  • القراءات: 534
مريم. ن مريم. ن

تحتضن الباهية وهران يومي 4 و5 جويلية القادم، أشغال ملتقى "التراث المادي والمعنوي في الجزائر بين واقع الاستثمار وآفاق التنمية"، بتقنية التحاضر عن بعد. وسيطرح فيه المشاركون تصوّرا ومفهوما ثريا للموضوع، مع عرض مؤهّلات الجزائر في ما يخص هذا الاستثمار الواعد، وكذا تقديم نماذج من أرض الواقع.
تنظم هذا الملتقى أكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي بوهران، بالاشتراك مع الجمعية الوطنية للوعي واليقظة لمكافحة الآفات الاجتماعية، والمجمع الأكاديمي العالمي بالعراق، وأكاديمية بيت اللسانيات بتركيا، بالتنسيق مع مخبر علم الاجتماع الاقتصادي والحركات الاجتماعية بجامعة قسنطينة، ومخبر الموروث العلمي والثقافي بجامعة تمنراست.
وجاء في ديباجة الملتقى أن الجزائر بشساعة مساحتها وتجذّرها في التاريخ، لا تحتاج إلى التعريف بقدر ما تحتاج إلى التذكير؛ فقد أولى علماؤها المعارف في شتى مجالات العلوم وتخصصاتها، بعد أن أدركوا الثراء الثقافي الجزائري الذي طالما ميّزها عن بقية الثقافات المختلفة. وقد يؤدي الاهتمام بالتراث المادي وغير المادي إلى تحقيق طفرات وقفزات تجاه التقدم والازدهار، خاصة في زمننا الراهن، الذي يراهن فاعلوه الاجتماعيون والسياسيون والاقتصاديون على عامل الثقافة، واعتباره أهم الحقول، وأجدرها بالاهتمام والاستثمار، وهو ما أسّس، فعلا، لثقافات متنوعة.
إن اهتمام الدول المتقدمة بثقافاتها لم يكن وليد الصدفة، بل من جراء درجات الوعي العالية التي وصلت إليها أنساقها المشكِّلة لها (أفراد وتنظيمات)، وباجتهاد العلماء المتخصصين، وعلى رأسهم علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا. ومن ضمن ما جاء أيضا في هذه الديباجة المفصّلة لموضوع الملتقى، أن مدرسة شيكاغو كانت اهتدت إلى التعامل الأمبريقي مع الهجرات الريفية القروية الداخلية والهجرات الخارجية من على أنحاء العالم، محاولة إدماج الوافدين ثقافيا واجتماعيا؛ حتى يساهموا فيما بعد، بالتنمية الاقتصادية، ولا يكونوا سببا في تعطيل النمو، وهو ما يسمى إجرائيا، تعزيز الانتماء للتراث المعنوي.

وقد لمحت العديد من الدراسات إلى أن التراث المعنوي هو ما رُسّخ في نفوس الأفراد، وتوارثوه جيلا عن جيل، وشكّل تراثا شعبيا يشتركون فيه عامة، ليطبع سلوكهم وأفعالهم وحياتهم اليومية، ويؤثر فيهم، فيصبحوا مدافعين عنه بمختلف الوسائل؛ كونه يجسّد إرثهم الثقافي، كما يمثل بالنسبة لهم، الإطار العام الذي يتحركون فيه إلى درجة اتخاذ بعض هذه العادات والتقاليد، طابع القداسة، فتصبح المحافظة عليها ذات أهمية بالغة.

ثم إن هذا الشعور بالانتماء تجاه المعنويات (الثقافة) يتبعه شعور أكبر نحو ما تم تشييده من ماديات (حضارة)، وكل ما يرثه الأفراد وينتقل إليهم من أسلافهم، فالثاني تجسيد للأول؛ باعتبار الحضارة هي الشكل الملموس للثقافة، وبالتالي فإن التراث الثقافي والمعنوي في الجزائر هو كل ما يميز ثقافة الجزائريين عن الثقافات المتعددة الأخرى.  ثم إن الاستثمار في هذا الزخم الثقافي لا يكون إلا من خلال تمكين العلوم الاجتماعية والأنثروبولوجيا والآثار والتاريخ وغيرها من العلوم التي تهتم بالإنسان وتفاعله مع محيطه، حتى يكون عاملا من عوامل تحقيق التنمية، وضمان الاستقرار والاستمرار.
ومن محاور الملتقى هناك المحور الأول الخاص بالتراث المادي والمعنوي المفهوم والتصور. ويتضمن "التراث المادي والمعنوي في المجتمعات الإنسانية المختلفة"، و"التراث المادي والمعنوي وزوايا التناول في الدراسات والتخصصات العلمية".

كما يتناول المحور الثاني الخاص بمؤهلات الجزائر الثقافية، "مونوغرافيا التراث المادي والمعنوي في الجزائر" ، و"عرض للدراسات الجزائرية التي تناولت التراث المادي والمعنوي في الجزائر". أما المحور الثالث فيكون عن "واقع الاستثمار في التراث الجزائري والعالمي". ويشمل "نماذج عالمية للاستثمار في التراث المادي والمعنوي" ، و"واقع الاستثمار في مؤهلات الجزائر الثقافية".