«المسرح لكم» برواق «الزوار للفنون»

استعراض مسيرة حافلة وتواصل مع الجمهور

استعراض مسيرة حافلة وتواصل مع الجمهور
  • 837
مريم .ن مريم .ن

أسدل الستار برواق الزوار للفنون بالمركز التجاري باب الزوار عن معرض بعنوان «المسرح لكم» قدّم للجمهور الوافد جانبا من تراث هذا الصرح الثقافي والتاريخي العريق، ومختلف الأعمال الفنية التي ميّزت مساره بعد مرحلة الاستقلال.

في لافتة كبيرة علقت بمدخل المعرض تم التعريف بتاريخ المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي الذي كان قبل الاستقلال يعرف بالأوبيرا، وقد تم التأسيس في 8 جانفي 1963 ليصبح (أي بعد التأميم) مؤسسة عمومية، من مهامها إنتاج وتوزيع أعمال مسرحية من الربرتوار المحلي والعالمي، وكذا تقديم أعمال مسرحية كلاسيكية وعصرية وطنية وأجنبية، وأيضا المساهمة في إثراء التراث الثقافي الوطني وتطويره، وتنظيم تربصات متخصصة في التكوين التطبيقي للفنانين، وتدعيم المهن المرتبطة بالنشاط المسرحي.

من مهام المسرح الوطني أيضا ترقية التجربة المسرحية الجزائرية، والتعريف بها وطنيا ودوليا، والسهر على تثمين علاقة الجمهور بالمسرح مع ضمان مهمة الخدمة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري تتمتع بالشخصية المعنوية وبالاستقلال المالي تحت  وصاية وزارة الثقافة.

يشير المعرض إلى دور المسرح الوطني في التنمية الثقافية من خلال تعميم العروض، والوصول إلى شرائح مختلفة من المجتمع، وفي ملصقة أخرى يتم التعريف بفضاءات وأجنحة المسرح الوطني منها مثلا القاعة الكبرى مصطفى كاتب للعروض، وفضاء نادي بن قطاف للمحاضرات والندوات، وبهو المدخل للمعارض، وفضاء عبد القادر سفيري للتدريبات والورشات، وقاعة الحاج عمر وغيرها.

تعرض الكثير من ملصقات المسرحيات التي أنتجها المسرح الوطني أغلبها أنتج في السنوات الأخيرة،  كما تم عرض صور فوتوغرافية لعمالقة الفن الجزائري صورت في مشاهد مسرحية لروائع الأعمال من الربرتوار الوطني و الكلاسيكي العالمي.

من ضمن ملصقات المسرحيات تم عرض ملصقة مسرحية «صفية»لإبراهيم شرقي مرفوقة ببطاقة فنية، وتتناول قصة حب قاسية بين لمجد ومنانة، ومسرحية «بهيجة» لزياني شريف عياد ومن تأليف أرزقي ملال التي أنتجت مؤخرا أي في 2017، وكذا مسرحية «المعدوم» لمحمد آيت إغيل ومن إخراج ياسين زايدي والمنتجة سنة 2015، ومسرحية «العشاء الأخير» لحسن رشيد (إنتاج 2014) وتتناول صراع بين زوجين يختفي وراءه صراع اجتماعي أعمق، ومسرحية أخرى أنتجت في ذات السنة كتبها يوسف بعلوج.

كما اجتهد المنظمون في عرض صور من سنوات عز المسرح الوطني، حيث كانت الروائع تمتع جمهور الجزائري، ومن خلال هذا المعرض الجواري يعيد الزوار ذكرياتهم مع هؤلاء العمالقة، ويطلع جيل الشباب على تلك الروائع التي حققت شهرة عالمية منها مثلا رائعة «دائرة الطباشير القوقازية» في سنة 1969 للمؤلف بوتولد بريخت ومن اقتباس محمد اسطنبولي وإخراج الحاج عمر وتعرض قضية الصراع الطبقي وقد شارك فيها كوكبة من عمالقة الفن الجزائري منهم بن قطاف ومعروف عمر ويحيى بن مبروك وأبو الحسن وفتيحة بربار وغيرهم.

من ضمن الصور الفوتوغرافية المعروضة مشهد من مسرحية «الدهاليز» ظهر فيها الراحل سيد علي كويرات ودليلة حليلو، وصورة أخرى لمسرحية «موت التاجر المتجول» مع كويرات وبوعلام بناني وأيضا «عقد الجوهر»لبن قطاف، ومن مسرحية «العلق» سنة 85 مشهد لكويرات وكلثوم ومشهد آخر جمع سيدة المسرح كلثوم مع أقومي، وكذا مشهد لعلولة في مسرحية «حمق سلي» التي عرضت سنة 1972 وصولا إلأى رائعة «حافلة تسير» للراحل مجوبي سنة 1985، ثم «عمار بو الزوار» سنة 1990 مع فتيحة بربار.

من الروائع أيضا «البوابون» سنة 1970 مع نورية وأبو جمال و»هي قالت وأنا قلت» سنة 1975 مع كلثوم ومشهد من مسرحية ضمت مصطفى كاتب والحاج إسماعيل والكثير من الفنانين.

ضم المعرض أيضا ألبسة من مسرحيات عديدة منها لباس خاص بمسرحية «دائرة الطباشير القوقازية» ولباس من مسرحية «نجمة» لأحمد بن عيسى ولباس مسرحية «عقد الجوهر» ولباس «المرأة المتمردة» سنة 64 لمصطفى قزدرلي وإخراج علال المحب  وغيرها. كما تم عرض مسرحيات مسجلة وصادف وجود «المساء» عرض مسرحية «طرشاقة».

هكذا تم التعريف بالمسرح خلال فترة الاستقلال تحت سقف الحرية التي حرم منها الجزائريون لأكثر من قرن، وقد توزاصل ذات النضال بحرية مطلقة ودونما رقابة، بغية التأسيس لحراك مسرحي مرن يتفاعل وطموحات مجتمع ما يزال يتعافى من وباء الاحتلال ، و كانت انطلاقة جريئة لحمل المسرح الجزائري على الإبداع وطرح القضايا المستقبلية وتعزيز رؤى الوحدة الوطنية والهويّة.

التزم المسرح الجزائري بأن يكون أداة من أجل السلام والتعايش، تجسدت على ركحه العديد من النصوص التي تناضل من أجل حقوق الإنسان ومختلف الأبعاد الفينة والجمالية والتقنية للمسرح، ليدخل بعدها إلى زمن آخر حيث التسارع الرقمي والإبداع الإلكتروني.